ألم، حزن، سرور، قلق.......إلخ، مشاعرُ تتداول علينا نرتديها على حسب تأثيرها، بعضها يتمكن منا والبعض يزيحه آخر، هكذا نحيا وهكذا تعودنا أن نكون فمثلا عندما نحزن يتملكنا الحزن ويسيطر علينا بل يُشكلنا، وإن جد عليه شعور مضيء"بمقدرته أن يمحيه" هذه الحاله المسيطرة باستسلامنا يمكنها ويقويها ويجعلها تُضعف قوة من يكرهها وإن كان على قدرها. مع علمنا بحالتنا وسطو شعورنا علينا، لن نردعه ولن نسمح لغيره أن يحتل مكانه حتى وإن تشوقنا للتحرر من مثل هذه الحالة. فهذه حقيقة نسطرها عندما ينتابنا شعور نعيشه نسكنه ونصدقه وإن كان أكذوبة ضحكنا بها على أنفسنا أو افتعلها غيرنا علينا، قد نتأثر بمشهد حتى البكاء مع علمنا بأنه مجرد حكاية تروى قد تكون حقيقة ولكن الأغلب كونها رواية. تأثرنا بشاعرنا يؤثر بطبعه على ناتجنا لأن أرواحنا هى من تحركنا وليست أجسادنا هذه المشاعر الشفافة تترجم فى لحظات، فى أيام وشهور، فى أعمار، مشاعرنا هى أعمارنا وهى حياتنا، قبل أن تُسأل عن عمرك تُسأل عن حالك لأن حالك باختصار هو عمرك وحياتك هي أنت، فاعلم جيدا كيف حالك؟. واعلم أيضا أنك لحظاتك فعبر فيها عنك، اثبت نفسك بخطواتك،عمرك بيدك ثمّنه بما تشاء ولا تجعله يفلت من بين يديك. وسط هذا الزحام من المشاعر يمر عقرب الساعة دون انتظار ولا توقف أيضا دون مشاعر، ونحن ننظر إليه بأعيننا ولا نعى قيمة مايحمله من لحظات، مشغولون بمشاعرنا وتأثرنا، منتظرين من يلتقطنا منتظرين أحلامنا توقظنا. إن ظللت مستمرا على ذلك سيقتلك روتين حياتك، تقيدك مشاعرك المنسوخة، لكن هناك لحظات ترتقى فيها بنفسك، تجد فيها روحك، تتصل فيها معك بعيدا عن أى حالة مسيطرة، عن أى شعور مهيمن، عن أى حالٍ تعيشه ... لحظات تختلى فيها بنفسك ، ترتب صفحات حياتك ، تصل فيها الى كل ماتبحث عنه، هى لحظات مجرد لحظات.. ولكن تأثيرها بسنوات فانتقى لحظاتك ولا تضيعها قبل أن تستمتع بها ، اتصل بنفسك، فأنت أقرب من لك، وأخيرا تحكم فى ساعتك قبل أن تفاجئك بتحكمها فيك. "الآراء المنشورة عبارة عن مقالات القراء ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع وجريدة "الوطن"، وإنما تعبر عن أراء أصحابها"