رفعت وزارة الأوقاف حالة الطوارئ لضبط الأداء الدعوي ورصد أصحاب الأفكار المتطرفة في أي وظيفة إدارية أو دعوية، سواء في الوزارة أو هيئة الأوقاف والمديريات على مستوى الجمهورية. وكشفت مصادر في الأوقاف أنّ الوزارة شكّلت خلية نحل لرصد جروبات الأئمة وما دار فيها من تعليقات خلال الأيام الماضية، وآراء أي شخص خارج الفكر الوسطي، لافتة إلى أنّ الوزارة حذرت من قبل من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بصورة لا تليق بعمل الإمام. وأوضح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في بيان عنه، أنّ مهمة الإمام سامية وجليلة، تبني ولا تهدم، ومن يستخدم المنبر في غير ما خصص له من الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة في ضوء خطة الوزارة الدعوية، أو من يحاول أنّ يستخدم صفحات مواقع التواصل لغير ما يتسق مع طبيعة عمله إمامًا، بمحاولة تجييش الرأي العام تجييشًا سلبيًّّا، أو فيما يضر المصلحة الوطنية، أو في تكوين أي تنظيم أو الدعوة إليه خارج إطار القانون أيًّا كان هذا التنظيم، أو الإساءة إلى أي من زملائه أو العاملين بالوزارة فسيتم محاسبته. منشور داخلي بالأوقاف: سنتخذ الإجراءات القانونية ضد من يستخدم الصفحات الشخصية للإساءة وأصدر القطاع الديني بوزارة الأوقاف منشورا داخليا وزعته على المديريات، بشأن استخدام السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، أكد فيه: "من يستخدم صفحته أو المنبر أو المسجد للإساءة لأي شخص أو جهة أو مؤسسة، أو أي كيان من كيانات الدولة، سواء أكان إمامًا أم إداريًّا أم عاملًا، أم منتسبًا بأي صفة إلى الأوقاف، ستتخذ ضده إجراءات حاسمة ويعد خروجًا على مقتضيات طبيعة عمل المنتسبين للأوقاف بما يستوجب المساءلة القانونية". وفي سياق متصل، أكدت وزارة الأوقاف أنّ مهمتها الأساسية هي تصحيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة الفكر المتطرف، وأنّها ستتخذ إجراءات في منتهى الحسم تجاه من يثبت دعمه للفكر المتطرف بأي صورة من الصور، وأنّها قررت إنهاء خدمة من يثبت تبنيه للفكر المتطرف، لأنّها ترى أنّ تبني هذا الفكر ودعمه بأي صورة من الصور هو خيانة للدين والوطن والأمانة وحق الوظيفة العامة، وتدعو جميع المؤسسات الوطنية إلى الضرب بيد من حديد على يد كل من يثبت انتماؤه أو دعمه للفكر المتطرف أو أي جماعة إرهابية أو متطرفة لما يشكله وجود أي عنصر من هذه العناصر في أي مفصل حيوي من مفاصل الدولة من خطر داهم. وأوضح بيان الوزارة أنّ هذه الجماعات المتطرفة أعمتها مصالحها الضيقة ونفعيتها، إذ صارت تضحي بدينها وأوطانها في سبيل مطامعها ومصالح القوى الداعمة للإرهاب التي تمولها وتستخدمها ضد أوطانها. وحذرت "الأوقاف" بشدة ووضوح لا لَبْس فيهما ولا تردد، أنّها قررت إنهاء خدمة أي شخص يثبت انتماؤه أو دعمه أو تأييده لأي جماعة إرهابية، أو يفعل ما يكون دعما فكريا أو لوجستيا لها، فلا مساومة على تشويه صورة الدين والمتاجرة به ولا على ما يمكن أن يكون مساسا بأمننا القومي وأكدت الوزارة أنّ الجماعة الإرهابية لم ولن تكف عن محاولات اختراق المؤسسات الفاعلة في المجتمع بأي صورة من الصور، حتى تتمكن من استخدام عناصرها الماكرة التي تحاول ذرعها في المؤسسات الحيوية والفاعلة في اللحظات التي تريد والتي تراها مناسبة للانقضاض على مؤسسات الدولة بل على كيانها، فهم خطر حيث حلوا وشر حيث كانوا، وما حلوا في مكان إلا كانوا وبالا عليه، طبيعتهم الغدر والمكر ونكران الجميل وعض الأيدي التي تمتد لهم متى تمكنوا منها، ما يتطلب أمرين: الأول التنبه لخطر هذه الجماعات ومكرها وخداعها، والآخر هو العمل الجاد على استئصال هذه الجماعات فكرا وتنظيما، وو ما يتطلب تضامنا وطنيا وإقليميًّا ودوليا للقضاء على هذا الفكر الضال وتلك الجماعات الإرهابية المارقة التي تشكل خطرا داهما على الأمن المجتمعي والسلام العالمي، مع تأكيدنا أن الإرهاب يأكل من يصنعه ومن يدعمه ومن يأويه، لأنه لا دين له ولا خلق ولا قيم.