ماذا يريد الشعب المصرى من رئيس الجمهورية القادم؟ لقد تكرر هذا السؤال على لسان العديد من الصحفيين لى، فأولاً: من هو رئيس الجمهورية؟ هو ابن من أبناء هذا الوطن وثق فيه الناس وفوضوه أن يرعى مصالحهم مقابل أن يعيشوا حياة كريمة.. تعليم جيد، ثم استثمار هذا التعليم فى عمل يفيد البلد ويعود عليهم بالنفع.. ورعاية صحية ومسكن ملائم وهذا أبسط طموحات المواطن البسيط أن يحيا حياة كريمة.. ويعامل كمواطن له حقوق وعليه واجبات ويطبق القانون على الجميع سواء وهذا يعلى من شأن الدولة. والآن لا بد من الاهتمام بالطبقة الوسطى، عماد المجتمع، ففى كل المجتمعات الطبقة الوسطى هى الطبقة المتعلمة والتى تهتم بإعلاء شأن البلاد وهى التى تربط بين الطبقة الكادحة الفقيرة والطبقة الرأسمالية، لمحو الفوارق الاجتماعية الشاسعة الموجودة فى المجتمع، فقد محت السياسات السابقة هذه الطبقة التى من شأنها الحفاظ على ترابط المجتمع وخلقت طبقة من الرأسمالية المتوحشة وأصبح المجتمع به أكثر من مائة أسرة تمتلك خيرات الدولة واستثماراتها وأصبح السواد الأعظم من المصريين طبقة كادحة لا تملك قوت يومها وأصبحنا نتكلم على الطبقة الفقيرة والكادحة ولا نهتم بالطبقة الوسطى العمود الفقرى لأى مجتمع، والسبب الأساسى فى تطوره الفعلى. فالرئيس الجديد أمامه مهام عسيرة، أولاها إعادة اللُحمة المصرية مرة أخرى، وجذب الكفاءات من أبناء الطبقة الوسطى فلا يُبنى مجتمع على رعاية الأغنياء ورعاية استثماراتهم وعمل تسهيلات لهم لجنى خيرات البلاد.والكلام فقط على تحسين حال المواطن الفقير وكيفية النهوض به، فلن تعود أخلاقيات وروح المواطن المصرى العظيم الذى علم العالم كله قيمة العلم وكان صاحب أكبر حضارة فى التاريخ إلا بالاهتمام بالطبقة الوسطى التى تعيد التوازن مرة أخرى للشارع المصرى وهذه الطبقة المتعلمة التى تستطيع أن تقنع الطبقة الكادحة بالقيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية وتتعامل مع الطبقة الاستقراطية لربطها بأحلام البسطاء، فهم يحملون أحلام وأوجاع البسطاء وعلم وطموحات الأغنياء ويحققون المعادلة والربط بين التفاوت الطبقى الرهيب الذى أصبح فى المجتمع المصرى وغير فى طباع وأخلاقيات المجتمع، فعلينا أن نراعى ونعيد هذه الطبقة مصدر الاستقرار والقوى المحركة للتقدم، فالطبقة الوسطى هى التى يقال عنها الآن حزب الكنبة وهى التى لعبت دوراً هاماً فى التغييرات ونزلت الشارع تطالب بحقها فى التغيير وطالبت بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية. فهذه الطبقة هى التى اتسمت بالوسطية والحفاظ على الثقافات المختلفة وتتقبل الآخر بالتسامح المعروف عن المصريين وهى التى حافظت على التقاليد المصرية وتسامح الأديان ووسطيتها وهى الآن مصدر التغيير. لذا يجب الحفاظ على هذه الطبقة وتحسين أحوالها ورعاية الطبقة الكادحة بتحسين المناخ السياسى والاقتصادى وهذا سوف يخدم المجتمع ككل، وأخيراً أشفق على رئيس مصر القادم من كل الأعباء والمسئوليات الموكلة إليه، ولكن الآن أصبحت المسئولية الأكبر فى اختيار الكفاءات وتقريب أهل الكفاءة وليس أهل الثقة فقط التى أثبتت التجربة أن أهل الثقة بعد فتره يصبحون الحاشية التى تبعد بينه وبين الكفاءات وكأنها هى الوصية عليه خوفاً من أن ينافسها أحد من أهل الكفاءة فتكون نقمة تفصل بين الحاكم والمحكومين وترعى مصالحهم، لأنهم لا يملكون شيئاً إلا الثقة دون الكفاءة وهذا هو الخطر. والله يوفق مصر وشعبها فى حاكم ومؤسسات منتخبة يراعون الله فى هذا الشعب الطيب، وفقنا الله لصالح مصرنا الغالية.