شوكة فى حلق جماعته، لا هى تستطيع بلعها، ولا هى تستطيع لفظها، قدمت له كل ما يحب، فحوَّلته من تجارى يعمل فى ميناء إلى داعية ملء السمع والبصر، فكفّر الديمقراطية، ومؤسسات الدولة الرسمية، ثم قدمت له قانون العفو على طبق من ذهب، فى وقت ضاقت عليه الأرض بما رحبت، ولفظته حكومات العالم بأسره، وفتحت له جماعته صدر الوطن، فلم يبخل عليها بفتوى هدر دماء المعارضين. ظهر على «يوتيوب» ليقول: أنا أؤيد فتوى أخى المحترم القوى المجاهد الشيخ هاشم إسلام، وكان يجب على آخرين أن يقولوا هذا الكلام وأن يؤيدوه. لم يهتم الشيخ بانتقادات الساسة وشيوخ الأزهر لفتوى الشيخ هاشم إسلام التى تدعو إلى إهدار دماء متظاهرى 24 أغسطس وعلى رأسهم النائب البرلمانى السابق محمد أبوحامد والشاعرة فاطمة ناعوت، بل خرج ليكفر محمد أبوحامد الداعى لمظاهرات حل الجماعة قائلاً «يبيت الرجل مسلماً ويصبح كافراً ويبيع دينه بعرض من الدنيا»، مؤكداً أن من باع دينه يبيع شرفه وعزته، و أن «الكلب» هو من يريد أن يضرب ويهين جماعة الإخوان المسلمين. عندما أدرك غنيم حدة فعلته خرج بقوله: كلام الشيخ هاشم صحيح، ولكن من يضرب عنق هؤلاء الخوارج هو الشرطة والرئاسة وليس المواطنين هم الذين يفعلون ذلك حتى لا تصبح فتنة. وأكد أن دفاعه عن فتوى الشيخ هاشم إسلام لاقتناعه بها وليس دفاعاً عن الإخوان، مطالبا بإمهال الدكتور مرسى فرصة ليعمل فاختياره جاء بمؤيدى الإخوان، وغير مؤيديهم، يدفعه الحديث للقول بضرورة احترام الديمقراطية، معتبرا أن مساندة مشايخ الأزهر للشيخ هاشم إسلام وعدم مهاجمته من باب نصرة المسلم «انصروا أخاكم يا ناس». غنيم أُبعد من البحرين عام 2008 -بسبب موقفه من الكويت فى حرب الخليج الثالثة- إلى جنوب أفريقيا، ثم سافر إلى عدة بلدان منها إنجلترا التى أُخرج منها وتم منعه من الدخول إليها بتهمة التحريض على الإرهاب، وقد رحل إلى اليمن ثم غادرها ورحل إلى ماليزيا من غير نفى أو أى قرار ترحيل من أى جهة معينة، وهو حالياً موجود فى قطر. صدر بحقه قرار عفو رئاسى مع عدد من معتقلى الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد لينجو من حكم السجن لمدة 5 سنوات فى القضية المعروفة إعلامياً باسم قضية «التنظيم الدولى للإخوان»، إلا أنه أصر على عدم العودة إلى مصر فى الوقت الحالى وأنه أجل قرار عودته حتى تحقق الاستقرار الكامل وعودة الحياة إلى طبيعتها وفرض هيبة الدولة، مطالبا أنصاره بضرورة الاهتمام بقضية الداعية الكفيف عمر عبدالرحمن ووضعها فى أولوياتهم، وعلى الدولة تكثيف جهودها لإعادته إلى وطنه.