وصل رومن رداف، رئيس جمهورية بلغاريا، مطار القاهرة الدولي، اليوم الاثنين، في زيارة للقاهرة يلتقي خلالها عددًا من المسؤولين، لبحث سبل تعزيز التعاون ومناقشة القضايا المشتركة بين البلدين. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قبل أيام قليلة، أرسل برقية تهنئة إلى رئيس بلغاريا بمناسبة الاحتفال بعيد التحرير. وتستعرض "الوطن" في التقرير التالي أبرز المعلومات عن العلاقات المصرية البلغارية. رغم أن علاقة القاهرة بصوفيا بدأت قوية، إذ أن مصر كانت من أوائل الدول العربية التي بدأت علاقتها الدبلوماسية مع بلغاريا، حيث بدأت العلاقات بين البلدين منذ أكثر من 90 عامًا، الا أن العلاقة القوية تلك قطعت مرتين الأولى عندما قررت بلغاريا خوض الحرب العالمية الثانية بجوار ألمانيا، وأعيدت العلاقات عام 1947، والثانية عام 1978 بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات، في إطار التوتر الذى شاب العلاقات المصرية مع المعسكر الشرقي آنذاك وأعيد استئنافها في ديسمبر 1984. بدأت العلاقات المصرية البلغارية تشهد توهجها عام 2005 مع تولي الحزب الاشتراكي البلغاري، حيث بدأ الأخير تعيد النظر في العديد من الملفات الخارجية لا سيما العمل على إعادة نسج العلاقة القوية التي ربطتها تاريخيا بالعالم العربي، وعلى رأسه مصر، حسب الهيئة العامة للاستعلامات. وتبادلت الدولتان العديد من الزيارات، كان أخرها في فبراير الماضي، عندما قامت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى بزيارة لبلغاريا، للمشاركة فى اجتماعات الدورة الأولى للجنة المشتركة المصرية البلغارية للتعاون الاقتصادى، استقبلها إميل كارانيكولوف، وزير الاقتصاد البلغاري. بحث الجانبان، إجراءات إنشاء وتشكيل مجلس استثماري مصري بلغارى مشترك، لزيادة الاستثمارات المتبادلة والتعاون الاقتصادي بين البلدين، وعرض الفرص الاستثمارية والمزايا النسبية في مختلف القطاعات الاقتصادية، واتفق الجانبان على تشجيع رجال الاعمال فى البلدين على الدخول فى مشروعات مشتركة. وفي نوفمبر من العام الماضي، زار سامح شكرى وزير الخارجية لبلغاريا، استقبله رئيس بلغاريا، كما التقى شكري ورئيس الوزراء، ووزيرة الخارجية. وناقش الجانبان سبل دفع العلاقات الثنائية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، فضلا عن بحث القضايا الدولية والإقليمية، وعلى رأسها قضايا مكافحة الإرهاب والجريمة عابرة الحدود والهجرة غير الشرعية والأزمات في الشرق الأوسط، تطرق الجانبان إلى أهمية تعميق التعاون الاقتصادي، خاصة على ضوء تجاوز التبادل التجاري بين البلدين حاجز المليار يورو. وعلى الصعيد الزيارات البلغارية لمصر، هناك العديد من الزيارات كان أبرزها زيارة بويكو بوريسوف رئيس وزراء بلغاريا في أكتوبر 2018، لمصر، إذ استقبله الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية. وتبادل الجانبان وجهات النظر، ومواصلة التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في تحقيق مصالح شعبي البلدين. وفي ديسمبر 2017، استقبل السفير عمرو رمضان مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية رومن بيتروف، مستشار وزيرة الخارجية البلغارية لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والوفد المرافق له، تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين والدفع بآليات التنسيق بينهما دعماً للعلاقات الثنائية. وحمل "رومن" رسالة سياسية من نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية البلغارية تتضمن التقدير للرؤى المصرية واهتمام بلاده بتوسيع وتعميق التشاور حولها مع الجانب المصري عن قرب. وفي ديسمبر 2008، زار وزير البترول آن ذاك، بلغاريا، والتي اعتبرت أول زيارة لمسؤول مصري على هذا المستوى منذ ان عادت العلاقات لنصابها الطبيعي، والتقى خلال الزيارة بكل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الاقتصاد والطاقة، حيث تناول الجانبان آفاق التعاون بين البلدين في مجال الغاز. وفي نفس العام قام الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف، والسيدة قرينته، بزيارة للقاهرة، وبرفقتهما وفد رسمي ضم وزير الاقتصاد والطاقة بيتر ديميتروف فيما اعتبر أول زيارة على هذا المستوى بين البلدين، منذ تحرر بلغاريا من الهيمنة السوفيتية وانفتاحها واندماجها في النُظم السياسية والاقتصادية الغربية، وشهدت الزيارة التوقيع على ثلاثة وثائق هي: البروتوكول المعدل لاتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار، مذكرة للتفاهم في مجال الانتاج الحربي، ومذكرة للتعاون في مجال الري. أما على مستوى العلاقات الاقتصادية، فإنها تتسم بالقوة والزخم، حسبما عبر ليوبومير بوبوف، سفير بلغاريابالقاهرة بقوله "إن مصر أصبحت أهم شريك تجاري واقتصادي لبلغاريا في الشرق الأوسط وإفريقيا". وتتمثل أهم الواردات المصرية من بلغاريا في المعدات و الأجهزة الكهربائية، الأخشاب، قطع الغيار للمصانع، منتجات غذائية وألبان، في حين تتمثل أهم الصادرات المصرية في المنتجات المعدنية، منتجات الغزل، بعض الزراعات والأرز، المنسوجات، وملح الطرق. زادت الصادرات المصرية لبلغاريا عام 2016 بنسبة 158 في المائة لتصل قيمتها إلى 207 ملايين دولار، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 456 مليون دولار. وعن العلاقات الثقافية بين الدولتان، يمثل التعاون الثقافي بين القاهرة وصوفيا ركنا أساسيا من أركان التعاون المشترك بين البلدين، ويوجد معدل جيد لتبادل الزيارات بين الفرق الفنية والرياضية المصرية والبلغارية، بهدف المشاركة في الفعاليات والتظاهرات الثقافية والبطولات الرياضية.