سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معهد أمريكى يستضيف متهماً فى قضية تخابر «مرسى» لانتقاد الأوضاع فى مصر «شاهين»: «السيسى» الأقرب للرئاسة.. و«المصرى»: الإعلاميون خلقوا بيئة الغضب ضد «مرسى» قبل 30 يونيو
شهد معهد ويلسون للدراسات السياسية، أحد أهم مراكز الأبحاث بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، حلقة نقاشية تضمنت هجوما شرسا على الأوضاع السياسية فى مصر، تصدر المتحدثين فيها الدكتورة داليا فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة لونج أيلاند، والدكتور محمد المصرى أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية، والدكتور عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، الذى سبق ووجهت إليه نيابة أمن الدولة المصرية اتهامات بالتخابر، ضمن قائمة المتهمين فى قضية تخابر الرئيس المعزول محمد مرسى. وركز النقاش على انتقاد أداء المشير عبدالفتاح السيسى والمؤسسة العسكرية وطبيعة دورها على الساحة السياسية فى مصر، فضلا عن تقييم أداء الإعلام المصرى، باعتباره أحد مراكز القوى التى لا مجال للتغيير فى مصر من دون تغييرها، بحسب المشاركين فى الحلقة النقاشية. وقال الدكتور عماد شاهين إن الليبراليين ارتكبوا خطأ كبيرا عندما منحوا غطاء شرعيا للانقلاب العسكرى فى مصر، على حد وصفه لثورة 30 يونيو، لافتا إلى أن أحدا منهم لم يتوقع أن يصبح السيسى مشيراً، وأضاف أن انسحاب الدكتور زياد بهاء الدين من الحكومة وتقديم استقالته كان متوقعا فى هذا التوقيت، مثلما كان متوقعا استقالة الدكتور محمد البرادعى. وقال «شاهين» إن المشهد فى مصر حاليا يعنى أن السيسى الذى رُقّى إلى رتبة المشير أصبح الأوفر حظا فى حال ترشحه للانتخابات الرئاسية، خصوصا فى ظل تعديل خارطة الطريق لإجراء انتخابات الرئاسة قبل الانتخابات البرلمانية، وفى حال جاء السيسى رئيسا قبل انتخاب البرلمان سيجمع فى يده كل السلطات، وعلى الرغم من أنه يتمتع بشعبية كبيرة حاليا، فإنه سيواجه احتجاجات شعبية عريضة فيما بعد. وأضاف «شاهين» أن «المنطق يقود إلى البحث عن التنظيم السياسى الذى سيرتكن إليه السيسى فى المرحلة المقبلة، وهو أحد طريقين، إما سيكون له تنظيم سياسى جديد أو سيرتكن إلى قواعد الحزب الوطنى الديمقراطى، حزب مبارك، وهو الاحتمال الأقرب واقعيا. وقال أستاذ العلوم السياسية إن السيسى فى حال فاز بالرئاسة سيواجه مشاكل اقتصادية كبرى ومشاكل سياسية تتعلق بالمشاركة الشعبية، وسيكون مطالبا بإيجاد حلول لكل هذه التحديات، مشيراً إلى أن الوضع الاقتصادى فى مصر لن تجدى معه المساعدات الخليجية، التى لن تستمر طويلا فى ظل الفساد المستشرى فى مختلف القطاعات فى مصر، وطالب قوى المعارضة بالبحث عن آليات لتطوير صفوفها لتتمكن من الضغط للحفاظ على المسائل المتعلقة بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وأكد «شاهين» أن المزاج العام فى مصر يتجه إلى الإقصاء بدلا من المصالحة الوطنية، لذا من الصعب التنبؤ بحوار وطنى فى المستقبل القريب، مشيراً إلى أن الكثير من الأكاديميين خرجوا من مصر، لأنهم عكس التيار، وهى المشكلة نفسها التى يواجهها هو نفسه، فضلا عن الدكتور عمرو حمزاوى بسبب انتقاده الدائم للسلطة الراهنة فى مصر، حسب قوله. واعتبر شاهين أن التجربة الأخيرة أثبتت قوة الدولة العميقة، مشيراً إلى ما يتردد من أقوال منسوبة للمشير طنطاوى، فى معرض رده على انتقادات له بأنه سلم الدولة للإخوان، بقوله إنه «سلم الإخوان للدولة». ومن جانبه، لم يكتف الدكتور محمد المصرى بالانتقاد السياسى، وإنما دأب على التحقير من شأن الإعلاميين والصحفيين فى مصر مقارنة بنظرائهم الأمريكان، وقال إن الإعلاميين المصريين لا يتمتعون بقدر المهنية التى يتمتع بها نظراؤهم فى الولاياتالمتحدة، ويتعمدون خلط آرائهم الشخصية بتقاريرهم الصحفية، فضلا عن أنهم غير مؤهلين تعليميا. وقال المصرى إنه بعد ثورة يناير انفتح المجال أمام الحريات الإعلامية، لكن دون مسئولية اجتماعية، وعندما أصبح مرسى رئيسا لمصر بدا واضحا استهدافه من قبل الإعلام، الذى روج إلى أن بقاء مرسى فى منصبه أربع سنوات يعنى ضياع الدولة. وأضاف أن الإعلام شحن الجماهير بتقارير تدعى أن مرسى والإخوان سيبيعون الأهرامات وقناة السويس لقطر، والقول إن «مرسى وشه نحس» حسب تعبيره. وأشار المصرى إلى أن الإعلام لم يلعب الدور نفسه بعد 3 يوليو والإطاحة ب«مرسى»، ولم يكتف بالتحضير لبيئة 30 يونيو التى روج أن 33 مليون مصرى شاركوا فيها، ولم يجد حرجا فى وصف الإخوان بالخرفان، وتجاهل ما شهده فض اعتصام رابعة العدوية، وهى الأحداث التى وصفتها منظمة هيومان رايتس واتش بأنها أكبر مذبحة فى تاريخ مصر الحديث.