«رمونى من الإسعاف».. هذه العبارة نطقها عجوز يرقد فى مستشفى هليوبوليس قبل أن تسوء حالته الصحية ويدخل فى غيبوبة بسبب تعرضه لنزيف فى المخ. لم يتمكن الأطباء من معرفة اسمه أو تفاصيل إلقائه من سيارة الإسعاف فى الطريق. «الوطن» انتقلت إلى المستشفى وشاهدت المريض راقداً تحت جهاز التنفس الصناعى فى غرفة الرعاية المركزة بقسم الطوارئ، لذا لم نتمكن من التحدث معه. جسده نحيف وطويل القامة وبشرته سمراء وفى يده اليمنى كانيولا لا يستطيع الحركة. بدا عليه أنه فى العقد الخامس من عمره، ولم يتم التوصل إلى أسرته على الرغم من احتجازه داخل المستشفى منذ 4 أيام. الدكتور هانى مصطفى، مدير مستشفى هليوبوليس، شرح حالة المريض، قائلاً إنه يعانى من نزيف فى المخ أدى إلى دخوله فى غيبوبة كاملة، وتم وضعه تحت جهاز التنفس الصناعى عقب وصوله للمستشفى بعد أن أجريت له الفحوصات والتحاليل الأولية، والتى أثبتت أنه يعانى من نزيف فى المخ، وبعد يومين تحسنت حالته نسبياً، وبدأ يتلفظ بكلمات «رمونى من الإسعاف» وبعدها ساءت حالته ولم يتمكن الأطباء من معرفة اسمه أو أسباب إلقائه من سيارة الإسعاف. وأوضح الدكتور هانى أن الأطباء فى المستشفى لم يدخروا جهداً فى إسعاف المريض وتوفير الرعاية الصحية له بالرغم من عدم ظهور أقاربه، ولم يلتفتوا إلى نفقات علاجه، كون المستشفى استثمارياً. البداية شاهد المجند «إبراهيم. أ. ر» 21 سنة أثناء وقوفه بخدمته أمام معهد الحراسات الخاصة بالكيلو 21 بطريق مصر-الإسماعيلية سيارة إسعاف تقف على بعد أمتار منه، ويقف بجوارها 3 أشخاص يستقلون دراجات بخارية، ثم قاموا بفتح باب السيارة، وحملوا شخصاً كان بداخلها، وقاموا بإلقائه بجوار سور المعهد وفروا هاربين، لم يتمكن المجند من التقاط أرقام لوحات السيارة التى فرت مسرعة، فتوجه إلى النقيب «بلال. م. ع» 26 سنة وأبلغه بالواقعة، فانتقل الأخير بصحبة المجند لمعرفة حقيقة الأمر. وعندما اقتربا منه سمعا صوت تأوهاته وتبين أنه مريض وفى يده اليمنى كانيولا ومصاب بجرح فى الوجه ويظهر عليه آثار نزيف فى الأنف وجرح طولى فى الرأس. أسرع الضابط بالاتصال بالإسعاف محاولا إنقاذه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وأحضر المجند بطانية لحمله بها، واستمر الضابط فى المتابعة حتى حضرت سيارة الإسعاف وبها المسعف «عبد الله. م. س» 34 سنة تابع لنقطة إسعاف الكيلو 21 بطريق مصر - الإسماعيلية الصحراوى، والذى نقله إلى المستشفى لإنقاذه. أخطر النقيب بلال اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، فانتقل المقدم طه فودة رئيس مباحث النزهة إلى المستشفى، ولم يتمكن من سماع أقوال المريض لسوء حالته، وتحرر المحضر رقم 7630 لسنة 2012 جنح النزهة، وبدأت المباحث فى جمع المعلومات من أجل تحديد هوية المتهمين وأرقام سيارة الإسعاف المستخدمة فى الواقعة. ملابسات الواقعة كشفت عن وجود نية للانتقام من المريض ومحاولة قتله من قبل مجهولين، وتواصل المباحث جهودها لفك ألغاز هذه الجريمة.