قطعت علاقتي بالنادي في سن 16 سنة ورجعنا لبعض لما بنتي كملت سنة، لكن المرة دي إهتماماتي في مناطق مختلفة تماماً عن الماضي، حديقة الأطفال. حقيقةً الجلوس في حديقة الأطفال في أي نادي لمدة أكتر من دقيقة واحدة هيخليك غصب عنك تتفرج على الناس، لفت انتباهي 3 سيدات مختلفين في كل شيء ماعدا إني بلاقيهم موجودين كل مرة بروح حديقة الأطفال. السيدة الأولى: على سنجة عشرة دايماً، بنطلونها دايماً مكوي والكسرة ممكن تقطع بيها تورتة، الجزمة والحزام والشنطة نفس اللون ونفس الدرجة ونفس خامة الجلد، شعرها حتى تحت الميكروسكوب مش ممكن تلاقي فيه شعراية مش في مكانها ... سميتها "نازاجا". الست نازاجا وجهت الكلام التالي لابنها -ذو ال5 سنوات- على فترات مختلفة بالترتيب: - خد بالك المرجيحة توسخ هدومك. - إوعى رملة تدخل في الجزمة. - ماتجريش بسرعة لحسن تقع تتعور. - لأ ماتمسكش درابزين الزحليقة، إنت عارف اللي مسكه قبلك كانت إيديه نضيفة ولا لأ؟. - لأ ما تلعبش في الرملة، القطط بتعمل فيها پيپي. - عايز تلعب أستغماية ما تلمسش الشجرة وما تخرجش برة المربع ده. وأخيراً الجملة اللي إتكررت كتير: إنت مرزوع ليه كدة ع الآيباد؟ ما تقوم تلعب!. السيدة الثانية: على سنجة 10 برضو، سميتها الست "فريدة" اللي وجهت الكلام التالي لبنتها (5 سنين برضو) : - لو رحتي بعيد الظابط هيمسكك. - ما تزعقيش علشان ما تضايقيش عمو اللي قاعد جنبنا. - ما تضحكيش بصوت عالي الناس يقولوا عليكي إيه؟. - تعالي من هنا لحسن عمو ده يزعقلك. - إيه المناظر اللي بتتصاحبي عليها دي. - لازم تغيري هدومك ... ده إحنا رايحين لطنط مهجة. وأخيراً السؤال اللي كررته - إنتي مرزوعة ليه كدة ع الآيباد؟ ما تقومي تلعبي!. السيدة التالتة: مش على سنجة 10 بس مش مبهدلة، تقدر توصف لبسها إنه عملي ومريح، سميتها الست "إعتماد" اللي قالت التالي لبنتها (5 سنين برضو): - هتتزحلقي لوحدك ولا عايزاني أساعدك؟. - ممكن تروحي تجيبيلنا 3 عصير؟ دول 10 جنيهات وقولي لعمو اللي هناك هات الباقي. - عايزاني أأكلك المكرونة زي البيبيهات؟. - روحي قوليلها إنتي خدتي دوري ف لو سمحتي إنزلي من على المرجيحة دلوقتي، لو ما نزلتش تعالي قوليلي. حقيقة أتمنى أشوف التلات أطفال دول لما يكبروا، صحيح مش متأكد هيبقوا عاملين إزاي بس اللي متأكد منه إن بنت الست إعتماد هتبقى أكترهم نضجاً وأقواهم شخصية. بصراحة الجزء التالي من المقال كتبته مرتين، المرة الأولى كان تعليق على تربية كل سيدة لأبنها أو بنتها، والمرة التانية كان عبارة عن مقال نصح وإرشاد ولقيته ممل جداً، فكتبته لتالت مرة بالشكل التالي وتركت كل قارئ إختبار إجاباته: - تفتكري التربية هي إنك ترعيبي الطفل من كل شيء وكل شخص حوله؟ - تفتكري الطفل اللي بيتقاله لأ على طول الخط شخصيته هتبقى سوية؟ - تفتكري الطفل اللي إنتي بتاخديله كل قراراته هيعرف ياخد قرارات لما يكبر؟ - تفتكري الطفل اللي مش بيغلط علشان الناس شايفاه مش هيغلط لما ياخد فرصته ويبقى لوحده؟ - تفتكري الطفل هيعرف يختار بين الكويس والوحش وهو ما عرفش الوحش؟ - تفتكري الطفل هيعرف يختار بين الغلط والصح وهو ما عملش الغلط وعرف عواقبه؟ حقيقة تربية الأطفال موضوع شائك ومعقد وصعب، ولكن ما أؤمن بيه إن الطفل لازم يزروط الدنيا علشان يعرف قيمة النضافة، ولازم يقابل ناس وحشين علشان يعرف يتصرف معاهم مش يقف يعيط ويقول إلحقيني يا مامي ... وعلشان كمان يعرف سلوكيات الناس الوحشين ويتجنب إنه ما يعملهاش. بنتك أو ابنك لازم ياخد مساحته علشان يتعلم بنفسه، يعني لازم يغلط ويتعلم ولازم يتزنق ويتصرف، ولازم يحتاج ويعتمد على نفسه، ولازم يختار بنفسه ويتحمل نتيجة إختياراته. وقبل كل ده لازم حضرتك تبقي مجهزاه يتصرف إزاي، وتراقبيه وهو بيتصرف علشان لو إتصرف صح تقوليله برافو هو ده الصح ولو باظت منه تلحقيه وبعدين تديله فرصة تانية يتحط في نفس الموقف تاني ويختار صح. حقيقة الأم اللي بتحدد علاقتها بالطفل على إرشادات وتوجيهات وممنوعات وتخويفات هتلاقي طفلها أولا خائف من كل شيء ويفضل الوقوف محلك سر خوفا من تبعات أي خطوة هياخدها لإن خبرته إنه كل مرة خد خطوة من نفسه فشل وإتغلط، وثانيا كل اللي يقدر يعمله إنه -زي ما هي علمتيه- يقعد ينتقد وبس من غير ما يفكر في حلول لإنه ما إتحطش في مواقف يحتاج يدور على حلول. أخيراً ابنك هيعرف منين إن البراد اللي ع النار بيلسع غير ما يتلسع؟ هيعرف منين إن الكهربا بتكهرب غير ما يتكهرب؟