أكد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أن الولاياتالمتحدة متفقة على خارطة الطريق المصرية، وتريد أن ترى حكومة ديمقراطية شاملة تسير فى المسار الانتقالى الصحيح. وأشار كيرى فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره البريطانى ويليام هيج، فى لندن عقب اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا»، إلى أن تعاون واشنطن مع حكومة الإخوان السابقة لأنها كانت منتخبة وهذه الطريقة الدبلوماسية المتعارف عليها، موضحاً أن واشنطن تدرك الإخفاقات التى وقعت فيها تلك الحكومة، كما تدرك إحساس الشعب المصرى بفشل جماعة الإخوان. واعتبر دبلوماسيون تصريحات وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى تطوراً لافتاً فى الموقف الأمريكى تجاه مصر. ووصف وهيب المنياوى، مساعد وزير الخارجية، تصريحات كيرى ب«الإيجابية»، مؤكداً أنها تمثل تحولاً متوقعاً ومطلوباً من دولة عظمى مثل أمريكا تسعى لإعادة تقييم سياستها لخدمة مصالحها. وأكد المنياوى ضرورة إعلان موقف مصرى دبلوماسى يرحب بهذا الاتجاه الجديد من قبَل واشنطن التى أدركت مؤخراً أنها كانت تراهن على نجاح حكومة الرئيس المعزول محمد مرسى والذى وصفه ب«الحصان الخاسر»، مشدداً على ضرورة أن تعلم أمريكا أن مواقفها ليست دبلوماسية فقط وإنما تؤثر إيجاباً وسلباً على الشعب المصرى صاحب القرار الآن. وبالإشارة إلى المواقف الأمريكية السابقة المناهضة لثورة 30 يونيو والتى شهدت تطوراً إيجابياً فى صالح مصر رأى المنياوى أن الدبلوماسية تقتضى أحياناً التدرج فى المواقف وأن ما يهم مصر الآن هو الموقف النهائى للولايات المتحدة الذى اعتبره تعديلاً للمسار. وفيما يخص أحداث العنف المستمرة فى مصر، وبالإشارة إلى الاعتداء الأخير على كنيسة الوراق، أكد المنياوى أنها استمرار لمحاولات الإخوان لعرقلة الحكومة المؤقتة وإظهارها بمظهر الفاشلة فى حماية المقدسات وعدم القدرة على توفير الأمن للمواطن لتشويه صورة مصر خارجياً وكسب ضغط دولى عليها مؤكداً ضرورة تصدى الأمن لهذه المحاولات. وفى السياق ذاته أكدت هاجر الإسلامبولى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن أحداث العنف الأخيرة لا تثبت فشل الحكومة المصرية أمام العالم وإنما تزيد من تورط الإخوان الذين يسعون إلى إفشال خارطة الطريق. كما أشادت الإسلامبولى بموقف وزير الخارجية الأمريكى الذى تعتبره مؤيداً لمصر، مؤكدة إدراك الإدارة الأمريكية أخيراً لضرورة ما تم من عزل لحكومة الإخوان المستمرين فى محاولاتهم لضرب الاستقرار.