بعد 3 سنوات من ثورة 25 يناير 2011 أضحت بوابات ميدان التحرير تؤمّن بقوات الشرطة بزيهم الأسود واقفين على أبواب الميدان يقومون بعملية تفتيش، مشددة على المتظاهرين المتوافدين للاحتفال بثورة قامت يوم عيدهم ضد طغيانهم وفسادهم، وتبدلت الأدوار في ذكرى الثورة، فالأبواب التي كانت يؤمّنها الثوار خلال ال18 يومًا بميدان التحرير من قوات الشرطة التي كانت تقف في مواجهة المتظاهرين، وتطلق عليهم قنابل الغاز وطلقات الخرطوش هي نفسها بزيها وأسلحتها مَن تقف اليوم لحماية الميدان، سواء منهم أو لهم. وتنتشر عناصر الشرطة، اليوم، في ذكرى اندلاع الثورة، داخل جنبات ميدان التحرير، سواء على الأبواب الإلكترونية التي وضعوها للكشف عن متعلقات المتظاهرين أو بكلابهم البوليسية التي تنبش في كل قطعة للبحث عن المفرقعات في الميدان، علاوة على عربات الشرطة التي تتوسط الميدان لتأمينه، ولا يخلو المشهد من بعض المشادات مع المتظاهرين لرفض دخول العصايا التي تحمل الأعلام إلى الميدان، وسماح الشرطة لدخول البعض ومنع آخرين، بعدما كان يقف المتظاهرون في نفس الأماكن مانعين دخول أي شرطي، علاوة على تفتيش الوافدين للبحث عن أي "كارنيه" ينتمي إلى وزارة الداخلية لمنع تواجده وسطهم. وفي مشهد متكرر، يشابه لما كانت عليه اختلاف السيناريوهات السياسية من القيادات العليا بشأن دور القوات المسلحة في العملية السياسية، تقف مدرعات القوات المسلحة في الشوارع المتفرعة من الميدان، مستقرة في نفس أماكن تمركزها وقت اندلاع الثورة، عندما خرجت لفرض حظر التجوال قبل رحيل الرئيس الأسبق حسني مبارك.