سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» تعيش ساعات الترقب مع أسر الغائبين فى «سانت كاترين» 48 ساعة من القلق: 4 أُسر تنتظر مصير أبنائها المفقودين فى «باب الدنيا».. والسيول الغزيرة تعزل المنطقة عن العالم
48 ساعة من القلق والترقب، عاشتها أسر 12 شاباً، تعرض عدد منهم لعاصفة ثلجية على سفح جبل باب الدنيا المجاور لجبل سانت كاترين، وما زال 4 منهم فى عداد المفقودين. الأحداث بدأت عندما تقدم 12 شاباً إلى «باب الدنيا»، فى رحلة لمدة يومين، بدأت الخميس وكان مقرراً انتهاؤها السبت، لكن تبدلت النهاية ونزل 4 شباب الجمعة إلى كاترين، وظل 8 آخرون على سفح الجبل، رغبة فى قضاء يوم إضافى، والعودة صباح السبت، لكن هبت عاصفة ثلجية أدت إلى ارتطام عدد منهم بالصخور، مما تسبب فى فقدانهم فوق الجبل، وضياع «سليم» الدليل الخاص بهم، الذى حاول أن يستكشف طريق العودة، على أمل إنقاذ بقية الشباب، وبعد ساعات قليلة تمكن من نقل 4 أشخاص فقط هم يسرا منير ومها شوقى ومحمود فاروق وإيهاب قطب، وجرى تسليمهم إلى أقرب وحدة عسكرية موجودة فى الجبل وتحفّظت عليهم حتى الصباح لإرسالهم إلى المستشفى العام بكاترين، وهم فى حالة صحية جيدة لكن اثنين منهم كانا مصابين بصدمة عصبية. وبعد ساعات من إنقاذ الشباب الأربعة وتسليمهم إلى الجيش تنوّعت الأقاويل بشأن مصير الأربعة الآخرين، وهم أحمد عبدالعظيم ومحمد رمضان وهاجر أحمد وخالد السباعى، الذين تنوّعت الأخبار المتواترة بشأنهم ما بين الفشل فى الوصول إليهم ووفاتهم. وقال مصدر طبى ل«الوطن» إنه جرى العثور على 3 جثث مُجمّدة وفقدان شاب وإنقاذ 4 آخرين. وقال سليمان الجبالى من أبناء قبيلة الجبالية إن مجموعة الشباب فُقدوا منذ الجمعة الماضى بعد تعرضهم لعاصفة ثلجية أفقدتهم طريق العودة. وأوضح أنه جرى الدفع بفرق عسكرية وشرطية بمساعدة البدو لإنقاذ الشباب ونقل الجثث. وقالت مروة محمد، صديقة «هاجر»: إنها حاولت الوصول إلى أى معلومة بشأن صديقتها المختفية، دون جدوى، بينما تعيش أسرتها فى حالة قلق ولم يُسلموا تماماً بوفاة ابنتهم. وتقول والدة أحمد عبدالعظيم التى تعيش فى حالة نفسية صعبة، بعد الأنباء عن احتمالية وفاة ابنها، وهى المعلومات التى قالها الدليل «سليم» بعد عودته من الجبل، مؤكدة أن أصدقاءه حزموا أمتعتهم منذ سماعهم الخبر وتوجّهوا إلى مطار سانت كاترين لمساعدة أصدقائهم. لكن سوء الأحوال الجوية وانقطاع الاتصال بالمدينة كان عائقاً أمام وصولهم، إضافة إلى ضعف شبكة الاتصالات هناك، وعزل المنطقة عن المناطق القريبة منها، حسب أيمن قطب شقيق «إيهاب» أحد الناجين. بعد قضاء الليل والتأكد من وصول الناجين إلى نقطة الجيش عاش أهالى المفقودين لحظات من القلق فى انتظار أى معلومة تطمئنهم على ذويهم، خصوصاً محمود رمضان المخرج الشاب الذى فُقد، ولم يعثر عليه الدليل «سليم»، وكان حتى ساعات طويلة من الليل لا أحد يعرف عنه شيئاً، حتى جرى استجواب أحد المصابين، بعد أن هدأت حالته الصحية وتمكن من وصف آخر لمكان وجود «رمضان»، وذلك حسب شيرين رمضان شقيقة «محمد» التى أوضحت أن طيارة انطلقت إلى المكان الذى وصفه الشباب بمساعدة عدد من البدو للبحث عن «محمد رمضان» والأربعة المتبقين معه، بينما يتصاعد دعاء الأهالى إلى الله بأن يتم العثور على المفقودين أحياء، وقبل أن يحل الليل. وتعيش مدينة سانت كاترين منذ أيام فى عزلة تامة عن العالم، وذلك بسبب انقطاع الاتصالات التليفونية، سواء كانت خطوطا أرضية أو خطوط المحمول. ويقول عمر المتولى عبدالحليم مدير إدارة الشباب بسانت كاترين إن هذا الأمر الخطير لا يحدث إلا فى «سانت كاترين» فقط بسبب إهمال المسئولين عن شبكات المحمول والشبكات الأرضية، حيث إن خطوط «الفايبر» للمحمول موجودة على عمق من 40 إلى 50 سم من سطح الأرض، والمفروض أن تكون على عمق متر ونصف المتر، على الأقل، وكذلك الخطوط الأرضية مثلها، وما يحدث أنه كلما هطلت أمطار بالمنطقة تنقطع الاتصالات، وكذلك عند حدوث احتجاجات يقطع الأهالى الخطوط فى منطقة وادى فيران، لافتاً إلى أن مشكلة انقطاع الاتصالات تتكرر أسبوعياً لأسباب كثيرة ومتعددة. وطالب المسئولين بنقل هذه الخطوط إلى اتجاه نويبع لأنه أكثر أماناً من طريق وادى فيران. وأضاف أنه منذ انقطاع الاتصالات، لا يستطيع الاتصال بذويه وزملائه فى سانت كاترين، إضافة إلى انقطاع الاتصالات مع جميع المصالح الحكومية هناك مثل البنوك والبريد والهيئات والإدارات ومديرياتها بالعاصمة طور سيناء. وأوضح «عبدالحليم» أن الرحلات التى تستضيفها وزارة الشباب والرياضة لا يمكن التواصل معها، بعد دخولها «كاترين». ويضيف عواد سليمان عطيش، أحد رجال البدو فى كاترين، أنه لا بد من القضاء على عزلة الأهالى والزائرين وتشكيل لجنة من المسئولين عن الاتصالات الأرضية والمحمولة والمحافظة، لحل هذه المشكلة المزمنة التى تؤدى إلى انقطاع الاتصال بين أفراد الأسرة الواحدة وأهالى كاترين وباقى مدن مصر. وأكد زكريا سلامة، رئيس قطاع البحر الأحمر وجنوبسيناء فى «المصرية للاتصالات» أن سبب قطع الاتصالات هو السيول التى قطعت الطرق خلال الأيام الماضية، وقطعت الكابلات الواصلة بين مدينتى أبورديس وسانت كاترين. وأشار إلى أن فرق الإصلاح تعمل منذ أمس لتصليح الكابلات وجميع الخطوط الواصلة بمدينتى أبورديس وسانت كاترين. وقال الدكتور خالد أبوهاشم مدير مرفق إسعاف جنوبسيناء: إن 4 شباب من الذين كانوا مفقودين يخضعون للعلاج فى مستشفى سانت كاترين، مضيفاً أن هناك 4 آخرين جرى تحديد أماكنهم وجارٍ الوصول إليهم. وأكد وجود اثنين من المسعفين أعلى جبال كاترين، ومعهما ضباط بالقوات المسلحة وفرق بحث وبدو. ولفت إلى أن وسيلة الاتصال الوحيدة التى تربط سانت كاترين وباقى مدن المحافظة هى «لاسلكى سيارات الإسعاف والقوات المسلحة»، وذلك لانقطاع الاتصالات منذ أيام. وأشاد أبوهاشم بدور القوات المسلحة فى تشكيل فرق البحث لانتشال الأشخاص التائهين داخل الجبال، فى ظل الظروف المناخية وكثافة الثلوج الموجودة بكاترين.