البرجوازية اختصارا هي الطبقة الحاكمة في المجتمعات الرأسمالية وتتكون بالأساس من حكام تلك المجتمعات وسياسييها كما ينضم لهم كبار موظفي الدولة في كل القطاعات. خطورة تلك الطبقة تكمن بالأساس في معاداة الثورة وأفكارها وما تأتي به وحتى إن ادعى وقت قيام الثورة أنه آمن بها وانضم لها ودافع عنها ولا يجب على الجماهير أن تصدقه مهما حدث فلا يمكن لبرجوازي أن يؤمن بالثورة ولا بقيمها أو ما تمثله أو بحقوق الفقراء - للإنصاف هو يؤمن بها فقط بأهمية إطعام الفقراء كتقرب لله وحتى لا يثورون عليه- وهو مهما ادعى أو مثل أو حتى أقنع نفسه أنه من الثورة فلا يمكن إلا أن ينحرف عنها في أوقات الأزمات الكبرى التي عادة ما تعقب الثورات ويعود أدراجه إلى حقيقته الأولى لينكشف أمام نفسه وأمام الجميع. مهمة المثقف الثوري في مجتمعات ما بعد الثورة دائما هو التنبيه على خطورة تلك الطبقة وعلى توعية الجماهير بوجودها ولكن لا بد له أن يعي أنها مطلوبة لمرحلة ما لتسليم مفاتيح الدولة القديمة وملفاتها، ولا بد له أن يعي أن الدولة الجديدة بعد فترة من الزمن ستنشأ له طبقتها البرجوازية التي يجب التخلص منها وبالتدريج، هذا المرض أو لنقل الأثر الجانبي سينشأ بانتظام وعلى الجماهير - ومن بينهم المثقفون الثوريون فهم جزء لا يتجزأ من الجماهير- أن يعملوا على تجريف تلك الطبقة بانتظام حتى لا تسطو على الثورة. هنالك رأي آخر يقول ولم لا نتخلص من تلك الطبقة مرة واحدة بضربة قاضية؟ أعتقد أن هذا لا يمكن ألا أن أردت القضاء على فكرة الدولة في حد ذاتها -كتنظيم ينظم شؤون المجتمع والعلاقات بين أفراده وبعضهم البعض كما ينظم العلاقة بينهم وبين أفراد المجتمعات الأخرى- وإيجاد تنظيم بديل لا يسمح بتكون تلك الطبقة الطفيلية ولكن ذلك لا يعني أن هذا التنظيم البديل لن ينشأ عنه عيوب أخرى.