اعتبرت مصادر دبلوماسية مسؤولة، أن زيارة وفد "الكونجرس" لمصر، وتعرفه على حقائق الأوضاع الراهنة بعد نجاح الاستفتاء على الدستور، سوف يساهم في زيادة فهم رؤية الإدارة الأمريكية لواقع الأمور في مصر. وتوقعت المصادر، ل"الوطن"، أن يكون طرح مشروع قرار يعمل على إعادة المساعدات الأمريكية المجمدة لمصر، خطوة أولية لإعادة تعزيز العلاقات بين مصر وواشنطن وفتح قنوات جديدة بين البلدين. وأشارت إلى أن عمليات صنع القرار في الولاياتالمتحدة معقدة للغاية، وأن التصريحات الصادرة عن الخارجية الأمريكية تشى أحيانا بعدم فهم حقائق الأمور في مصر، ولكن زيارة وفد الكونجرس سوف تساهم في تصحيح هذه الأخطاء. وأشارت المصادر إلى بدء التحضير للحوار الاستراتيجي بين مصر وواشنطن، وتمت مناقشة ذلك الامر مع وفد الكونجرس الذي يزور مصر حاليا، لتعزيز العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة. واعتبر دبلوماسيون إعلان وفد الكونجرس الأمريكي عن طرح مشروع قرار يعيد المساعدات الأمريكية المعلقة لمصر، خطوة إيجابية إلى حد كبير، وأنها تعبر عن تطور ملحوظ في موقف الولاياتالمتحدة تجاه مصر،وتوقعوا استمرار الدعم الامريكى، بعد نجاح مصر في تخطى أولى مراحل خارطة الطريق، وهى أقرار الدستور. وقالت هاجر الإسلامبولي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن تصريحات عضو الكونجرس الأمريكي تعد اعتراف من الولاياتالمتحدة، بجدية خطوات مصر في سبيل إقرار خارطة طريقها وإرساء قواعد الديمقراطية. وأضافت:" الفضل في ذلك يرجع إلى نجاح المصريين في إقرار دستورهم، ومشاركتهم الإيجابية فيه، وهو ما ينبئ بتخفيف القيود الغربية علي مصر، التي أصبح موقفها قويا الآن باعتراف الجميع". وأشارت الإسلامبولي في الوقت ذاته، إلى أن نجاح مصر أيضا فى تخطي الانتخابات البرلمانية والرئاسية، سيسمح بمزيد من الدعم الغربي، كما أن الموقف الأمريكى سيؤثر بدون شك على موقف دول أوروبا. واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق رخا حسن، الحديث عن عودة المساعدات الأمريكية لمصر، تعديلا إيجابيا في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مصر. وأضاف حسن أن الموقف الأمريكي تجاه مصر شهد تطورا تدريجيا في المرحلة الأخيرة، وساهم إقرار الدستور كذلك فى توجيه الأنظار إلى أن الإرادة الشعبية هى التي تحكم مصر، وأن ما تم في 30 يونيو لم يكن انقلابا عسكريا كما يزعم البعض وإنما ثورة شعبية على نظام لم يعترف المصريون بأحقية وجوده، متوقعا ان تواصل الولاياتالمتحدة دعم مصر في اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. فى المقابل، ترى نورهان الشيخ عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الموقف الأمريكي تجاه مصر مازال ملتبسا، وخاصة من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما، إلا أنها أشادت بتصريحات عضو الكونجرس التي وصفتها بالإيجابية، وتعبر عن حرصه على العلاقة مع مصر. وقالت "الشيخ": "صنع القرارات في الولاياتالمتحدة يشهد حالة شد وجذب بين الأطراف المختلفة، وحالة الالتباس في المواقف هذه لن تنتهي إلا بانتهاء فترة أوباما الرئاسية". وبالرغم من تصريحات أعضاء وفد "الكونجرس" الإيجابية، إلا أن "نورهان الشيخ" تؤكد أن مصر لم تعد بحاجة إلى إعتراف خارجي بجدية خطاها لإتمام خارطة الطريق.