انتهت انتخابات بلدية إسطنبولبتركيا، بفوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم أوغلو، على منافسه مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يرأسه رجب طيب أردوغان، واعتبر أوغلو فوزه يشكل بداية جديدة لتركيا. وحصل مرشح حزب الشعب الجمهوري إمام أوغلو على 53.6% من الأصوات، مقابل 45.4% لمرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم، وذكرت وسائل إعلام محلية أن مرشح الحزب الحاكم هنأ مرشح المعارضة إمام أوغلو، وعبَّر عن أمله في أن "يخدم المدينة جيدا". الدكتور بشير عبدالفتاح، خبير الشؤون التركية، قال إن خسارة حزب العدالة والتنمية اليوم، تعد أول هزيمة للحزب منذ عام 2002، موضحا أن هذه الهزيمة ستكون لها آثار قاسية على حزب العدالة والتنمية لأنهم غير مستعدين لمواجهة هذه المتغيرات. وأضاف عبدالفتاح ل"الوطن"، أن فوز الحزب المعارض دليل على اكتشاف الشعب التركي فساد حزب العدالة والتنمية، موضحا أن أردوغان يتعرض لضغوط داخلية بسبب المشكلات الاقتصادية وهبوط العملة المحلية. وتابع خبير الشؤون التركية أنه من المرجح أن تشهد الفترة المقبلة مطالبة الشعب التركي بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، خاصة وأن موعدها المقرر 2022، والتي من المؤكد أنه لن ينجح فيها أردوغان أو حزب العدالة والتنمية. بينما قال الدكتور سيد مجاهد، الباحث في الشؤون الأوروبية، إن الهجوم الذي شنه أردوغان على نتائج انتخابات في مارس الماضي زاد من ثقة المعارضة التركية ومن قدرتها على الفوز، موضحا أنه خرق قواعد الدستور وأعاد الانتخابات مرة أخرى. وأضاف مجاهد ل"الوطن"، أن الفترة المقبلة ربما تشهد تحولات تركية في تركيا منها المطالبة بعقد انتخابات رئاسية مبكرة، وخاصة وأنه يتعرض لضغط كبير من الشارع التركي لسوء الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية. وهذه هي الخسارة ثانية لحزب العدالة والتنمية والتي تلقي مزيدا من الضوء على ما وصفه مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة البلدية أكرم إمام أوغلو، بأنه تبديد لمليارات الليرات في بلدية إسطنبول التي تبلغ ميزانيتها حوالي 4 مليارات دولار.