قرار مفاجئ اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما أعلن أن الولاياتالمتحدة ستنسحب من معاهدة تجارة الأسلحة الدولية، وجاء ذلك في خطابه أمام الرابطة الوطنية لمالكي الأسلحة، التي تعتبر مجموعة ضغط معارضة بشدة لتلك المعاهدة التي تم إقرارها في الأممالمتحدة. وعقدت معاهدة تجارة الأسلحة الدولية، في ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عام 2013، ووافقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة في إبريل من نفس العام، وتضم 193 دولة، وتهدف المعاهدة إلى إبعاد الأسلحة عن منتهكي حقوق الإنسان. وقال العميد سمير راغب، الخبير الاستراتيجي، إن الرئيس الأمريكي ليس لدية فكرة تقبل الاتفاقيات مع الدول الأخرى، وخير دليل على ذلك انسحابه لعدد كبير من الاتفاقيات منذ توليه رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف راغب ل"الوطن"، أن خروج الولاياتالمتحدة من المرجح أن يتبعه انسحاب عدد من الدول من هذه المعاهدة على راسهم روسيا والصين، مشيرا إلى أنهما من أكبر الدول المصنعة للسلاح ويريدان حرية التجارة به. وأكد الخبير الاستراتيجي، أن المعاهدة منذ انطلاقها في عام 2013 كانت تهدف لعدم وصول السلاح لمنتهكي حقوق الإنسان، بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من المحتمل أن يصل السلاح إلى هذه الفئات واستخدامه ضد الإنسانية أو الاقليات. وأشار إلى أنه من المتوقع أن تخفض أسعار السلاح في عدد من دول العالم، وذلك لانعدام الحظر الدولي عليه، مشيرا إلى أن الاتفاقية ستتحول من معاهدة دولية تضم أغلبية دول العالم، إلى معاهدة أطراف بين عدد من الدول. كما قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن ترامب منذ أن تولي حكم الولاياتالمتحدة حتى الان انسحب من عدد كبير من الاتفاقيات، وذلك لكونه ينتمي لليمين المتشدد، الذي لا يعترف بوجود الولاياتالمتحدة في أي معاهدات مع دول أخرى وينادون بأنها أفضل من الجميع. وأوضح سلامة ل"الوطن"، أنه رغم خروج الولاياتالمتحدة من هذه الاتفاقية، إلا أنه من المتوقع أن تتمسك باقي الدول الأعضاء بها، مشيرا إلى أن خروج الولاياتالمتحدة ربما يؤدي إلى حرية أكثر في تجارة السلاح بسبب قراراها بالابتعاد عن الاتفاقية التي تتطالب بتنظيمه.