لم يعبأ فنانون أمريكيون ومكسيكيون، بما يحدث على الساحة السياسية في كل من المكسيكوالولاياتالمتحدة، حول الجدار الحدودي الذي يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بناؤه، بعد أن أدرجه في تعهدات حملته الانتخابية لتعزيز أمن الحدود مع المكسيك ووقف الهجرة غير الشرعية التي يعتبرها خطرًا أمنيًا، ورسموا "جداريات" على الجدار بين "سيوداد خواريز" في المكسيك و"إل باسو" في "تكساس" الأمريكية، وأظهرت صورا نشرتها وكالة "فرانس برس" الفرنسية، صورا لهؤلاء الفانون وهم يقومون بالرسم. وكان ترامب، أعلن في فبراير الماضي، "حالة طوارئ وطنية" على الحدود، ردًا على رفض "الكونجرس" توفير الموازنة التي يريدها لبناء جدار حدودي، فيما ذكرت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، أن ترامب، جعل من أمن الحدود ملفًا بالغ الأهمية على الصعيد الداخلي، وقال في وقت سابق، إنه سيبقى في محور أجندته في مسعاه للفوز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات 2020. وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقع في 25 يناير 2017، أمرًا تنفيذيًا، بشأن بناء سياج على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، والذي قدر ترامب أن بناء الجدار سيكلف نحو 8 مليارات دولار، لتعزيز أمن الحدود مع المكسيك، ولوقف الهجرة غير الشرعية التي يعتبرها خطرًا أمنيًا، فيما قال منتقدوه إنه سيكلف ضعف هذا المبلغ. وكان بناء حواجز تمتد على مسافة 2000 ميل على امتداد الحدود مع المكسيك أحد التعهدات الأساسية لترامب في حملته ابان الانتخابات الرئاسية. وقال ترامب، في حديث تلفزيوني، في وقت سابق، إن العمل في بناء الحواجز في الجدار يبدأ خلال أشهر، مضيفا: "المكسيك ستعوض الولاياتالمتحدة بنسبة 100%، بالتأكيد عن كلفة بناء الجدار". وكان ترامب في حملته الانتخابية يهاجم المكسيك بسبب الهجرة غير الشرعية إلى بلادها وتهريب المخدرات. وأشار ترامب، في حديث مع قناة "أيه بي سي" التلفزيونية، في 2017، إنه سيأخذ تكلفة بناء الجدار بعد موافقة الكونجرس عليه من المكسيك، موضحًا: "سيكون هناك دفع، وسيكون في شكل محدد، وشكلا معقدًا بالطبع وسيكون مفيدا للمكسيك أيضًا"، وقال المتحدث باسم "البيت الأبيض"، في ذلك الوقت، شون سبايسر، إن بناء هذا الحاجز أكثر من مجرد وعد انتخابي، إنه خطوة أولى منطقية من أجل تأمين فعلي لحدودنا التي يسهل اختراقها، هذا سيوقف تدفق المخدرات والجريمة والهجرة غير الشرعية إلى الولاياتالمتحدة. وكان الرئيس المكسيكي السابق، إنريكي بينيا نييتو، أبدى أسفه لقرار ترامب بدء تشييد الجدار، متعهدًا بالدفاع عن المهاجرين المكسيكيين المقيمين في الولاياتالمتحدة، وقال في كلمة تلفزيونية، العام الماضي: "يؤسفني وأدين القرار الذي يفرق بيننا منذ سنوات بدلاً من أن يجمعنا"، مضيفا: "المكسيك لا تؤمن بالجدران، قلتها مرات عدة المكسيك لن تدفع لأي جدار"، واعتبر معارضون مكسيكيون أن قرار ترامب إهانة لبلادهم، ووصفوا القرار بأنه عمل عدائي، فيما أوضح عضو مجلس الشيوخ المكسيكي، ميجيل باربوزا: "هذه أعمال عدائية ضد المكسيك، وأمريكا اللاتينية، والعالم أجمع، والحرية". وكانت المكسيكوالولاياتالمتحدة وقعتا اتفاقية في عام 1970، تنص على وضع ضوابط ومعايير محددة حول تشييد أي أبنية على الحدود بين البلدين، كما نصت على أن أي بناء لا يجب أن يعرقل تدفق مياه الأنهار، وهي المتواجدة على الحدود بين المكسيك وتكساس، وكذلك حدود المكسيك مع أريزونا.