سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر: زيارة «السيسى» لموسكو زلزلت «واشنطن» وصحف أمريكية رفضت نشر مقالات لوزير الخارجية معهد «الشرق الأوسط» وجامعة ميرلاند يستضيفان عمرو موسى 11 و12 مارس المقبل للحديث عن الأوضاع فى مصر
أكدت مصادر مصرية مطلعة ل«الوطن» فى العاصمة الأمريكيةواشنطن أن مصر يهمها علاقات قوية مع الولاياتالمتحدة، بما يتسق مع تاريخ التعاون المشترك بين البلدين، لكن مصر لم ولن تستجدى البيت الأبيض. وأوضحت المصادر أن أعضاء الكونجرس الأمريكى بمختلف توجهاتهم يدركون حيوية المصالح الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة، وذلك فى الوقت الذى تسيطر فيه أيديولوجيات بعينها على بعض دوائر صنع القرار والتأثير فى واشنطن. وكشفت المصادر أن صحفاً أمريكية كبرى، فى مقدمتها «واشنطن بوست ونيويورك تايمز»، رفضت نشر مقال لوزير الخارجية نبيل فهمى كان يشرح خلاله حقائق الأوضاع فى مصر، لأنه لا يتفق مع رؤيتهم التى انعكست فى تناولهم للأوضاع فى مصر منذ اندلاع ثورة 30 يونيو. وقالت المصادر إن مصر لا تقف بمفردها فى مواجهة الإرهاب، والأشقاء العرب، وفى مقدمتهم المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، كانوا خير سند لمصر فى هذا التوقيت المصيرى، موضحة أن تنسيقاً بشأن كافة القضايا يجرى بين الدبلوماسيين المصريين والدبلوماسيين العرب، خاصة فى دول الخليج العربى داخل العاصمة الأمريكيةواشنطن. وأشارت المصادر إلى أهمية زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى السعودية فى مارس المقبل، وقالت إن هذه الزيارة تعكس إدراك الإدارة الأمريكية للغضب السعودى تجاه السياسة الخارجية الأمريكية خاصة فيما يتعلق بالملف الإيرانى، وأكدت أنه لا مجال للحديث عن تغير محتمل فى الدعم السعودى لمصر، وأن مواقف السعودية تجاه مصر كان يجرى التعبير عنها بواسطة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو ما يعنى أن مصر وما يخصها يمس الأمن القومى السعودى بشكل مباشر. وشددت المصادر على أنه خلال الفترة القصيرة الماضية نجحت الجهود المصرية داخل واشنطن فى مواجهة تحركات اللوبى الداعم لتنظيم الإخوان، وأكدت أن التحركات المصرية كانت أكثر سرعة وقوة فى شرح الحقائق وتقديم المعلومات الصحيحة لمختلف الدوائر المؤثرة فى صنع القرار الأمريكى. وأكدت المصادر أن زيارة المشير عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية نبيل فهمى إلى روسيا أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر لديها العديد من الخيارات وأطر الحركة فى الساحة الدولية، وكثير من الدوائر الأمريكية أدركت هذا الأمر، وربطت المصادر زيارة وفد الكونجرس الأخيرة إلى القاهرة قبل أيام ولقائه بالمشير السيسى وتصريح وزير الخارجية جون كيرى فى تونس الذى عبّر خلاله عن رغبته فى لقاء قريب مع «السيسى» بالإدراك الأمريكى لضرورة احتواء أى تصدع فى العلاقات المصرية الأمريكية التى يهتم كلا الطرفين بتطويرها. وفى سياق متصل كشفت مصادر ل«الوطن» عن نص مراسلات السفارة المصرية فى واشنطن التى جرى توجيهها إلى كافة أعضاء الكونجرس الأمريكى قبل أيام، وتناولت شرحاً كاملاً للحرب التى تخوضها مصر مع الإرهاب وما أنجزته مصر فى خارطة الطريق ووضع المرأة فى الدستور الجديد، إضافة إلى أبعاد العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة. وقالت المصادر إن تغيرات طرأت على المشرفين على ملف مصر فى عدد من مراكز الأبحاث الأمريكية، إذ كان يسيطر على معظمها متخصصون فى ملف الإسلام السياسى، وجرى توجيه الدعوة لرئيس لجنة الخمسين عمرو موسى من قبَل معهد دراسات الشرق الأوسط وجامعة ميرلاند لإلقاء محاضرات تتعلق بما حققته مصر من إنجاز فى التحول الديمقراطى والتطور الذى حمله دستور مصر الجديد، وذلك فى يومى 11 و12 من مارس المقبل. وفى تطور لافت نشر معهد كارنيجى ورقة بحثية أعدها عدد من الباحثين الأمريكيين وفى مقدمتهم ناثان براون وميشيل دان ورافيل لوفيفر اعترفوا خلالها بقدرة مصر على التأثير فى محيطها الإقليمى، وذلك رغم وصفهم ثورة يونيو ب«الانقلاب العسكرى» إلا أنهم اعترفوا بأنه حدث تجاوز حدود مصر. وقالت الورقة المشار إليها إن «الحدث المصرى أدى إلى مفاقمة حدّة التوترات بين الإسلاميين والعلمانيين عموماً، ودفع المنطقة فى اتجاه سياسات الحصيلة صفر، والغالب يفوز بكل شىء بدلاً من أن يؤدّى إلى بناء الإجماع، فقد أصبح القادة الإسلاميون والأحزاب الإسلامية التى كانت تتصرّف قبل عام واحد كما لو أن وصولها إلى السلطة عبر صناديق الانتخابات كان حتمية تاريخية فى موقف دفاعى الآن، وفى الوقت نفسه، يبدو العلمانيون، سواء فى المعارضة أو السلطة، أكثر تأكيداً للذات وأقل استعداداً للتسويات، وقد حدَت هذه الديناميكية ببعض الإسلاميين لأن يصبحوا أكثر عناداً فى انعزالهم، بل وصل الأمر بهذه الديناميكية، فى بعض الحالات، إلى إنعاش الانشقاق الإسلامى بطرق مثيرة للدهشة، ونتيجة لهذه التوجّهات، أصبح الإسلاميون الآخرون أكثر تواضعاً فى توقعاتهم، ففى بعض البلدان، لا سيما فى تونس، نظر الإسلاميون المنتخبون الذين كان لديهم كثير مما يخسرونه، إلى مصير زملائهم الإسلاميين وقرّروا تقديم تنازلات بغية تجنّب نشوب مواجهة شاملة مع الأطراف الأخرى فى العملية السياسية». ولفتت الورقة إلى إعادة التوازنات الإقليمية مرة أخرى، خاصة العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية، بينما فترت العلاقة بين مصر وبين الحكومات التى كانت تدعم الإخوان المسلمين وفى مقدمتها تركيا.