أمّ المصلين بالجامع الأزهر، أول تعليق من الطالب محمد أحمد حسن بعد نجاحه بالثانوية الأزهرية    9 بنوك تخطر البنك المركزى بخططها للتوافق مع ضوابط تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة    مطالب فلسطينية بعقوبات دولية على الاحتلال لوقف المجاعة وإنهاء حرب الإبادة بغزة    ‌ماكرون في اتصال مع الشرع: لا بد من حماية المدنيين وتفادي تكرار مشاهد العنف ومحاسبة المسؤولين عنها    مشادة كلامية بين فليك ولابورتا في مران برشلونة    الداخلية تكشف ملابسات ابتزاز فتاة من قِبل خطيبها السابق بالزقازيق    من ساقية الصاوي إلى المنارة.. كيف استقبلت القاهرة حفلات زياد الرحباني؟    زياد الرحباني.. الموسيقار المتمرد وآراء سياسية صادمة    ناهد السباعي تتربع على عرش التريند بسبب إطلالة جريئة    فحص 394 مواطنا وإجراء 10 عمليات باليوم الأول لقافلة جامعة المنصورة الطبية بشمال سيناء    كيفية علاج الإمساك أثناء الحمل بطرق فعالة وآمنة بالمنزل    بيراميدز يقترب من حسم صفقة البرازيلي إيفرتون دا سيلفا مقابل 3 ملايين يورو (خاص)    أحمد حسن كوكا يقترب من الاتفاق السعودي في صفقة انتقال حر    انتقال أسامة فيصل إلى الأهلي.. أحمد ياسر يكشف    انتقال أسامة فيصل إلى الأهلي.. أحمد ياسر يكشف    غدا آخر موعد للتقديم.. توافر 200 فرصة عمل في الأردن (تفاصيل)    إخلاء سبيل زوجة والد الأطفال الستة المتوفيين بدلجا بالمنيا    الداخلية تكشف ملابسات ابتزاز فتاة بالزقازيق من خطيبها السابق    حزب الجبهة الوطنية يختتم دعايته ب8 مؤتمرات جماهيرية قبل الصمت الانتخابي    ماكرون: دعم فرنسي كامل للمساعي المصرية لإدخال المساعدات إلى غزة    قصة الصراع بين تايلاند وكمبوديا.. خلاف حدودى قديم قد يتحول إلى صراع إقليمى    أكسيوس عن مصادر: أعضاء بإدارة ترامب يقرون سرا بعدم جدوى استراتيجيتهم بغزة    سميرة عبدالعزيز في المهرجان القومي للمسرح: الفن حياتي وكل مخرج أضفت من خلاله إلى رصيدي    الأزهر يرد على فتوى تحليل الحشيش: إدمان مُحرّم وإن اختلفت المُسميات    صور| ترامب يلعب الجولف في مستهل زيارته إلى أسكتلندا «قبل تظاهرات مرتقبة»    محافظ المنيا يضع حجر الأساس المرحلة الاولى من مبادرة "بيوت الخير"    نجاح جراحة ميكروسكوبية دقيقة لاستئصال ورم في المخ بمستشفى سوهاج الجامعي    وزير الأوقاف يحيل مخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة    "الزراعة" تعلن التوصيات النهائية لورشة العمل تنمية المهارات الشخصية للعاملين بالقطاع    لن توقف المجاعة.. مفوض «الأونروا» ينتقد إسقاط المساعدات جوا في غزة    أبو ليمون يهنئ أوائل الثانوية الأزهرية من أبناء محافظة المنوفية    بعد إصابة 34 شخصًا.. تحقيقات لكشف ملابسات حريق مخزن أقمشة وإسفنج بقرية 30 يونيو بشمال سيناء    مصرع سيدة أسفل عجلات قطار بمدينة إسنا خلال توديع أبناؤها قبل السفر    "القومي للطفولة" يشيد بقرار محافظ الجيزة بحظر اسكوتر الأطفال    الدفاع المدني في غزة يحذر من توقف مركباته التي تعمل في التدخلات الإنسانية    انخفاض سعر الدواجن المجمدة ل 110 جنيهات للكيلو بدلا من 125 جنيها بالمجمعات الاستهلاكية.. وطرح السكر ب30 جنيها.. وشريف فاروق يفتتح غدا فرع جديد لمبادرة أسواق اليوم الواحد بالجمالية    مركز التجارة الدولي: 28 مليون دولار صادرات مصر من الأسماك خلال 2024    سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح    الإنجيلية تعرب عند تقديرها لدور مصر لدعم القضية الفلسطينية    حبس أنوسة كوته 3 أشهر وتعويض 100 ألف جنيه في واقعة "سيرك طنطا"    في ذكرى رحيله.. محمد خان الذي صوّر مصر بعيون محبة وواقعية    مصر تدعم أوغندا لإنقاذ بحيراتها من قبضة ورد النيل.. ومنحة ب 3 ملايين دولار    ما حكم تعاطي «الحشيش»؟.. وزير الأوقاف يوضح الرأي الشرعي القاطع    مطالبات في المصري بالتجديد لمحمود جاد    المدرسة الأمريكية تقترب من القيادة الفنية لرجال الطائرة بالأهلي    إنتر ميامي يتعاقد مع الأرجنتيني دي بول لاعب أتلتيكو مدريد    أسوان تواصل توريد القمح بزيادة 82% عن العام الماضي (صور)    محافظ أسوان يتفقد نسب الإنجاز بمشروعات المياه والصرف ميدانيًا (صور)    إصابة سيدة في انهيار منزل قديم بقرية قرقارص في أسيوط    الصحة تدعم البحيرة بأحدث تقنيات القسطرة القلبية ب46 مليون جنيه    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 154 مخالفة عدم الالتزام بغلق المحلات في مواعيدها    رسميًا إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 بنسبة 53.99% (رابط بوابة الأزهر الإلكترونية)    مقتل 4 أشخاص في روسيا وأوكرانيا مع استمرار الهجمات الجوية بين الدولتين    وزير الثقافة ناعيًا الفنان اللبناني زياد الرحباني: رحيل قامة فنية أثرت الوجدان العربي    سعر الخضار والفواكه اليوم السبت 26-7-2025 بالمنوفية.. البصل يبدأ من 10 جنيهات    كيف احافظ على صلاة الفجر؟.. أمين الفتوى يجيب    الأوقاف تعقد 27 ندوة بعنوان "ما عال من اقتصد.. ترشيد الطاقة نموذجًا" الأحد    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شخصيتي ضعيفة أعمل إيه؟
نشر في بص وطل يوم 24 - 04 - 2013

أنا شخصيتي ضعيفة جدا ومش باعرف أمشّي كلامي على إخواتي ولا أصحابي ولا أي شخص، وكمان انطوائية شوية، وأيام ثانوي كان معايا أصحابي وكنت باعتبرهم أكتر من إخواتي بس أول ما دخلنا الكلية كلنا بعدنا عن بعض.
ونفسي أرجع لهم تاني، لأن أصحابي دول هيفضلوا معايا ومن نفس المكان جنب البيت مش من بلاد تانية مش هاعرف أشوفهم، رجعت علاقتي بصديقة منهم واستنيت يوم نتيجة ثانوية عامة واتصلت بيها علشان أبارك لأخوها وعزمتني إني أروح أقعد معاها شوية بس لسه ماروحتلهاش.
مشكلة كبيرة بقي إني مش بحب أتكلم معاهم في البيت، دايما بحب أقعد لوحدي، أما ماما وبابا وإخواتي بيقعدوا معايا باحس إني زهقانة ومش قادرة أقعد معاهم، وكل شوية إخواتي بيستفزوني ويخلوني أعيط كل شوية..
مشكلتي إني حساسة زيادة عن اللزوم، وأي حد يكلمني أو يهزر معايا هزار جامد أعيط وكل شوية يقول لي إنتي نكدية وأنا بازهق من الكلام ده، أنا مع صحابي مش كده باكون فرحانة ومبسوطة أكتر ما باكون قاعدة في البيت..
وأنا بحب السهر جدا وبابا وماما مش عايزيني أسهر، وبابا حلف إني مش هاقعد على النت تاني من بعد الساعة 10، وعملت رغبته دي يوم واحد واليوم تاني قعدت بعد ما دخل ينام، فإخواتي فضلوا يزعقوا لي ويقولوا لي بابا حلف إنك مش تقعدي وتسهري بتقعدي ليه؟
أنا بدأت أكره البيت وإخواتي بسبب المشاكل اللي بتحصل طول ما هما صاحيين، أنا باقعد في أوضتي لوحدي أو أقعد معاهم بس مش باتكلم، بالتزم الصمت، وهما بعد ما يناموا أو يخرجوا بره باعمل اللي أنا عايزاه، أحيانا مش باخرج معاهم علشان أقعد على النت وأكلم أصحابي.
وأنا باقول لهم في البيت أنا في الأجازة أسهر براحتي وفي الدراسة أنام بدري رافضين، وده مأثر جامد على دراستي في الكلية، وأنا باذاكر مش باعرف أركز في المذاكرة دايما باكون سرحانة وبآجي أيام الامتحانات ممكن أفضل أذاكر 24 ساعة وآجي يوم النتيجة ألاقي تقدير مش حلو، لدرجة إن حالتي النفسية بتبقى متدمرة وتحت الصفر بكتير..
فكرت أروح لدكتور نفسي بس طبعا لو قلت لهم كده في البيت مش هيوافقوا ويقولوا إنتي مش محتاجة ولا مجنونة، للأسف إحنا في مجتمع شرقي مش مقتنعين بالفكرة، الدكاترة النفسيين بيفكروهم إنهم مجانين واللي بيروح يتعالج عندهم مجنون وطبعا إحنا عيلتنا مشهورة ولو رحت الناس هتتكلم..
وفكرت إني أنتحر وأخلص من القيود دي لأن بابا ديكاتوري شوية وعصبي جدا، وأختي المتوسطة بتمشّي رأيها عليّ وأنا أصلا الكبيرة كل ما آجي أقول رأيي في أي موضوع أو مناقشة بابا يرفض ويقول لي مافيش حد قال لك تتكلمي، لدرجة إني باتحرج أتكلم مع أصحابي في الكلية، المكان الوحيد اللي باتكلم وأقول رأيي فيه براحتي هو المنتديات والنت وفيسبوك.
باعرف أتكلم وأقول رأيي فيها والكل بيسمعني لدرجة إني بقى كل أصحابي من على النت، وباتكلم معاهم وهما رافضين كده بيقولوا لي إيه اللي عاجبك في الآلة الحديدية دي، طول الليل قاعدة عليها وبتكتبي وتتكلمي عليها شكلك عاملة مصيبة أو هتقعي في مصيبة، مش بتحبي تقعدي غير بالليل وبقوا بيشكوا فيّ حتى لو قعدت بالنهار..
نجحت بتقدير مقبول وبقيت حزينة ومش عارفة أفرح حتي بنجاحي، عيطت وزعلت، هما أما بيضايقوني ويزعلوني بافضل سرحانة وأفكر أعمل إيه، لدرجة إني دخلت على مواقع نفسية كتيرة وحاليا بادور على أي شخص أتكلم معاه، مش مهم مين المهم إني أقول رأيي وأتكلم..
بس برضه طول الوقت حزينة مش عايشة سني، لدرجة إني باتعب كتير أوي وبقيت نحيفة جدا ووشي بقى أصفر، كل اللي يشوفني يفتكرني في أولى إعدادي مش طالبة جامعية خالص واتخرجت وباعمل دبلومة.
ودلوقتي خالي بيتدخل في كل حاجة في حياتي، كل شوية يجيب لي عريس ويقعد يتكلم ويقول لي إنتي هتكوني عانس، كل ما حد يتقدم ترفضي من غير ما تشوفي أو تشوفي وترفضي، باقول لهم مش مناسب أو طموحاتي مش هاقدر أحققها مع الإنسان ده، وأنا بجد بقيت أشك في كل اللي حولي حتى بقيت باشك في نفسي، وكرهت نفسي وخايفة أعمل حاجة غلط بسببهم في البيت، نفسي أكون سعيدة وفرحانة بس إزاي مش عارفة أعمل حاجة..
كل شوية أعيط لدرجة كل ما أعيط من كلمة حد يقول لها أو إخواتي أو باكون مخنوقة بابا يزعق لي، وآخر مرة ضربني وقال لي لو عيطتي تاني مش هتقعدي على النت، وهاخد منك كل حاجة حتى الموبايل، ومش هاجيب لك لبس ولا أي حاجة..
باكلم نفسي كتير أوي وبقيت باقول لنفسي أول شخص يتقدم لك تاني وافقي حتى لو مش مناسب ليكي علشان أخلص من العيشة دي، مع إننا مستوى معيشتنا كويس وكل حاجة متوفرة، عربية وتكييف وكل متطلبات المعيشة موجودة ومتاحة، باقول لهم أصحابي وقرايبي بيسهروا يقول لي مش لينا دعوة بأي شخص، وساعة ما نتيجة كلية تظهر أو أي مرحلة تعليمية يبصوا على الجيران والأصحاب والقرايب ويقولوا لي شوفي ده جاب أكتر منك شوفي ده جاب زيك إنتي قصرتي في إيه..
وممكن ماعرفش أكمل في حياتي وبقيت باخاف من كل الناس، نفسي أوي أتغير بس إزاي؟ الحمد لله باصلي وأصوم وأقرأ القرآن كمان بس مش عارفة أعمل إيه في حياتي، كرهتها جدا وبقيت كل ما باصلي بادعي على نفسي إني أموت علشان أرتاح من الدنيا واللي فيها..
وأنا حاليا قاعدة من وراهم على النت بعد ما دخلوا يناموا، قعدت وطافية النور وقاعدة في الضلمة وقافلة نص الباب علشان لو حد منهم صحي بالليل أو قلق لأي سبب يلاقي البيت ضلمة، وأنا قاعدة عادي بس مش بحب أعمل حاجة في الخفاء أو في الضلمة، أنا ترددت كتير أوي في إني أكتب المشكلة دي.

bosy


ابنتي.. حتى ينمو الإنسان ويتطور فينتقل من مرحلة لمرحلة بشكل طبيعي وصحي، يتطلب ذلك سلامة مخه عضويا بخلاياه وناقلاته العصبية، ووظائفه الإدارية التي تقوم بالتنسيق وتتعامل مع ملفات الذاكرة والتذكر، والتي تتأثر بشكل كبير جدا بالمشاعر السلبية والقلق والاكتئاب واليأس.. إلخ.
وكذلك يحتاج إلى بيئة متوازنة يتم ممارسة تربية متوازنة فيها، حيث العلاقة جيدة بين الأبوين، يتم التعبير عن رأي الأبناء بدرجة جيدة في المواقف والمشاعر دون خوف أو تهديد، يتم التعامل بالحسم اللطيف عند وجود سلوكيات غير مقبولة من الأبناء، حوار إيجابي، بُعد عن النقد والسخرية، والقسوة، والتجريح، إلخ.
وكذلك يتأثر النمو والتطور بالتجارب التي يمر الإنسان بها عبر الأحداث والمواقف والأشخاص فتؤثر فيه، وحين يحدث خلل في أي مما يساهم في التكوين النفسي للإنسان بشكل مستمر يصبح بينه وبين النمو والتطور أزمة!
فترسخ الأفكار السلبية عن نفسه وعن الآخرين بشكل أعمق حتى تتحول إلى أفكار يصعب تصور خطئها أو تغييرها، يتجنب كل ما يتطلب منه مواجهة ومغامرة أو اقتراب حقيقي وقوي من شخص حتى لا يتحرج من وجهة نظره لوجود أمور يخجل من وجودها في شخصيته كما يظن، فلا يقترب إلا ممن يعرف أنهم يحبونه ويفضل الهروب من تلك المواقف أو المشاعر التي تقلقه وتخيفه وتؤلمه..
لأنه يرى نفسه مليئا بالسلبيات والعار الذي لا يجب أن يعرفه أحد عنه أو يكتشفه أو يبتعد عمن يذكره بتلك الأمور المؤلمة، وبمرور الزمن والمواقف واستمرار توليد تلك الأفكار السلبية وتأكيدها يتحول الشخص رويدا رويدا إلى شخصية لها سمات التجنب، وقد يتطور الأمر فيصل إلى حد الاضطراب، فيكون لديه ما يعرف ب"اضطراب الشخصية التجنبية"..
وقد عرفت منظمة الصحة العالمية سمات اضطراب الشخصية التجنبية بأنها الشخصية التي تتميز بالآتي:
* الكف الاجتماعي، حيث تضعف كفاءة الشخص في تكوين علاقات اجتماعية خصوصا الجديدة مع وجود حساسية زائدة تجاه نقد الآخرين له.
* يشعر الشخص أنه دوما أقل من الآخرين، أو يعتقد أنه سخيف أو أنه غير متمتع باللباقة.
* لا يميل إلى مخالطة الآخرين إلا ممن يتأكد أنهم يحبونه.
* يمنع نفسه عن خوض المواقف التي تتطلب شيئا من المغامرة، أو ستجعله يشترك في أنشطة اجتماعية لأنه يخاف من ظهور ارتباكه وفشله.
*يمتنع كذلك عن المهن التي سيترتب عليها احتكاكات اجتماعية لخوفه من النقد، أو خوفه من الرفض، أو خوفه من استحسان الآخرين.
*يتجنب أيضا العلاقات الحميمة، لأنه يخاف أن تجرح مشاعره حين يرفضه، أو ينتقده، أو يسخر منه هذا الشخص.
لذا أنا لا أجزم بأنك وصلت إلى مرحلة الاضطراب ولكن بالتأكيد أنت تحملين سمات تلك الشخصية، والشخصية التجنبية من فرط حساسيتها للنقد والشعور العميق بالدونية تقع غالبا في الاكتئاب الذي يظهر بوضوح في سطورك والذي من أعراضه الكآبة، واضطراب في النوم بالزيادة أو الأرق وصعوبة الدخول في النوم، اضطراب في الشهية، عدم الشعور بطعم للحياة..
فلا شيء يؤثر في المشاعر سواء هذا الشيء من المفروض أن يفرح أو يحزن الشخص فهو في حالة من اللامبالاة، ولا يرغب في عمل أي شيء أو يفعله بصعوبة شديدة ويرغب في الموت والهروب من الحياة ليستريح، وكذلك من أشهر ما يصاحب الشخصية التجنبية بعض أنواع الخوف المرضي من أمور لا يخاف منها معظم الناس، إذن يا ابنتي دعينا نفكر بشكل منطقي لحل تلك المشكلة..
فالمشكلة تكمن في الأساس في مشاعر الخوف من النقد، السخرية، الضعف، إلخ، فتلجئين للهروب إما بالانعزال أو إلى عالم الفضاء الإلكتروني الذي لا يتطلب قربا حقيقيا ولا تقييما وتستطيعين فيه أن تكوني كما تحلمين بعيدا عن حقيقة حياتك..
واكتشفت أن هروبك بجسمك، أو هروبك المؤقت في ساحة الفضاء الواسع المزيف لم يحل مشكلتك مع نفسك ولا مع الآخرين.. إذن ما الحل؟ بقاؤك كما أنت على هذا الوضع سيزيد الأمور تعقيدا وها أنت تدعين الله صباحا ومساءً أن تموتين، أو تفكرين بالقيام بأمور خاطئة.. إذن سيتطور الأمر.. فما هو الحل؟
الحل عندك أنت وحدك! الحل في رأسك، الحل في أفكارك التي عششت داخل رأسك وتعملقت حتى صارت ثابتا من الثوابت وهي أفكار مكذوبة مزيفة سلبية اكتسبت قوتها من تأكيدك لها وتصديقها والهروب من مواجهتها، فلو كنت تستشيرينا بصدق فهذا هو مفتاح الحل، وأعلم أن الحل ليس سهلا كما أكتبه إليك ولكنه ليس مستحيلا..
كثير ممن كانوا مثلك حين شمروا عن ساعدهم وبذلوا الجهد والوقت والتدريب والتكرار تحسنوا كثيرا جدا لدرجة لا تتوقعينها، فهل ستكونين أحدهم؟ هناك طريقان للوصول إلى الحل، أحدهما التواصل مع متخصص نفسي يعينك ترتيب وقراءة ظروفك وحياتك لتتخلصي من التراكمات السلبية لديك، ثم يعينك للوقوف على هويتك ثم أهدافك، فتكونين حقيقة نفسك التي لا تعرفيها أو تاهت منك بسبب عدم الوعي التربوي أو غيره..
أو الطريق الثاني وهو العلاج الذاتي، وهو يتطلب وقتا وجهدا ومثابرة مع التدرج والتكرار والتدريب حتى تتحسنين بإذن الله وتستعيني بالله وتطلبي منه العون بدلا من طلب الموت، فتسعدين بأحلى سنوات العمر وأول تلك الخطوات هي:
- محاربة ومقاومة الأفكار السلبية عن نفسك فتكفين عن سبها وزجرها والبصق عليها، فكيف ستطيعك وتلين ما دامت حالك معها هكذا وكل لحظة تذكّريها بعجزها، وضعفها، وفشلها؟ فالحوار السلبي ألد أعداء تخطيك لمشكلتك، فدربي نفسك على الحوار الإيجابي حتى تدمنيه، كأن تقولي لست ضعيفة ولكنني أتحسن وأتعلم، لست فاشلة بدليل أنني نجحت رغم الظروف، أنا سأكون أفضل، أنا في فترة التدريب، النقد ليس بالضرورة صحيحا، النقد ليس معناه الإيذاء.. إلخ.
- تغيير المفاهيم السلبية المتمترسة في رأسك مثل: لا بد أن يرضى عني أو لا بد أن يحبني كل الناس فهي فكرة خاطئة، فمن يحظى بحب ورضا كل الناس لم ولن يوجد في هذا الكون، حتى الله سبحانه وتعالى جل شأنه هناك من يعبده ومن لا يعبده، فما بالك بالبشر؟! هل عرفت شخص واحد أجمع عليه كل الناس؟
أو أن الإنسان القوي لا بد أن يكون ناجحا طول الوقت، سعيدا طول الوقت لا يخطئ طول الوقت، أو أنك فاشلة، فكيف نجحت إذن؟ هذه كلها أفكار غير صحيحة، وهكذا تتدربين على مناقشة ما تتصورين أنه مسلّم به عندك، بمرور الوقت ستجدين نفسك تتقبلين نفسك لأنك فهمت أن الواثق من نفسه يخطئ ويفشل أحيانا، وأن احترام الآخرين لنا لا نطلبه ولكن نكتسبه حين نحترم أنفسنا ونحترم الآخرين وليس بسبب الخوف منه، كلمة لا ليست نهاية الكون ولا تعني خسارة الناس والعلاقات، فقط نحتاج أن نرفض بشكل لائق دون أن نقبل ما لا نقبله، وهكذا.
- تدرّجي بلطف في الانخراط في مجموعات حتى لو لن تتحدثي كثيرا، بمرور الوقت ستكتشفين أن حديثك مثل باقي الأحاديث وليس تحت الميكرسكوب، لتبدئي بأفراد من عائلتك ثم زميلاتك، وهكذا.
- قد تخفقين مرات ومرات ولكن من إخفاقنا نتعلم ونخطو للأمام فلا تيأسي أبدا، وقيّمي سبب الإخفاق وعالجيه وخذي وقتك لكن لا تيأسي وتعودي للسابق تحت أي ظرف من الظروف.
- استثمري أحلام يقظتك في تصور المواقف التي قد تحدث مع والدك، والدتك، إخوتك، زميلاتك، وتخيلي فيها ما تحبين أن تكوني عليه، حتى لو شعرت بالخوف اخرجي من الحلم وعودي ثانية إليه لتكمليه، وهكذا حتى تتمين الحلم للنهاية التي ترغبين فيها.
ابنتي تذكري دائما، أن ما فاتنا في التربية لا يجب أن يظل "الشماعة" التي نضع عليها تقصيرنا تجاه تربية أنفسنا وتطويرها، فقد لا أستطيع أن أدافع عن تصرفات والديك، ولكنني حتما أستطيع أن أدافع عن حبهما لك يا ابنتي، فعذرهما حبهما وخوفهما عليك حتى وإن تم بوسائل غير تربوية؛ هيا اجتهدي وتوكلي على الله الذي يمنح العون والقوة والثبات.

لو عايز تفضفض لنا دوس هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.