نظمت الدعوة السلفية بمحافظة قنا، مساء أمس، معسكرًا علميًا تربويًا لمقاومة الفكر التكفيري الذي انتشر في المجتمع من جهلاء يكفّرون كل من خالفهم لاستباحة دمائهم. وانتقد الشيخ أحمد فريد، عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية، الجرأة في التكفير وما يحدث على الساحة، ومنهج الخوارج ممن يقتلون المسلمين ويستبيحون دماءهم بغير حق، محذرًا من هذا المنهج الذي يخالف اعتقاد أهل السنة والجماعة. وأوضح الشيخ أحمد فريد خطورة الإسراع في التكفير، مؤكدًا ذلك بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة، والتي تؤكد العذر بالجهل في غير المسائل المعلومة من الدين بالضرورة، وتطرق إلى حقيقة الإيمان والكفر وساق أدلة شرعية تثبت أن الإيمان شعب وكذلك الكفر، وأنه من كان فيه شعبة من شعب الإيمان لا يصير بها مؤمنًا، ومن كان فيه شعبة من شعب الكفر لا يصير بها كافرًا، واستدل بحديثي "من حلف بغير الله فقد كفر" وحديث الصلاة "فمن تركها فقد كفر"، وأن هناك كفر اعتقاد وكفر عمل، وكفر أكبر وكفر أصغر، والأدلة اللازمة لتكفير المعين بعد إقامة الحجة عليه، وإلا فالعذر بالجهل للناس فيما لم يبلغهم من علم بالمسائل الشرعية. وفي نهاية اللقاء، رد الشيخ أحمد فريد على أسئلة الحضور حول مواقف الدعوة السلفية وعلمائها من الأحداث السياسية الحالية، ودارت معظم الأسئلة حول مرشح الرئاسة الذي ستدعمه الدعوة، وعما إذا كانت يمكن أن تدعم المشير عبد الفتاح السيسي أم لا، وكانت ردوده واضحة في هذا الشأن بأن منهج الدعوة السلفية دائمًا هو الشورى بين أفرادها ومن ثم اتخاذ القرار الذي يرون أن فيه الخير للبلاد فيتخذون القرار الذي يدينون به لله لا الذي يرضون به قواعد الدعوة السلفية أو غيرهم. وأكد الشيخ أحمد فريد أنه لا يوجد موقف مسبق من مؤسسة الدعوة السلفية بشأن مرشح الرئاسة، وإنما تنتظر الدعوة غلق باب الترشح ومن ثم دراسة برنامج كل مرشح وعقد لقاءات مع جميع المرشحين ومن ثم اختيار الأفضل منهم، وإن لم يكن فيهم مرشحًا يرونه خيرًا للأمة فيختارون أقل الضرر، وهذا من القواعد الشرعية التي تنتهجها الدعوة بالمفاضلة ليس بين الخير والشر فقط وإنما بين خير الخيرين وشر الشرين.