تفاوتت نسبة الاستجابة لدعوات جزائرية إلى "العصيان المدني" و"الإضراب العام"، بولايات شرق الجزائر، فإن كانت قد قاربت المائة بالمائة تقريبا في مناطق، فإن النسبة كانت متدنية في مناطق أخرى. وسجل تهافت كبير للمواطنين على اقتناء مختلف السلع والمواد، من المحال التي بقيت مفتوحة، رغم موجة الغلاء التي افتعلها البعض، للاغتناء من وراء الحراك. وواكبت الإضراب، مسيرات للطلبة والتلاميذ رافضة للعهدة الخامسة. وشهدت أغلب مناطق ولاية باتنة شللا في حركة النقل مع غلق عدد كبير من المحلات أبوابها ما خلف حالة إرباك وارتباك لدى عامة المواطنين، بالموازاة مع خروج تلاميذ الثانويات والمتوسطات في مسيرات عبر الشوارع. وكانت فئات عريضة من السكان عارضت دعوات مجهولة للعصيان المدني التي تم الترويج لها عبر "فيسبوك"، مبدين رفضهم بشدة التسبب في خلخلة الأوضاع والعبث بالاستقرار والسكينة، حسب صحيفة "الشروق" الجزائرية. وكانت أمواج غفيرة من المواطنين قاموا في اليومين الماضيين باقتناء كميات كبيرة من المواد والمؤن الغذائية من الأسواق بشكل غير مسبوق، فيما انتهز بعض التجار الفرصة لرفع الأسعار وممارسة المضاربة على المواطنين. ووجَّه عقلاء نداءات للتجار وأصحاب المحال ومالكي حافلات النقل بمعاودة النشاط التجاري والاستمرار في ممارسة الحياة بشكل طبيعي. وخرج نهار الأحد، المئات من طلبة الثانويات بتبسة، مطالبين بالتغيير وعدول رئيس الجمهورية عن الترشح لعهدة رئاسية خامسة، وقد جاب الطلبة عدة شوارع إلى غاية وسط المدينة، ثم تنقلوا جماعيا إلى مقر الولاية، وتعالت الأصوات ورفعت الشعارات المطالبة بالتغيير، فيما لم تكن الاستجابة كبيرة لدعوة غلق المحلات، حيث كانت الحركة عادية في تبسة رغم مخاوف بعض التجار الذين عاودوا جميعا فتح محالهم بعد الزوال بعد أن لاحظوا كيف استغل التجار الفوضويون الفرصة، وراحوا يبيعون ويربحون على حساب المواطنين بسلع فاسدة. وخرج الآلاف من طلبة الثانويات عبر كبرى المدن بولاية جيجل في مسيرات سلمية حاشدة، بالموازاة مع الإضراب الذي سجلت فيه ولاية جيجل نسبة استجابة قياسية بعد الشلل التام الذي أصاب جميع القطاعات حتى الحساسة منها والمتمثلة في التجارة وقطاع النقل. وتباين تجاوب الشارع القسنطيني مع دعوات الإضراب، حيث اختلف المشهد من حيّ لآخر ومن بلدية إلى أخرى، ففي عاصمة الولاية كانت الحياة عادية في حي بوالصوف، بينما أغلقت محال حي فضيلة سعدان وفيلالي أبوابها ولم تفتح متاجر وسط المدينة بما في ذلك السوقين الكبيرين اللذين يشكلان المصدر الأهم لتبضع المواطنين ولم تفتح غير الصيدليات أبوابها. بينما تواصل النشاط التجاري والدراسي والإداري في المدينة الجديدة علي منجلي، التي تضم قرابة نصف مليون نسمة بشكل عادي وهو ما جعل الآلاف من سكان وسط قسنطينة يتنقلون إلى مدينة علي منجلي لأجل التبضّع. وفي بلديتي عين اسمارة والخروب أصيبت الحياة التجارية بالشلل الكامل وزاد من الشلل توقف الدراسة في الأطوار التعليمية الثلاثة، حيث قام بعض الثانويين في الخروب وعين اسمارة بمسيرات مؤقتة رددوا فيها هتافات ترفض العهدة الخامسة، لكن موظفي البنوك والبريد وترامواي المدينة عملوا بطريقة عادية، كما تباينت آراء الناس بين رافض جملة وتفصيلا لهذا الإضراب المشبوه، وبين معتبر إياه خطوة ثانية لأجل تحقيق مطالب الحراك السلمي. وأغلق نحو 90% من التجار وأصحاب الواجهات التجارية الكبرى بولاية سكيكدة، محالهم التجارية، وقرروا الدخول في إضراب مفتوح لمدة خمسة أيام، حيث تفاجأ السّكيكديون، الذين لم يكونوا يتوقعون هذه الاستجابة الكبيرة لنداء الإضراب الوطني، تفاجأوا بجلّ المحال التجارية مغلقة في وجوههم، ولم يتمكّن الكثيرون من اقتناء حاجياتهم الضرورية، خاصة بالنسبة للذين تعودوا اقتناء أكياس الحليب والخبز صباحا.