كشف رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، عن أنه طلب من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لعب دور الوساطة بين السعودية وإيران. وقال بري- في حديث إلى تلفزيون "الراي" الكويتي على هامش زيارته للكويت ويبث مساء اليوم وتنشره صحيفة "الراي" الكويتية غدا ونشرته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية مساء اليوم: طلبت هذا الأمر، وطلبت من دول الخليج ككل وعلى رأسهم الأمير الشيخ صباح الأحمد لعب دور الوساطة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، لافتا إلى أن أمير الكويت عمل وسيعمل في هذا الإطار ويحاول قدر المستطاع تقريب وجهات النظر. وحول إمكانية الاتفاق على البيان الوزاري بعدما تم تشكيل الحكومة اللبنانية، قال بري :إنه لا بد من أن يكون هناك عمل وأن لا نكتفي بالدعاء، مضيفا "هدفي الأكبر من موضوع التقارب الإيراني- الخليجي والإيراني- السعودي هو مصلحة لبنان، ومصلحة سوريا، ومصلحة أكبر هي مصلحة الإسلام "ديننا الحنيف"، و كما قلت في مجلس الأمة الكويتي، لا يوجد في الإسلام دين اسمه دين الشيعي أو دين السني، يوجد في الإسلام دين اسمه الدين الإسلامي ويوجد مذاهب، وأنا أعتقد ليس اعتقادا مجردا، أو أقول كلاما سياسيا بل كلاما عقائديا، أن كل سني هو شيعي وكل شيعي هو سني. أليس السني من سنة الرسول وكل الشيعة يؤمنون بسنة الرسول؟ أو ليس الشيعي هو موالاة أهل البيت وكل السنة يوالون أهل البيت؟ السني ليس أخي، السني هو أنا. وأضاف المسؤول اللبناني، "هذا الموضوع يستغل الآن على أعلى المستويات لإيجاد حرب في أكثر من منطقة وفي أكثر من بلد. لنتكلم صراحة، أنه المنحى الآن في سوريا وفي العراق وفي البحرين إلى آخره، حتى في لبنان الآن يحاولون أيضا أن يلعبوا هذه اللعبة النارية ضمن موضوع الطوائف والمذاهب. ولبنان فيه 18 طائفة، لذلك الحكمة من التقارب السعودي- الإيراني هو تسهيل الأمور للكثير من الحلول، وأعتقد جازما أن هذا التقارب يؤثر مباشرة أكثر ما يكون على نقاط الالتهاب وخصوصا في سورية ولبنان. وردا على سؤال عن مطالبة الكويت بدعم لبنان سياسيا، قال: "الحقيقة أن العالم العربي كله إذا لم أقل العالم الإسلامي، بحاجة لمثل هذه الاتفاقات. وأعتقد جازما أن عميد هذا الموضوع وحامل رايته أمير الكويت، ودوره ليس فقط في اتفاق الطائف وإنما في أزمات أخرى كانت قد بدأت في لبنان وما زال، مشيرا إلى أنه في كل مرة كان يحدث اعتداء إسرائيلي كنا نجد كل ما يلزم بالنسبة للبنان يأتي بدءا من الكويت. وعن عودة الكويتيين والخليجيين إلى لبنان- الذين يقاطعونه بعد مشاركة حزب الله في سوريا- قال بري: "الحقيقة لا أستطيع أن أضمن لا أنا ولا أي طرف هذا الموضوع حتى لو كان يختص ببلد غير لبنان. فمثل هذه الأحداث وأي مظاهرة وقطع طريق قد تحصل في دولة أوروبية أو خليجية أو أي دولة من دول العالم، ولكنني بالنسبة للأخوة الكويتيين، علمت علم اليقين وهذا أمر يعرفه سمو أمير الكويت و رئيس مجلس الوزراء الكويتي ورئيس مجلس الأمة والجميع، أن الكويتيين خصوصا لا يلتزمون بهذا القرار بالمنع. وقال رئيس مجلس النواب اللبناني: إن هذا الحجر الذي ضرب بشكل من دول مجلس التعاون الخليجي، اعتقد أنه ليس من مصلحة لا لبنان ولا من مصلحتنا كعرب. وحول انتخاب رئيس جديد للبنان في مارس أو مايو المقبلين؟ قال بري، "لا بد من إجراء انتخابات رئاسية في لبنان قبل 25 مايو ، فالمهلة الدستورية لإجراء هذه الانتخابات هي بين 25 مارس و25 مايو، وعندما قلت إنني لا أفتح هذا الموضوع قبل 25 مارس فذلك؛ لأن صلاحياتي الدستورية لا تسمح إلا بهذا الأمر بدءا من هذا التاريخ. وتابع نبيه بري قائلا: في الانتخابات الرئاسية السابقة في 2007- 2008، دعوت ضمن المهلة الدستورية إلى 18 جلسة لانتخاب الرئيس وكان لا يوجد النصاب الكافي؛ لأن نصاب جلسة الانتخاب في الدستور اللبناني هو ثلثا عدد النواب "86 من أصل 128"، ولذلك لا بد خصوصا في بلد مثل لبنان من محاولات التوفيق، كي نستطيع أن نؤمن النصاب فلا يحدث ، إذ تطلب انتخاب رئيس أشهرا عدة وتجاوزنا المهلة الدستورية. وعن عدم نجاح مؤتمر جنيف لحل الأزمة السورية، أشار المسؤول اللبناني إلى أنه كان من الأفضل دعوة إيران إلى جنيف، ووجود تقارب سعودي- إيراني. وأعتقد أن جنيف سيأخذ وقتا لنكون على الأقل مع جنيف 2 أو 3 أو 4، ولكنني متيقن بالنتيجة من وجود حل، وهذا الامر انا لا أقوله هكذا، مضيفا" نحن في عام 1975 ابتلينا في لبنان بحرب أهلية وطائفية بقيت 14 عاما، وسقط 150 ألف شهيد. دفعنا أثمانا غالية، فكيف تم حل الأمر بأن اجتمعنا في الطائف وكان على الطاولة من هو واضح في الصورة، ولكن تحت الطاولة كان كل من له علاقة. وبالنتيجة حصل هذا التوافق ووصلنا إلى ما وصلنا اليه من اتفاق سياسي لم نطبقه بكامله حتى هذه اللحظة ولكن "تواسينا، ومشي الحال". وأضاف رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، "لا بد من هذا الأمر، وليس من الضرورة أن ننتظر 14 عاما بالنسبة لبلدان أخرى، مشيرا إلى أنه لا أحد يسأل عن فلسطين اليوم، لا أحد يسأل عن القدس ولا أحد يسأل عن مقدساتنا كلها، أما آن الأوان أن نفيق؟. وحول تشكيل الحكومة الجديدة وبأنها لم ترق إلى القاعدة الشعبية لجمهور 8 آذار، إذ هناك نوع من الاستياء.. قال بري: "أولا المقاومة، أنا شخص منها وأنا فرد منها وأزعم أنني أحد المؤسسين لها، متسائلا: من قال إن الحكومة ليس لها شعبية ضمن حدود 8 آذار؟"، معتبرا أن "ما رأيناه على مواقع التواصل اجتماعي هو مشكلة المواقع الآن، ففرد واحد يمكن أن يثير بلبلة في شتى أنحاء العالم حول موضوع معين ويكون غير واقعي. وأضاف المسؤول اللبناني، أن الحكومة اللبنانية وافق عليها الجميع، ونحن انتظرنا نحو 11 شهرا كي نصل إلى حكومة جامعة. ليس المطلوب الآن البحث في الحصص، مشيرا إلى أنه "ليس المهم أشخاص الحكومة سواء كانوا من 8 أو 14 آذار، الفكرة الأساسية أننا أوجدنا حكومة جامعة ونحن في أحوج الوقت لعلامة الجمع وليس لعلامة القسمة أو الطرح. وعن التفجيرات في الضاحية الجنوبية لبيروت للضغط على "حزب الله" لسحب مقاتليه من الأراضي السورية، قال بري: "الهدف من هذه التفجيرات ليس كما يقال، بل الهدف هو إيقاع الفتنة في لبنان، والموجة التي تعم العالم العربي مطلوب أن تعم لبنان الذي هو موقع مقاومة أساسي، والبلد الأوحد في العالم الذي استطاع أن يسجل انتصارا على إسرائيل من دون أي محادثات أو مفاوضات على الإطلاق. وتساءل من قتل محمد شطح وزير المالية اللبناني السابق ومستشار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ؟،وهل محمد شطح كان يقاتل في سوريا كشخص؟ لماذا استهداف الشخصيات اللبنانية والجيش اللبناني وغيره؟ هل الجيش اللبناني يقاتل في سوريا؟ ، وهناك استهداف واضح تماما والمطلوب من خلاله إشعال الفتنة في لبنان و بين اللبنانيين. وأضاف نبيه بري، أعتقد أنه يجب التنبه للأصابع الإسرائيلية؛ لأن وراء هذا المخطط الشامل ليس فقط في لبنان بل في مناطق أخرى ووراء استغلال هذا الموضوع المذهبي دائما، هدف حماية إسرائيل.