رئيس المكسيك يقضي على أسوأ كابوس في البلاد ويفشل في خفض معدلات القتل

منذ انتخابه رئيسًا للمكسيك بانتصار ساحق في يوليو 2018، وبدأ فترة ولايته في 1 ديسمبر 2018 والتي ستستمر 6 سنوات، تعهد الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور المعروف باسم "آملو" "65 عاما"، بشن حرب قوية ضد الفساد، وأصر على أن هذه القضية كانت أسوأ كابوس في المكسيك، وتعهد كذلك بأن يحكم بحرص وتدبر من دون تبذير، وأن يقتطع من راتبه بحدود 65 ألف دولار سنويا. وأوفى الرئيس المكسيكي، في 4 ديسمبر 2018، بالعديد من الوعود التي قطعها قبيل انتخابه، بما في ذلك بيعه للطائرة الرئاسية المكسيكية وهي من طراز "بوينج 787-8" والتي بلغت عند شرائها قبل بضع سنوات 218 مليون دولار.
وكان "آملو" تعهد أن يسافر متنقلا بالطائرات التجارية وسيارة فولكسفاجن جيتا، كما أوفى بعدم الإقامة في القصر الرئاسي، "لوس بيوس" الذي وصفه ب"الباذخ" وبدلاً من ذلك فتحه للجمهور كمركز ثقافي وأزال الحراسة الرئاسية، واختار أن يقيم في منزله المتواضع. وقال الرئيس المكسيكي في وقت سابق، إنه سيحصل على 40%من راتبه الرئاسي فقط. وفي تحرك استثنائي، أعلن أيضاً عن عزمه الترويج لاستفتاء جديد خلال رئاسته، مضيفًا أنه لن يسعى أبدًا لإعادة انتخابه، وفقا لما ذكرته قناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وأعلن الرئيس المكسيكي، أنه يعتزم بيع مقر رئاسي في جزيرة "كوزوميل" بولاية "كوينتانا رو" لمساعدة فقراء الولاية، وقال: "سأدرس كل شيء مرتبط بالمقر الرئاسي الذي يشكل منتجعا لراحتي في كوزوميل، لأنه سيتم بيعه وستذهب الأموال إلى احتياجات "كوينتانا رو" الفقيرة". وعقد مزاد علني في المكسيك أمس الأحد لبيع منازل كانت في السابق تابعة لتجار المخدرات، ووفقا لإدارة الممتلكات والعقارات التابعة لوزارة المالية المكسيكية، فقد تم بيع 9 من مساكن بارونات المخدرات ال27، وحصلت الحكومة على 56.6 مليون بيزو "حوالي 3 ملايين دولار"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط".
وكانت طائرة تابعة لشركة طيران "فولاريس"، كانت تقل رئيس المكسيك وزوجته، فشلت في الهبوط من أول مرة، في مايو الماضي، واضطرت للتحليق فوق المطار لتهبط وتعاود الإقلاع قبل أن تهبط، وقالت صحيفة "يونفرسال"، إن الطائرة أقلعت من مكسيكو سيتي متوجهة إلى مدينة تيبيك، لكنها أبلغت بعد 50 دقيقة عن تعرضها لمشكلة، ليتاح لها الهبوط، لكنها ما أن وطأت إطاراتها الأرض حتى عادت لتقلع من جديد، وفقا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.
وقال قائد الطائرة، لمركز المراقبة الأرضي: "سنحاول من جديد الهبوط، فقط من أجل سلامتنا، على متن الطائرة، كل شيء على ما يرام، لا شيء يدعو للقلق". وبالفعل هبطت الطائرة بعد 5 دقائق، دون أي صعوبة. وبعد الهبوط، أعلن الرئيس المكسيكي أن هذه الحوادث تقع بين الحين والآخر، وأن الأمر لم يكن جديا. وأكد "أوبرادور"، في وقت سابق، أن إدارته باعت معظم السيارات المضادة للرصاص والسيارات الفاخرة التي استخدمها الرؤساء السابقون، مشيرا إلى أن 196 من 218 سيارة رئاسية مصفحة بيعت في مزاد علني بقيمة 3.25 ملايين دولار. وقال إن الأموال التي يتم جمعها ستستخدم في البرامج الاجتماعية، وفقا لما ذكره موقع صحيفة "الإمارات اليوم".
وكان "آملو"، بدأ في 3 ديسمبر 2018، ولايته بإجراء لم تعهده البلاد خلال سنين، ألا وهو عقد مؤتمر صحفي، وقال للصحفيين: "سنضمن الحق بالحصول على المعلومات"، مضيفا :"نحن في خدمتكم للإجابة على اسئلتكم. ليس هناك حدود وليس هناك رقابة الإعلام أداة للإبقاء على الناس مطلعين". وتناول اللقاء مجالا واسعا من القضايا، وأعلن أوبرادور أن لقاءه الصباحي مع فريقه الأمني والإعلامي سيكون أيضا يوميا. وكان أوبرادور، المناهض للمؤسسات السياسية التقليدية والرافض لمغريات السلطة، أكد في 1 ديسمبر 2018 في خطابه بعد أداءه اليمين الدستورية بمقر كونجرس بلاده، أن إدارته ستتخلص مما وصفه بالتراث الكارثي للعقود من السنين التي حكمت البلاد خلالها حكومات "نيوليبرالية".
وقال "أملو"، إنه "ابتداء من الآن التغيير قادم، وهو منظم وسلمي ولكنه جذري في الوقت ذاته، لأننا سنقضي على الفساد وإفلات المسؤولين من العقاب، الأمر الذي يعيق نهضة المكسيك"، مؤكدا أنه سيضمن الحماية للاستثمارات واستقلالية البنك المركزي. وتعهد كذلك بعدم زيادة الدين الحكومي والضرائب، مشيرا إلى أنه يرغب في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول تطوير أمريكا الوسطى من أجل معالجة قضية الهجرة، التي تشكل إحدى أكثر القضايا إلحاحا بالنسبة لعلاقات المكسيك مع الولايات المتحدة التي تعتبر أكبر شركائها التجاريين.
من جانبها، ذكرت قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية، في 5 يناير 2019 أن أوبرادور لا يملك من أموال إلا أقل من 23 ألف دولار فقط، وهذه الأموال ليست إلا مدخرات بحسب ما جاء في الكشف المالي منذ توليه السلطة في ديسمبر الماضي. وقال الرئيس المكسيكي في تصريح، إن زوجته حققت أكثر منه بقليل وهي تملك شقة في العاصمة المكسيكية "مكسيكو" حيث يعيشان، مضيفا: "آملو"، إن "لم يكن مهتما أبدا بالمال لقد كلن يناضل من أجل المبادئ والأفكار والقيم. وأشار محافظ العاصمة المكسيكية السابقأ، إلى أن المزرعة التي ورثها عن أبيه في "شياباس" جنوب البلاد، ومساحتها 1.2 هكتار مسجلة بأسماء أبنائه الأربعة. وكان وزير المالية كارلوس أورزوا، قال في عام 2018، أنه سيتم في وقت قريب عرض 60 طائرة و70 مروحية تملكها الدولة في مزاد علني.
وعلى الرغم من هذه الوعود لا تزال المكسيك الدولة الواقعة في قارة أمريكا الشمالية، غارقًة في مستنقع العنف والإفلات من العقاب، وتعتبر إحدى أكبر موردي الهيروين لجارتها من الشمال الولايات المتحدة، وكذلك أكبر مصدر أجنبي للماريجوانا. وتشهد المكسيك حوادث قتل عشرات الناس من مسلحين، وتلقي شرطتها في معظم جرائم العاصمة على دوائر تجارة المخدرات والبلطجة، التي تديرها عصابات قوية، وتخوض حكومتها منذ ديسمبر 2006 حرب على مهربي المخدرات، بينما تخوض كارتلات المخدرات في البلاد حرب على بعضها البعض من أجل السيطرة على مناطق النفوذ، ومن أجل تجارتها في المخدرات تنشر جماعات العنف بين الناس، من قتل وغيره. وتولى الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيس أوبرادور المعروف باسم "آملو"، مقاليد السلطة في بلاده وسط تنام قياسي لأعمال العنف في البلاد، وقتل 25 ألف شخص في المكسيك جراء أعمال العنف التي تمارسها عصابات إجرامية وعصابات المخدرات.
وتعد المكسيك، كذلك من أكثر دول العالم خطورة على وسائل الإعلام والعاملين فيها، فيما يبلغ عدد المفقودين في البلاد، أكثر من 40 ألف شخص التي تشهد أعمال عنف مرتبطة بتهريب المخدرات وخصوصا منذ أن أرسل الرئيس المكسيكي الأسبق فيليبي كالديرون في عام 2006 القوات المسلحة ضد العصابات، ومنذ ذلك الحين قتل 250 ألف شخص في البلاد. وذكرت قناة "تيلسور"، أنه في الأشهر الستة الأولى من إدارة الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور المعروف باسم "آملو"، بلغ معدل جرائم القتل في البلاد 14 ألف و133حالة، موضحة أن شهر مايو الماضي هو الشهر الأكثر عنفًا حيث قتل ألفين و903 مكسيكيًا. وأشارت "تيلسور"، إلى أن جرائم القتل في الأشهر الخمسة الأولى من 2019 تمثل زيادة بنسبة 6.3% مقارنة ب13 ألفًا و298 حالة في الفترة ذاتها من العام الماضي. وأوضحت القناة، أن مكتب أمين النظام الوطني للسلامة العامة في المكسيك، كشف عن هذه الأرقام، الخميس الماضي، وتابعت تيلسور قائلة، أنه جرى الإبلاغ عن 94 جريمة قتل يوميًا في النصف الأول من العام.