محافظ كفر الشيخ يُسلّم 10 عقود تقنين أراضي أملاك دولة للمستفيدين    حوار مجتمعي وحلقة نقاشية لتعزيز الزراعة الذكية ومشاركة المجتمع    حركة حماس: اختطاف الدكتور الهمص جريمة.. ونحمل الاحتلال المسؤولية عن حياته    الداخلية: ضبط سائق نقل يسير برعونة على الطريق الإقليمى.. فيديو    ضبط المتهم بقتل زوجته خنقا خلال مشاجرة بسبب خلافات أسرية فى شبين القناطر    صلاح عبد العاطي: إسرائيل تستخدم المساعدات أداة للتغيير الديموغرافي في غزة    هل النية شرط لصحة الوضوء؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    وزير الصحة يتفقد مشروعات تطوير مستشفيات الأورام والتل الكبير ومركز طب الأسرة    دراسة: الأمريكيون يحولون مدخراتهم إلى أدوات مالية ذات عائد    سعر الدولار أمام الجنيه المصري مساء اليوم الإثنين 21 يوليو 2025    بابا الفاتيكان يبحث هاتفيًا مع الرئيس الفلسطينى الوضع فى غزة    من المنصورة إلى الخشبة.. أحمد عبد الجليل يروي رحلته في ندوة تكريمه من القومي للمسرح    أبو.. من مهرجان الجونة إلى "توبة" في فرح شعبى    عماد أبو غازي يتحدث عن السياسات الثقافية في مصر بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب    بيراميدز يصل إلى ملعب مباراته الودية أمام باندرما سبور التركي    حسن شحاتة يخضع لجراحة عاجلة بعد أزمة صحية مفاجئة    ولادة نادرة لطفل شمعي بمستشفى سنورس.. والصحة: إنجاز طبي يعكس كفاءة أطقم الفيوم    صحة الدقهلية توضح حقيقة حالة الطفل المصاب إثر سقوط من علو    دارين حداد: "المداح نجح بالتعب مش بالكرامات"    الأمم المتحدة: يجب وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية    برلماني: مصر قطعت الطريق على "حسم" الإخوانية.. والأجهزة الأمنية تسطر نجاحًا جديدًا    لقطات حديثة لسد النهضة تكشف ما تخفيه إثيوبيا، البحيرة ممتلئة والأعمال مستمرة لتغطية التسرب    10 انفصالات هزت الوسط الفني في 2025 (تقرير)    لتعويض رحيل محمد إسماعيل ل الزمالك.. زد يطلب التعاقد مع مدافع المحلة    منتخب مصر للسلة يواجه إيران في بطولة بيروت الدولية الودية    محافظ المنوفية يتفقد شركة صيانة الآليات بميت خلف لمتابعة منظومة العمل.. صور    الجريدة الرسمية تنشر قرارا جديدا لرئيس الوزراء    طريقة عمل الشيش طاووق بتتبيلة لا تقاوم    "الدراسات العليا" بجامعة قناة السويس يفتح باب القبول والتسجيل لبرامجه "دبلوم - ماجستير - دكتوراه"    حدث في بنجلاديش .. سقوط 16 قتيلا جراء تحطم طائرة عسكرية سقطت بحرم مدرسة وكلية مايلستون    حزب الجبهة الوطنية يعقد مؤتمرًا حاشدًا بكفر شكر لدعم مرشحه لانتخابات الشيوخ    فريق طبي بمستشفى كفر الشيخ الجامعي ينجح في إنقاذ مريضة تعاني من ورم    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على نقل خبراتها المتراكمة في مكافحة الإرهاب لدعم القدرات النيجيرية    ما الضوابط الشرعية لكفالة طفل من دار الأيتام؟.. الإفتاء توضح    وصول الطفل ياسين مع والدته إلى محكمة جنايات دمنهور مرتديا قناع سبايدر مان    تجارة الهيروين تقود موظف للسجن المؤبد بالخانكة    الزراعة تطلق منافذ متنقلة لبيع منتجاتها للمواطنين بأسعار مخفضة فى الجيزة    النفط والضرائب والسوق السوداء.. ثلاثية الحوثيين لإدارة اقتصاد الظل    ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: حديث القرآن الكريم عن الليل والنهار شامل ودقيق لإظهار التعبير والمعنى المراد    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 39 متهما ب«خلية العملة»    الشركة الوطنية للطباعة تعلن بدء إجراءات الطرح فى البورصة المصرية    حسن الصغير رئيسًا لأكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والدعاة    أسامة الجندي يوضح حكم الأفراح في الشرع الشريف    وزير العمل: التأمين الطبي لعمال «الدليفري» من ضمن أشكال السلامة المهنية    سوداني يوجه رسالة شكر للمصريين على متن «قطار العودة»: «لن ننسى وقفتكم معنا» (فيديو)    السيطرة على حريق في مصنع زجاج بشبرا الخيمة    فات الميعاد.. أحمد مجدي: شخصية مسعد تعبتني.. وبحاول أتخلص منه لحد دلوقتي    الجامعة الألمانية تفتتح نموذجاً مصغراً للمتحف المصري الكبير في برلين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 21-7-2025 في محافظة قنا    أوكرانيا: مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في أحدث الهجمات الروسية    زعيم المعارضة الإسرائيلية: نهاجم في الشرق الأوسط حيثما نشاء دون سياسة واضحة    ناقد رياضي يكشف تطورات صفقة وسام أبو علي بعد الأزمة الأخيرة    أحمد غنيم: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم    تعرف على حالة الطقس اليوم الإثنين فى الإسماعيلية.. فيديو    "صعبة".. وكيل مصطفى شلبي يكشف تفاصيل انتقاله للبنك الأهلي    "يريد أكثر من مبابي".. سبب تعقد مفاوضات تجديد فينيسيوس وخطوة ريال مدريد القادمة    الشناوي يتحدث عن صعوبة المنافسة على الدوري.. وتأثير السوشيال ميديا    أنغام فؤاد ومنيب تتألق في صيف الأوبرا 2025 بحضور جماهيري كبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولادك يا «مرسى»!!
نشر في الوطن يوم 17 - 01 - 2014

الأدب فضّلوه على العلم، هكذا تعلمنا، لكن أبناء محمد مرسى كانوا طايحين فى البلد، منذ اليوم الأول استخدموا الفيس بوك لإهانة المعارضين، والرد عليهم بقسوة، وأحيانا بأساليب تخرج عن المعتاد، مما أثار الكثيرين ضدهم، وتناولتهم وسائل الإعلام.
وعندما قام أحد المصريين بالتعليق على حساب عمر، نجل الرئيس محمد مرسى، فى بداية عهده، رافضاً فتاوى الشيوخ الذين يكفّرون كل من يختلف معهم فى الرأى وقال لعمر «أبوك نهايته وحشة لو فضلتم تكفروا فى الناس بهذه الطريقة»، قام «عمر» بالرد عليه فوراً بالقول: «اسمه سيادة الرئيس يا بغل».
وعندما بدأت الردود الجماهيرية تتوالى من قِبل المدونين والمعلقين الذين رفضوا، بل أبدوا صدمتهم من تدوينة عمر ابن مرسى وتساءلوا: أين الثورة؟ رد عليهم بالقول: «ثورة إيه يا أبو ثورة، شكلهم مش فاكرين دعمهم للحرامى لما قاطعوا الانتخابات».
وعندما ثار الرأى العام على طريقة اختيار وتعيين عمر نجل محمد مرسى فى الشركة القابضة للمطارات دون خضوعه لنظام مسابقات التعيين، شنّ حملة على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» بالقول: «عندما تقدمت للاختبار للوظيفة، كنت أعلم أننى سأهاجَم وستنال منى الشائعات والأكاذيب، كما نالت من أبى وأسرتى منذ توليه المسئولية»، وقال: «للعلم مرتب الوظيفة ليس بالآلاف ولكنه تسعمائة جنيه شهرياً، ومع هذا اخترت ألا أكمل تقديم أوراقى لهذه الوظيفة».
ثم كتب «عمر» تدوينة أخرى قال فيها: «إن نيابة الأموال العامة قالت إن تعيين نجل الرئيس بالقابضة للمطارات تم بإجراءات سليمة، يقوم الإعلام بتاعنا يقول وبصوت واحد: «وأنا عاملة نفسى نايمة»، على الرغم من اختلاقهم قضية رأى عام بخصوص عقد عملى المؤقت واستغراقهم فى الكذب والافتراء»، وقال: «نجيب ساويرس سارق من قوت الغلابة 16 مليار جنيه يقوم رجال إعلامه بالتكتم على فضيحته اللى بقت بجلاجل وتلاقى «تعيسة الحديدى» (يقصد الإعلامية القديرة لميس الحديدى) بتاعت «حملة جمال رئيس» تدافع عنه، لا وتصفه بحامى مدنية الدولة المصرية، وتلاقى موظف «الأون تى فى» اللى نجيب مشربو شاى بالياسمين لحد ما بقى بكرش (يقصد الإعلامى جابر القرموطى)، ومن هم على شاكلتهم يتكتمون عليه، تعرف إن ديل الكلب عمره ما بيتعدل أبداً.. بجد شوية خرفان، ربنا ينتقم من سحرة فرعون اللى مضيعين البلد وجزاؤهم فى الدنيا والآخرة لهم عذاب أليم بإذن الله».
ساعتها انتفض الكثير من الصحفيين يعلنون رفضهم وإدانتهم لأسلوب ولغة نجل مرسى التى يوجه فيها الاتهامات إلى كل من يختلف معهم بطريقة تفتقد التربية وتتعدى على كل المحرمات.
وفى 10 أغسطس 2012، ورداً على تطاولات نجل مرسى أحمد كتبتُ شخصياً فى حسابى على «تويتر» وقلت: «عيب يا ولد، احترم كلامك، وكُفّ عن الإهانات، وتكلم بأدب عن الناس وكُفّ عن التدخل فى شئون الحكم». وقلت: «مصر ليست عزبة، وقبل أن تتكلم على الشرفاء المصريين، راجع التاريخ، دعنى أسألك: لماذا لم نسمع لك رداً على ما نشرته جريدة «الفجر» عن عبثك وزملائك فى القصور الرئاسية؟ اتعظ من مسيرة جمال مبارك وأمثاله وتوقف عن الإساءة للآخرين، ولا تستقوِ بوالدك ولا بجنسيتك الأمريكية».
وكان عمر، نجل مرسى، قد هددنى فى هذا الوقت بقطع لسانى وراح يهددنى بشكل مباشر، مما دفعنى إلى القول: «ما رأيكم عندما هدد ابن محمد مرسى بقطع لسانى وآخرين لأننا نعارض سياسات والده؟! وما رأيكم فى تهديداته لنا، وإنذاراته للمتظاهرين عند القصر والمنصة والاستعانة بالميليشيات؟». كان الكثيرون يتوقعون أن يتدخل الرئيس، وأن يُلزم ابنه بالتوقف عن هذا الهذيان، وأن يعتذر للإعلاميين والمصريين عما نالهم من تطاولات نجله، لكنه لم يفعل، بل بدا وكأنه يشجعه على ذلك. لم يكن أحمد، نجل مرسى، يقل «بجاحة» عن شقيقه عمر، لقد كتب فى بداية عهد والده يطلب منه الإسراع بتشكيل حكومة جديدة، وفور الإعلان عن وزارة هشام قنديل قال: «إن مرسى يواجه العسكر ورجاله، والفلول وملياراتهم والإعلام وفساده».
وكتبت شيماء، نجلة محمد مرسى وزوجة نجل أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى، على موقعها تقول: «أبى عندما كان يتحدث لكبار رجال الجيش والشرطة كانوا «سيتبولون» على أنفسهم من شدة الخوف والرهبة، لأن أبى زعيم وعالم وفى منزلة الأنبياء والصحابة».
■ ■ ■
لقد كتب أنجال مرسى مئات التدوينات خلال فترة حكم والدهم يسبون فيها المعارضين والإعلاميين بطريقة تخرج على كل حدود الأدب واللياقة.
وعندما تعرض رجل الأعمال سميح ساويرس -رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للإنشاءات- إلى أزمة مع الحكومة، بسبب مطالبة الحكومة له بدفع 14 مليار جنيه قيمة الضرائب الخاصة ببيعه للمصرية للأسمنت التى يمتلكها وآخرون إلى شركة «لافارج الفرنسية» بقيمة 72 مليار جنيه، قام أحمد نجل محمد مرسى بزيارة سميح ساويرس بمكتبه بمركز التجارة العالمى فى القاهرة وعرض عليه تسوية الضرائب مقابل خمسة مليارات جنيه يحصل عليها لينتهى الأمر برمته، ساعتها قام سميح ساويرس وانسحب من اللقاء، وأرسل عامل الفراشة بالمكتب ليجلس معه، يقول له: «سميح بك بيقول لك الزيارة انتهت».
وفى مساء الأربعاء 27 فبراير 2013 حدثت مشكلة بين عبدالله، نجل محمد مرسى، وبين أحد ضباط الشرطة المكلفين بحراسة منزل والده بالزقازيق بالشرقية ويدعى الملازم أحمد حمدى.. كان عبدالله عائداً برفقة أحد زملائه فى وقت متأخر من هذا المساء، وكانا يركبان سيارة B.M.W يقودها عبدالله بنفسه.
كان الأمن قد فرض إجراءات مشددة حول منزل «مرسى» فى هذا الوقت، وتم وضع حواجز حديدية فى الطريق إلى المنزل لوقف أى سيارات قادمة، طلب «عبدالله» من الضابط المسئول إزالة الحواجز فوراً، لم يتعرف الضابط على هوية هذا الشخص الذى يُصدر إليه التعليمات بطريقة عصبية وعنيفة، فسأله عن بطاقته.
ساعتها انفجر نجل مرسى فى وجه الملازم أحمد حمدى وقال له بلهجة حادة وصوت عالٍ: «انت مش عارف أنا مين، أنا هاقلّعك بدلتك الميرى وهاقعّدك جنب أمك».
كانت العبارات قاسية، شعر الضابط بالإهانة الشديدة، كتم غيظه عندما عرف أن مَن يتطاول عليه هو نجل الرئيس مرسى، ورد عليه بكلمات مؤدبة قال: «أنا لا أقبل الإهانة ولن أسكت عليها».
نظر إليه نجل مرسى من فوق لتحت، وقال له بكل صلافة وغرور: «أعلى ما فى خيلك اركبه، أنا اللى حأدبك وحاوريك انت مين».
عندما نشرت العديد من مواقع التواصل الاجتماعى تفاصيل ما جرى فى هذه الليلة، بدأت الفضائيات تعلق على الحادث، وساعتها صدرت التعليمات إلى مدير أمن الشرقية باحتواء الموقف وإنهاء الأزمة مع الملازم أحمد حمدى ومنعه من تقديم شكوى إلى النيابة العامة.
وبالفعل التقى مدير أمن الشرقية بالضابط أحمد حمدى فى وقت مبكر من صباح يوم الخميس، واستمع إلى شكواه ووعده بتصعيد الأمر إلى وزير الداخلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك. كان الضابط مُصرّاً على تقديم شكوى، جرت محاولات لأن يقوم «عبدالله» بالاعتذار له لينتهى الأمر عند هذا الحد، إلا أن «عبدالله» رفض الاعتذار، فقام شقيقه أسامة بالاتصال بالضابط مبدياً اعتذاره عما بدر من شقيقه الأصغر، وطالبه بقبول هذا الاعتذار وإنهاء الأمر عند هذا الحد. وعندما سأله الضابط: ولماذا لا يعتذر «عبدالله» بنفسه؟ رد عليه «أسامة» بالقول: «خلاص أنا اتكلمت وانتهى الموضوع»، رفض الضابط هذا الاعتذار، وقال ل«أسامة»: لازم «عبدالله» يعتذر بنفسه.
لم يهتم «أسامة» بهذا الكلام كثيراً، أغلق سماعة الهاتف وهو على يقين أن المسألة انتهت عند هذا الحد، لم يقل له إن «عبدالله» رفض الاعتذار، لكن الضابط أدرك ذلك عن يقين، ولذلك لم يقبل هذا الاعتذار. عندما خرج الملازم أحمد حمدى من مديرية الأمن كان على ثقة من أن زملاءه لن يتركوه وحيداً، وبالفعل وجد العشرات من الضباط والجنود فى انتظاره، ليؤكدوا له تضامنهم معه حتى يحصل على حقه كاملاً.
فى هذا اليوم راحت العديد من وسائل الإعلام المختلفة والفضائيات تروى تفاصيل ما حدث، عمّ الاستياء الشارع المصرى، ظن البعض أن الرئيس حتماً سوف يتصل بضابط الشرطة، إلا أنهم فوجئوا بالرئيس فى اليوم التالى (الجمعة 1 مارس 2013) يصطحب معه نجله عبدالله فى أداء صلاة الجمعة، وأصدر تعليماته لمسئولى الإعلام بإظهار نجله إلى جواره فى وسائل الإعلام، وكأنه بذلك يتحدى الجميع.
لقد أعاد هذا المشهد إلى الأذهان الحادث الذى وقع فى شهر سبتمبر 2011 فقد حدثت فى هذا الوقت واقعة أخرى جرت أحداثها فى ميدان سفنكس بمدينة الزقازيق، حيث كان نجلا محمد مرسى «أحمد وعمر» يستقلان السيارة رقم (873.س.ط.ص)، وحدثت مشادة بين نجلى مرسى والعسكرى سيد السباعى الذى كان يتولى قيادة «ونش المرور» وإلى جواره النقيب محمد عبدالله فؤاد. وفوجئ الضابط بأحمد نجل مرسى يسب الجندى سيد السباعى ويقول «امشى عدل يا حمار»، فنزل الضابط من الونش وقام بتوجيه العتاب إليهما على استخدامهما هذه الألفاظ ضد العسكرى. ساعتها قال نجل مرسى للضابط «وانت إيه اللى دخّلك، انت مش عارف إحنا ولاد مين؟!». كان محمد مرسى فى هذا الوقت رئيساً لحزب الحرية والعدالة، ولم يكن قد وصل بعدُ إلى منصب رئيس الجمهورية. وأمام الإهانات التى وجهها نجلا مرسى للضابط والعسكرى نشبت مشادة قام نجلا مرسى على أثرها بالاعتداء على الضابط، غير أن الأهالى تدخلوا وحاولوا الاعتداء على نجلى مرسى لولا تدخل الضابط الذى أنقذهما من بين أيدى المواطنين.
فى هذا الوقت أدلى محمد مرسى بتصريحات صحفية قال فيها إن الحادث هو حادث مرورى عارض ولا يتعلق بأبنائه، وعندما قيل له: ولكن نجليك سبا الضابط والجندى، قال مرسى: «ليس من طبعنا ولا أخلاقنا أن نقول هذا ولا نستخدم هذه الطريقة التى كنا نستنكرها على أى أحد يستخدمها، وما زلنا نستنكرها، وليس من طباعنا التكبر أو التعالى».
والغريب فى الأمر أن د.فريد إسماعيل رئيس حزب الحرية والعدالة بالشرقية راح يروى رواية مغايرة فى هذا الوقت عندما قال: «اعترض أحد ضباط المرور بالشرقية ويدعى محمد عبدالله فؤاد، سيارة الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة مساء الجمعة أمام ديوان عام محافظة الشرقية والتى كان يستقلها نجلاه أحمد وعمر ووالدتهما، وكان د.محمد مرسى غير موجود بالسيارة».
وتابع القول: «حدثت بعض المناقشات والتلاسنات الحادة تطورت إلى أن قام الضابط بسب وقذف نجلى الدكتور مرسى وسب آبائهم، مما أدى إلى حدوث تصعيد حاد فى النقاش بين الطرفين، قام على أثره الضابط بالاعتداء على نجلى الدكتور مرسى».
أما أحمد، نجل مرسى، فهو يروى الرواية بشكل مختلف، ومناقض لكافة أقوال شهود العيان، ولمضمون التحقيقات التى تم إجراؤها فيقول فى موقعه على «الفيس بوك»: لم يسألنا أحد عن حقيقة ما حدث، بل استمرت الميديا فى أسلوبها القذر فى تصفية الحسابات السياسية عن طريق الكذب والافتراء، والعجيب فى هذا الخبر اعتماد الميديا على أقوال زبانية الداخلية لا لشىء إلا لمجرد التجريح وتصفية الحسابات، وإن ما حدث هو كالآتى: «كنت فى السيارة أنا وشقيقى وشقيقتى ووالدتى، كنت أقود السيارة عائداً على الكورنيش بالزقازيق، اعترض طريقى ضابط المرور وسائقه فى ونش خاص بالمرور من طريق جانبى بصورة مفاجئة، عاتبت السائق على قطع الطريق بصورة غير قاسية، وخصوصاً أنه سائق بالمرور».
وقال أحمد، نجل مرسى: أفراد المرور لم يوافقوا على عتابى لهم، فاعترض السائق سيارتى، وقام بالتخبيط عليها، وأجبرنى على الوقوف قبل كوبرى المحافظة، فامتثلت له أيضاً، وفوجئت به بدلاً من أن يسألنى عن الرخص وأوراق السيارة، قام بسبى بأبشع الألفاظ البذيئة والخاصة بشرف والدتى وهى معى فى السيارة.
طلبت منه ألا يتلفظ بمثل هذا، خصوصاً أن والدتى معى وأن البلد أصبح بها قانون وتغير الوضع بعد الثورة فما كان منه إلا أن قال لى: «بلد قانون ايه يا روح أمك، قانون الطوارئ راجع تانى يا أولاد...». ويكمل أحمد نجل محمد مرسى كلامه: «عندما انفعل أخى الصغير، وسأله بكل أدب ألا يقوم بسبنا بمثل هذه الطريقة أمام والدتنا من باب الشهامة وحسن الأدب، فما كان منه إلا أن اعتدى بالضرب على عمر وأحدث به إصابات بالوجه والرأس».
ويكمل ويقول: «وهنا طلبت من الضابط أن نذهب إلى إدارة المرور لإثبات الواقعة، وأننى لن أمرر ما حدث فى الشارع، فقامت قوة من المرور بنقلنا من إدارة المرور إلى قسم أول الزقازيق، وهنا بدأت المهازل تتوالى، فتم إيداعى وأخى فى الحجز وعُمل لنا محضر تعدٍّ على الضابط وعدم موافقة ضباط القسم على عمل محضر باسمنا نشتكى فيه الضابط، بل رفض تقديم المعونة الطبية لأخى المصاب بقطع فى فروة رأسه وإجبارى وأخى على التوقيع على المحضر بدون أن نقرأه».
ثم راح أحمد محمد مرسى يتجنى بالقول: قامت مجموعة من الضباط الملكيين بتهديدنا وقالوا «انتم يا بتوع الحرية والعدالة هنقتلكم، هنأدبكم، هنخلص عليكم قبل الانتخابات».
ويقول: عند حضور والدى إلى قسم أول الزقازيق زارنا وقال لأخى بالحرف الواحد أمام جميع ضباط القسم «إن كان لكم حق ستسامحون فيه، وإن كان للضابط سيأخذه بالقانون».
وقال: «فى الصباح الباكر تم عرضنا على النيابة وبعد التحقيقات بدأت الحقائق تظهر، وهى تضارب شهادة الشهود المفبركة وعدم تطابق أقوال السائق وضابطه، وهنا طلب محامى الضابط الصلح لضعف موقف الضابط القانونى.
فى البداية رفضت وأصررت على أن يتم تحويل الموضوع للقضاء، ولكنى فوجئت بوالدى يحدثنا على تليفون أحد المحامين ويأمرنى بالصلح لأنه ظهر للجميع أننا أصحاب الحق وأصحاب المظلمة.
وأثناء إحدى المظاهرات التى كانت تزحف إلى منزل محمد مرسى فى الشرقية معترضة على سياساته خرج «عمر» إلى بلكونة منزل الأسرة وأشار للمتظاهرين بإصبعه بطريقة أثارت المتظاهرين، ثم راح بعدها يمسك بميكروفون ويطلب من الضباط والجنود تأديب المتظاهرين واستخدام الأسلحة الثقيلة فى مواجهتهم.
وعندما أثيرت قضية حصول نجلى محمد مرسى، أحمد وشيماء، على الجنسية الأمريكية، ولم يستجب للمطالب المتعددة التى طالبته بالتدخل لإقناع نجليه بالتخلى عن الجنسية الأمريكية خاصة بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية، مما اضطر العديد من المحامين إلى رفع قضية ضد نجلى مرسى. وأما عن تجاوزات أبناء مرسى فى القصور الرئاسية فحدث ولا حرج، لقد قسّموها فيما بينهم، بل إنه فى شهر أغسطس من عام 2012 قام أحد أبناء مرسى مصطحباً معه ثمانية من أصدقائه المقربين بالإقامة فى القصور الرئاسية فى الإسكندرية (المنتزه) وغيرها، حيث قضوا هناك خمسة أيام، جاءوا بسيارات الرئاسة ومعهم العديد من الحرس. ووفقاً لما نشره العديد من الصحف فى هذا الوقت فقد كلفوا الدولة قيمة وجبات وولائم الإفطار والسحور وغيرها ما قيمته نحو 157 ألف جنيه دُفعت من أموال الدولة.
وعندما سقط نظام الحكم، لم يصدقوا، وراحوا يوجهون سبابهم إلى الجيش وإلى الفريق السيسى وإلى عموم المصريين.
ولذلك وضعهم المصريون فى موضع المقارنة مع أبناء القادة والرؤساء السابقين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.