«ثورة.. ثورة»، خاتمة كوميدية فى غير موضعها، أنهى بها القائد الليبى الراحل معمر القذافى خطابه فى بداية ثورة الليبيين عليه، فى مصر أيضا ألصقت ثورة 25 يناير المجيدة بأشياء لا تليق بقدسيتها، ففى وسائل الدعاية والمحال التجارية وتحقيق المصالح الفردية يتردد مصطلح الثورة على مكتب «كاشير» محل عصير «الملكة» بمنطقة الكوم الأخضر فى حى الهرم، يستخدم صاحب المحل «مارك» صغيرا فى تنظيم وتسهيل التواصل مع المترددين عليه، مكتوبا عليه بشكل دائرى: «مارك لوكس.. ثورة 25 يناير». «العمل وليس اللعب» الغرض من صناعته، فألوانه متعددة.. ومعدنه من البلاستيك.. تتوسطه فتحة مستديرة، «مارك العصير» يشبه العملة المعدنية «25 قرشا» فى الحجم والشكل، فى صندوق جمع الماركات أشكال وألوان مختلفة، هانى، صاحب محل العصير، قيمة «المارك» لديه هى الأهم؛ لأنه أداته فى كسب الربح من المشروع، موضحا كيفية حصوله عليه: «بنجيبها جاهزة من المصنع اللى عملها»، مؤكدا أنه منذ عام تقريبا اشترى عددا كبيرا بعدة ألوان، كل مشروب مخصص له لون يختلف من محل لآخر، عند «هانى» اللون الأصفر للعصائر فئة الجنيه الواحد كالقصب مثلا.. والأحمر للمانجو، و«المارك» الأزرق للكوكتيل. كتابة اسم الثورة على «المارك» يعتبرها «هانى»: «منظرة على الفاضى وخلاص»، مسجلا ملحوظته بأن الفترة الأخيرة كل شىء فيها أصبح اسمه «ثورة يناير»، قائلا بسخرية: «محدش شاف ولا سمع عن كشك الثورة»، «الرجل الثلاثينى» الثورة فى وجهة نظره شىء جميل أساء الناس استغلاله، معبرا عن رفضه: «للأسف بقت بلطجة وتجارة وقلة أدب».