«امسك فتى.. اعرفه وعلم عليه» حملة دشنها أربعة من طلبة الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، للحد من الأكاذيب والأخبار والصور والمعلومات المغلوطة التى يتم تداولها بين رواد شبكة الإنترنت، خاصة على موقعى فيس بوك وتويتر، عبر الرجوع إلى المصدر الأصلى للمادة المعروضة، وعرضه مقارناً بالمعلومات المغلوطة التى يتم تداولها بين رواد شبكات التواصل الاجتماعى. الشباب الأربعة وهم فتاتان وولدان، اتفقوا على عدم ذكر أسمائهم أو الإفصاح عن أنفسهم بأى شكل، يحرصون على إبقاء شخصياتهم مجهولة، فهم يرون أن عملهم يقدم نفسه بنفسه، وأن الهدف الرئيسى منه هو الحد من انتشار الأكاذيب والمعلومات المغلوطة، وليس الشهرة أو تعرف الناس عليهم بأى شكل، وهناك سبب إضافى، أوضحته أحد القائمين على المبادرة بقولها: «فى ناس بتتخنق لما تعرف إنها انضحك عليها وشيرت حاجة غلط فبيكون رد فعلهم علينا مش لطيف، وبيتهمونا إننا بنتصيد أخطاء، وتهم تانية ممكن توصل لحد الغلط». وتضيف الفتاة التى تقوم بتحضير الماجستير فى مجال الصحافة: «نرى كل يوم الكثير من المواد تنتشر على صفحات الإنترنت، خاصة ما يتعلق منها بالجانب السياسى، نلاحظ أنها تنتشر دون أن تكون قد وردت فى مواقع رسمية أو فى صحف موثوقة، وللأسف يتناقلها الناس ويقومون بنشرها، ينطبق هذا على معلومات تتعلق بالرئيس، وببعض البلدان والمناطق، فمثلاً كثيراً ما انتشرت صور يقال إنها من بورما، أبرزها صورة قيل إن بها كهنة من التبت يشرفون على عمليات قتل مسلمى بورما، بينما الحقيقة أنها صورة لضحايا زلزال فى الصين سنة 2010، والموجودون بالصورة فى الزى الأحمر بالفعل كهنة التبت، لكنهم كانوا يساعدون فى مراسم الدفن، وقد نالت هذه الصورة المركز الثانى فى مسابقة دولية، حتى لو كان هناك مأساة فى بورما لا يصح أن نستخدم صوراً غير حقيقة». قامت صفحة «امسك فتى» بكشف العديد من الأخبار والمعلومات التى يتداولها رواد الإنترنت بكثرة، فى حين أنها مغلوطة، مثل صورة مزورة لفتاة قيل إنها لبنانية ارتدت ملابس إحرام الرجال فى الحرم المكى، بينما الصورة فى الحقيقة هى لرجل تم التلاعب بها ببرنامج الفوتو شوب، صورة أخرى لأطباء يجرون عملية على ضوء الكشافات قيل إنها من أحد مستشفيات القاهرة أثناء انقطاع الكهرباء، بينما هى فى الواقع من أفغانستان فى مستشفى إحدى القواعد الأمريكية هناك، كذلك خبر منح الرئيس محمد مرسى كل النياشين والأوسمة لنفسه الذى أرجعته صحيفة «الفجر» لجريدة «الوقائع المصرية» بينما الأخيرة لا تحتوى على معلومات من هذا النوع. الكثير والكثير من الأخبار والمعلومات، تقول عنها طالبة الماجستير: «نقوم بالتأكد من صحة المواد المنشورة على الشبكة عبر البحث المدقق، لنرى إن كانت هناك مصادر تؤكد المعلومة أو لا، ونستخدم فى ذلك أربعة ألوان نختم بها الخبر، أما اللون الأسود فهو يعنى أن الخبر غير صحيح، أما اللون الأحمر فيعنى أن الخبر بدون مصدر، بينما الأخبار ذات المصدر غير الموثوق فيتم تعليمها باللون الأصفر، واللون البنفسجى نستخدمه فى الاحتيال، وقد استخدمناه حتى الآن مرة واحدة لصورة طفل تائه مكتوب عليها أرقام تليفون غير حقيقية. يتشارك الزملاء الذين ينتمون إلى مجالات مختلفة فى العمل على الأخبار، ورغم أن تخصصاتهم تتنوع بين الصحافة، والهندسة، والعلوم السياسية، وعلوم الحاسب، إلا أنهم اتفقوا على محاربة الأخبار المغلوطة التى قد تؤدى إلى فتن مثل خبر تم نشره عن أن الشيعة قاموا برفع الأذان الشيعى فى مدينة 6 أكتوبر.