تابلوهات «أولاد مصر» فى مراكز الاستفتاء: «كلنا كده عايزين صورة»

لم تمنعهم المسافة أو السن أو سوء الأحوال الجوية من إنجاز مهمة وصفوها ب«الوطنية»، فبدا المشهد التصويتى للمصريين بالخارج فى أول أيام الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أمس، وكأنه ملحمة درامية اختلطت فيها مشاعر الحب بالانتماء والتضحية.. «الوطن» رصدت بعض المشاهد لمصريين تحدوا آلام المرض ومشقة الطريق من أجل المشاركة، وإثبات حقهم فى مستقبل زاهر لهم ولأبنائهم.
بين الناخبين فى الكويت، ظهر رجل بكرسى متحرك، وقد أصر على الإدلاء بصوته فى الاستفتاء، وآخر فى سفارة مصر بأثينا، يبلغ من العمر 90 عاماً، إلا أنه رغم صعوبة الحركة ومشقة الطريق، لم يتكاسل أو يتمارض، بل قرر المشاركة فى هذا الاستحقاق الوطنى المهم، فيما رافق الأطفال أسرهم فى أجواء احتفالية عكست حالة من البهجة فى أروقة السفارات المصرية بالخارج.
وفى إيران، رغم قلة أعداد الجالية المصرية هناك، وسوء حالة الطقس، حرص عشرات المصريين على المشاركة فى الاستفتاء، والإدلاء بأصواتهم، تقديراً منهم لأهمية هذا الحدث التاريخى، وتأكيداً على دور الجاليات المصرية بالخارج التى لم تنفصل عن قضايا الوطن رغم بُعد المسافات.
"تسعينى" يصوّت فى أثينا.. وعجوز ب"كرسى متحرك" فى لجان الكويت
وكعادتها، حرصت المرأة المصرية فى مختلف دول العالم على تقدم الصفوف خلال عملية الاستفتاء، التى بدت منظمة، ما ساهم فى خروج المشهد الافتتاحى للاستفتاء بصورة حضارية، كما حرصت والدة الطفل «سليم عاصم»، أحد أصغر المصريين فى ميلانو بإيطاليا، على اصطحاب نجلها أثناء إدلائها بصوتها، قائلة: «ابنى لازم يشوف اللحظة التاريخية دى، ويشارك فى مستقبل بلده».
وفى الداخل، استقبلت المهندسة جيهان مسعود، رئيسة مدينة برج العرب، رجال القوات المسلحة، أثناء مراسم تسليمهم المقار الانتخابية فى المدينة، قبل ساعات من توليهم مهمة تأمين الاستفتاء على التعديلات الدستورية، بصينية فضية مليئة بالورود الحمراء، وقالت رئيسة المدينة إن تقديم الورود لرجال يضحون بأنفسهم من أجل رفعة واستقرار الوطن أقل ما يمكن فعله لهم.
الدكتور عبدالعزيز قنصوه، محافظ الإسكندرية، قال إن التعديلات الدستورية أساس البناء السياسى للدولة المصرية، وتابع: «ندعو أهالينا للمشاركة فى الاستفتاء لخروج الاستحقاق الانتخابى بشكل لائق»، وكلف رؤساء الأحياء بتوفير مظلات ومقاعد أمام كل مقر انتخابى، وخاصة لكبار السن، ورفع الإشغالات أمام اللجان، والاطمئنان على سلامة وسائل الاتصال بالمقار، وضمان أماكن إعاشة جيدة لقوات التأمين، موجهاً بالاستعداد للدرجة القصوى فى خدمات «الصحة» و«الإسعاف».