ألمح الدكتور محمد حبيب القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين إلى وجود تشابه بين المظاهرات التى اندلعت في الستينات ضد جماعة الإخوان، "التى قام بها عدد كبير من المواليين للنظام الناصري تأييدا لنظام الحكم، وبين مظاهرات اليوم 24 أغسطس، من حيث السبب الداعي لها وهو إبعادهم عن الحكم"، لافتًا إلى أن الاختلاف يأتي في "موقف الجماعة في تلك الفترتين التى شهدت تنكيلًا لقيادات وأعضاء الجماعة وبين موقف الحالي من اعتراف قطاع كبير من الشعب لها وانتخابها في الانتخابات البرلمانية والرئاسية". وأضاف حبيب، في تصريح خاص ل"الوطن"، أنه يؤيد حرية التظاهر السلمي، لأي تيار أو فصيل، "مادام يعبر عن رأيه ويعارض نظام الحكم بصور سلمية"، منتقدًا استخدام العنف أو التخريب في أي تظاهرة سواء أكانت ضد نظام الحكم أو للمطالبة بأي حقوق اجتماعية أو سياسية، قائلا "أنا مع أي تظاهر احتجاجي لأسلوب إدارة الحاكم بطريقة سلمية تحضرية". من ناحيته، استعرض الدكتور سيد عشماوي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، المظاهرات التى قامت ضد جماعة الإخوان في الأربعينات والستينات، وبالأخص في فترة الحكم الناصري، موضحًا أن الفترة الناصرية، التى تعتبر أصعب الفترات التى مرت بها الجماعة، "كان يدعمها عماليون ومؤيدون للرئيس عبد الناصر وسياسته التى أطلقها بخطاباته القومية الداعية لمشروعه القومي والحرية والاشتراكية". ووصف عشماوي استبعاد الناصريين لجماعة الإخوان، بالتنكيل الشديد، بعد الاتهام بعمل مؤامرة ضد نظام الحكم، لافتًا إلي ترحيب قطاع كبير من الشعب باستباعد الإخوان من العمل السياسي، حتى لو اتخذ مواقف المعارضة البسيطة، وتابع قائلًا "كنا نسمع الأغاني على التليفزيون والراديو التى تقول امسك إخوانجي من ذقنه ده إخوانجي ولا لومانجي"، مشيرًا إلى التعبئة التى قام بها عبد الناصر ضد الجماعة، مضيفًا أن أبرزها كانت عام 68 التى أيدت استمرار عبد الناصر وإسقاط الإخوان. كما أشار إلى تشابه الهدف من التظاهرات ضد جماعة الإخوان المسلمين في الستينات، وبين تظاهرات اليوم، موضحا تغير موقع الإخوان الذي يحتم تغيير طبيعة المظاهرات وتأثيرهًا، معتبرًا أن مظاهرات 24 أغسطس "لم تؤثر كثيرًا على الجماعة وهيكلها، بعد مبادئ الديمقراطية التى أعلنوها وأيدوها، وبعد وصولهم للحكم وتأييد قطاعات كبيرة أدلت بأصواتها في الانتخابات الرئاسية". وأضاف عشماوي، أن "التظاهرات اليوم إن لم تؤثر بالشكل الكامل على الجماعة فإنها، ستعيد الذكريات لنزول الجماهير اعترضًا على الإخوان المسلمين، وهي التى غابت عن المجتمع المصري منذ عقود"، قائلًا "العيار اللى ما يصيبش يدوش"، موضحًا أن التأثير الجزئي للمظاهرة "مهما كان ضعيفًا فإنه سيجعل الإخوان في حالة من القلق والترقب من ازدياد التظاهرات التى سيتجمع فيها كافة القوى السياسية المعارضة للإخوان".