«التنظيم والإدارة» يعلن عن مسابقة لشغل 11693 وظيفة معلم مساعد رياضيات    البابا تواضروس الثاني يهنئ رئيس مجلس الشيوخ بعيد الأضحى المبارك    البابا تواضروس الثاني يهنئ فضيلة الإمام الأكبر بعيد الأضحى المبارك    البابا تواضروس يهنئ رئيس الوزراء بعيد الأضحى المبارك    أول تحرك من «الطفولة والأمومة» بعد تداول فيديو لخطبة طفلين على «السوشيال»    تحويلات المصريين بالخارج تقفز إلى 26.4 مليار دولار خلال 9 أشهر    وزارة الإسكان تشكل لجنة لإعداد كود للمنشآت الصناعية والتخزينية للحماية من الحريق    ارتفاع معدل التضخم السنوي في مصر إلى 16.5% خلال مايو    هل يكفي إنتاج مصر من اللحوم لسد احتياجاتنا؟.. الحكومة تجيب    إيلون ماسك يهاجم مشروع قانون ترامب للضرائب والإنفاق: "عمل مقزز"    بالفيديو.. القاهرة الإخبارية: أماكن توزيع المساعدات تتحول إلى كمائن لقتل الفلسطينيين    تقارير: مانشستر سيتي يتوصل لاتفاق مع ريان شرقي    كأس العالم للأندية - في الجول يكشف القائمة الأقرب ل الأهلي للسفر إلى أمريكا    ضبط 4 متهمين بحيازة 24 كيلو مخدرات في دمياط    حار نهارا.. الأرصاد تكشف عن طقس غد الخميس وقفة عيد الأضحى المبارك    مصدر بثقافة الأقصر ينفي القبض على صاحب الشركة المنفذة لترميم قصر الطفل    محافظ الشرقية: انتهاء إصلاح كسر خط مياه الشرب الرئيسي أمام كوبري تل حوين في الزقازيق    «توفت بشموخ وكبرياء».. ناقدة فنية تنعى سميحة أيوب    الصحة تعقد اجتماعا مع مستشفى جوستاف روسي (هرمل السلام سابقا) لتيسير الخدمات العلاجية للمرضى    بالأسماء.. 58 مركزًا لإجراء فحوصات المقبلين على الزواج في عيد الأضحى    28 فرصة و12 معيارًا.. تفاصيل منظومة الحوافز الاستثمارية للقطاع الصحي    مسابقة لشغل 9354 وظيفة معلم مساعد مادة «اللغة الإنجليزية»    «جبران»: قانون العمل الجديد يرسخ ثقافة الحقوق والحريات النقابية    يديعوت أحرنوت: حماس تعيد صياغة ردها على مقترح ويتكوف.. وأمريكا تتوقع إعلانا بحلول عيد الأضحى    تحرير 911 مخالفة للممتنعين عن تركيب الملصق الإلكتروني    برنامج تدريبي لصغار المربين بالمحافظات للتوعية بأمراض الدواجن والطيور    في ذكرى ميلاده.. محمود عبد العزيز من بائع صحف إلى أحد عمالقة التمثيل    القومي لثقافة الطفل يحتفل بعيد الأضحى المبارك    سيد رجب يشارك في بطولة مسلسل «ابن النادي» إلى جانب أحمد فهمي    أفضل الأدعية في يوم التروية    محافظ أسيوط يفتتح معرض اليوم الواحد لتوفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة    «مباشرة لا عن طريق الملحق».. حسابات تأهل العراق ل كأس العالم 2026    محافظ المنوفية يوزع مساعدات مالية ومواد غذائية على 40 حالة إنسانية    محافظ أسيوط يشارك أطفال معهد الأورام فرحتهم بقرب حلول عيد الأضحى    الجباس: بيراميدز بطل الدوري هذا الموسم.. ومواجهة الزمالك أصعب من صن داونز    أحكام الحج (12).. علي جمعة يوضح أعمال أول أيام التشريق    فرصة للترقية.. حظ برج العذراء في شهر يونيو 2025    أنشطة ثقافية ومسرح وسينما فعاليات مجانية لوزارة الثقافة فى العيد    خالد سليم يشارك جمهوره صورًا تجمعه بعمرو دياب وعدد من النجوم    تذاكر مجانية ومقاعد مخصصة.. تعرف على تسهيلات السكة الحديد لكبار السن 2025    أيام الرحمة والمغفرة.. ننشر نص خطبة الجمعة المقبلة    «اللهم املأ أَيامنا فرحًا ونصرًا وعزة».. نص خطبة عيد الأَضحى المبارك 1446 ه    تكبيرات عيد الأضحى 2025.. تعرف على حكم التكبير فى العيدين بصيغة الصلاة على النبى    رئيس جامعة القاهرة يتفقد الامتحانات بكليات الاقتصاد والعلوم السياسية والآداب والإعلام    مصرع شخص وإصابة 21 شخصا في حادثين بالمنيا    اليوم.. توقف عمل آلية المساعدات الإنسانية في غزة والمدعومة من واشنطن    دولة أفريقية تقرر ذبح الفيلة وتوزع لحومها للاستهلاك البشري.. ما القصة؟    زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب جزيرة سيرام الإندونيسية    أحمد الصالح: على الزمالك مهاجمة بيراميدز منذ بداية مباراة كأس مصر    زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50% تدخل حيز التنفيذ    موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 في الجيزة ترم ثاني    كامل الوزير: انتقال زيزو للأهلي احتراف .. وهذا ما يحتاجه الزمالك في الوقت الحالي    وزير خارجية إيران: تخصيب اليورانيوم داخل أراضينا هو خطنا الأحمر    رشوان توفيق عن الراحلة سميحة أيوب: «مسابتنيش في حلوة ولا مرة»    ظهور وزير الرياضة في عزاء والدة عمرو الجنايني عضو لجنة التخطيط بالزمالك (صور)    «شعار ذهبي».. تقارير تكشف مفاجأة ل بطل كأس العالم للأندية 2025    «الإفتاء» تنشر صيغة دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى    "چبتو فارما" تستقبل وزير خارجية بنين لتعزيز التعاون الدوائي الإفريقي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرسي في القصر.. ولادك يا مرسي!!
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 13 - 01 - 2014

نجله أحمد ذهب إلي سميح ساويرس ليبتزه في مكتبه، إلا أنه فوجئ بطرده
نجله عبد الله يهدد ضابط شرطة ويقول: 'أنا هقلعك البدلة الميري واقعدك جنب أمك'!!
قاموس أبناء مرسي في التعامل مع الآخرين: شتائم وإهانات، وأنت موش عارف أنا ابن مين؟!
استباحوا القصور الرئاسية وخرجوا علي القواعد.. ومرسي لم يقل لهم عيب
الأدب فضّلوه علي العلم، هكذا تعلمنا، لكن أبناء محمد مرسي، كانوا طايحين في البلد، منذ اليوم الأول استخدموا الفيس بوك لإهانة المعارضين، والرد عليهم بقسوة، وأحيانا بأساليب تخرج عن المعتاد، مما أثار الكثيرين ضدهم، وتناولتهم وسائل الإعلام.
وعندما قام أحد المصريين بالتعليق علي حساب عمر نجل الرئيس محمد مرسي في بداية عهده رافضًا فتاوي الشيوخ الذين يكفّرون كل من يختلف معهم في الرأي وقال لعمر 'أبوك نهايته وحشة لو فضلتم تكفروا في الناس بهذه الطريقة' قام عمر بالرد عليه فورًا بالقول: 'اسمه سيادة الرئيس يا بغل'.
وعندما بدأت الردود الجماهيرية تتوالي من قِبل المدونين والمعلقين الذين رفضوا، بل أبدوا صدمتهم من تدوينة عمر ابن مرسي وتساءلوا: أين الثورة؟ رد عليهم بالقول: 'ثورة إيه يا أبو ثورة، شكلهم مش فاكرين دعمهم للحرامي لما قاطعوا الانتخابات'.
وعندما ثار الرأي العام علي طريقة اختيار وتعيين عمر نجل محمد مرسي في الشركة القابضة للمطارات دون خضوعه لنظام مسابقات التعيين، شنّ حملة علي موقع التواصل الاجتماعي 'الفيس بوك' بالقول: 'عندما تقدمت للاختبار للوظيفة، كنت أعلم أنني سأهاجَم وستنال مني الشائعات والأكاذيب، كما نالت من أبي وأسرتي منذ توليه المسئولية'، وقال: 'للعلم مرتب الوظيفة ليس بالآلاف ولكنه تسعمائة جنيه شهريًا، ومع هذا اخترت ألا أكمل تقديم أوراقي لهذه الوظيفة'.
ثم كتب عمر تدوينة أخري قال فيها: 'إن نيابة الأموال العامة قالت إن تعيين نجل الرئيس بالقابضة للمطارات تم بإجراءات سليمة، يقوم الإعلام بتاعنا يقول وبصوت واحد: 'وأنا عاملة نفسي نايمة'، علي الرغم من اختلاقهم قضية رأي عام بخصوص عقد عملي المؤقت واستغراقهم في الكذب والافتراء، وقال: 'نجيب ساويرس سارق من قوت الغلابة 16 مليار جنيه يقوم رجال إعلامه بالتكتم علي فضيحته اللي بقت بجلاجل وتلاقي 'تعيسة الحديدي' يقصد الإعلامية القديرة لميس الحديدي بتاعت 'حملة جمال رئيس' تدافع عنه لا وتصفه بحامي مدنية الدولة المصرية وتلاقي موظف 'الأون تي في' اللي نجيب مشربوا شاي بالياسمين لحد ما بقي بكرش 'يقصد الإعلامي والكاتب إبراهيم عيسي'، ومن هم علي شاكلتهم يتكتمون عليه، تعرف إن ديل الكلب عمره ما بيتعدل أبدًا.. بجد شوية خرفان، ربنا ينتقم من سحرة فرعون اللي مضيعين البلد وجزاؤهم في الدنيا والآخرة لهم عذاب أليم بإذن الله'.
ساعتها انتفض الكثير من الصحفيين يعلنون رفضهم وإدانتهم لأسلوب ولغة نجل مرسي التي يوجه فيها الاتهامات إلي كل من يختلف معهم بطريقة تفتقد التربية وتتعدي علي كل المحرمات.
لقد رد الكاتب الصحفي حلمي النمنم علي هذه التدوينة الخارجة علي كل حدود الأدب بالقول: 'إن ما بدر من نجل الرئيس إنما يدل علي عدم التربية'، وقال: 'لم نسمع أن ابن رئيس ابتداء من أبناء السيدة تحية عبد الناصر زوجة جمال عبد الناصر أو السيدة جيهان زوجة السادات أن قام أي منهم بسب أي شخص وهذا له مدلول واحد: إنهم عرفوا يربوا، وقال 'رغم تحفظنا علي النظام السابق ومبارك وأبنائه إلا أن جمال أو علاء لم يخرجا بأي تصريح يقلل من احترام أي شخص حتي وإن كان معارضًا للنظام'.
وفي 10 أغسطس 2012، وردًا علي تطاولات نجل مرسي أحمد كتبتُ شخصيًا في حسابي علي تويتر وقلت: 'عيب يا ولد، احترم كلامك، وكُفّ عن الإهانات، وتكلم بأدب عن الناس وكُفّ عن التدخل في شئون الحكم'.
وقلت: 'مصر ليست عزبة، وقبل أن تتكلم علي الشرفاء المصريين، راجع التاريخ، دعني أسألك: لماذا لم نسمع لك ردًا علي ما نشرته جريدة الفجر عن عبثك وزملائك في القصور الرئاسية؟ اتعظ من مسيرة جمال مبارك وأمثاله وتوقف عن الإساءة للآخرين، ولا تستقوي بوالدك ولا بجنسيتك الأمريكية'.
وكان عمر نجل مرسي قد هددني في هذا الوقت بقطع لساني وراح يهددني بشكل مباشر، مما دفعني إلي القول: 'ما رأيكم عندما هدد ابن محمد مرسي بقطع لساني وآخرين لأننا نعارض سياسات والده؟! وما رأيكم في تهديداته لنا، وإنذاراته للمتظاهرين عند القصر والمنصة والاستعانة بالميليشيات'؟.
كان الكثيرون يتوقعون أن يتدخل الرئيس، وأن يُلزم ابنه بالتوقف عن هذا الهذيان، وأن يعتذر للإعلاميين والمصريين عما نالهم من تطاولات نجله، لكنه لم يفعل، بل بدا وكأنه يشجعه علي ذلك.
لم يكن أحمد نجل مرسي يقل 'بجاحة' عن شقيقه عمر، لقد كتب في بداية عهد والده يطلب منه الإسراع بتشكيل حكومة جديدة، وفور الإعلان عن وزارة هشام قنديل قال: 'إن مرسي يواجه العسكر ورجاله، والفلول وملياراته والإعلام وفساده'.
وكتبت شيماء نجلة محمد مرسي وزوجة نجل أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري علي موقعها تقول: 'أبي عندما كان يتحدث لكبار رجال الجيش والشرطة كانوا 'سيتبولون' علي أنفسهم من شدة الخوف والرهبة، لأن أبي زعيم وعالم وفي منزلة الأنبياء والصحابة'.
أظن أن الأمر هنا لا يحتاج إلي تعليق!!
***
لقد كتب أنجال مرسي مئات التدوينات خلال فترة حكم والدهم يسبون فيها المعارضين والإعلاميين بطريقة تخرج علي كل حدود الأدب واللياقة، إلا أننا لم نسمع ولو مرة واحدة أن الرئيس وبخّهم علي ما يقومون به من سباب ضد الآخرين بطريقة تثير الاستفزاز والغثيان!!
وعندما تعرض رجل الأعمال سميح ساويرس -رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للإنشاءات- إلي أزمة مع الحكومة، بسبب مطالبة الحكومة له بدفع 14 مليار جنيه قيمة الضرائب الخاصة ببيعه للمصرية للأسمنت التي يمتلكها وآخرون إلي شركة 'لافارج الفرنسية' بقيمة 72 مليار جنيه، قام أحمد نجل محمد مرسي بزيارة سميح ساويرس بمكتبه بمركز التجارة العالمي في القاهرة وعرض عليه تسوية الضرائب مقابل خمسة مليارات جنيه يحصل عليها لينتهي الأمر برمته، ساعتها قام سميح ساويرس وانسحب من اللقاء، وأرسل عامل الفراشة بالمكتب ليجلس معه، يقول له: 'سميح بك بيقول لك الزيارة انتهت'.
وفي مساء الأربعاء 27 فبراير 2013 حدثت مشكلة بين عبد الله نجل محمد مرسي وبين أحد ضباط الشرطة المكلفين بحراسة منزل والده بالزقازيق بالشرقية ويدعي الملازم أحمد حمدي.. كان عبد الله عائدًا برفقة أحد زملائه في وقت متأخر من هذا المساء، وكانا يركبان سيارة B.M.W يقودها عبد الله بنفسه.
كان الأمن قد فرض إجراءات مشددة حول منزل مرسي في هذا الوقت، وتم وضع حواجز حديدية في الطريق إلي المنزل لوقف أي سيارات قادمة، طلب عبد الله من الضابط المسئول إزالة الحواجز فورًا، لم يتعرف الضابط علي هوية هذا الشخص الذي يُصدر إليه التعليمات بطريقة عصبية وعنيفة، فسأله عن بطاقته.
ساعتها انفجر نجل مرسي في وجه الملازم أحمد حمدي وقال له بلهجة حادة وصوت عالٍ: 'انت موش عارف أنا مين، أنا هقلّعك بدلتك الميري وهقعّدك جنب أمك'.
كانت العبارات قاسية، شعر الضابط بالإهانة الشديدة، كتم غيظه عندما عرف أن مَن يتطاول عليه هو نجل الرئيس مرسي، ورد عليه بكلمات مؤدبة قال: 'أنا لا أقبل الإهانة ولن أسكت عليها'.
نظر إليه نجل مرسي من فوق لتحت، وقال له بكل صلافة وغرور: 'أعلي ما في خيلك اركبه، أنا اللي حأدبك وحوريك انت مين'.
عندما نشرت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل ما جري في هذه الليلة، بدأت القضائيات تعلق علي الحادث، وساعتها صدرت التعليمات إلي مدير أمن الشرقية باحتواء الموقف وإنهاء الأزمة مع الملازم أحمد حمدي ومنعه من تقديم شكوي إلي النيابة العامة.
وبالفعل التقي مدير أمن الشرقية بالضابط أحمد حمدي في وقت مبكر من صباح يوم الخميس، واستمع إلي شكواه ووعده بتصعيد الأمر إلي وزير الداخلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك.
كان الضابط مصرًّا علي تقديم شكوي، جرت محاولات لأن يقوم عبد الله بالاعتذار له لينتهي الأمر عند هذا الحد، إلا أن عبد الله رفض الاعتذار، فقام شقيقه أسامة بالاتصال بالضابط مبديًا اعتذاره عما بدر من شقيقه الأصغر، وطالبه بقبول هذا الاعتذار وإنهاء الأمر عند هذا الحد.
وعندما سأله الضابط: ولماذا لا يعتذر عبد الله بنفسه؟ رد عليه أسامة بالقول: 'خلاص أنا اتكلمت وانتهي الموضوع'، رفض الضابط هذا الاعتذار، وقال لأسامة: لازم عبد الله يعتذر بنفسه، والرئيس لم يتصل بي ولو لمجرد تطييب الخاطر بسبب ما بدر من ابنه.
لم يهتم أسامة بهذا الكلام كثيرًا، أغلق سماعة الهاتف وهو علي يقين أن المسألة انتهت عند هذا الحد، لم يقل له إن عبد الله رفض الاعتذار، لكن الضابط أدرك ذلك عن يقين، ولذلك لم يقبل هذا الاعتذار.
عندما خرج الملازم أحمد حمدي من مديرية الأمن كان علي ثقة أن زملاءه لن يتركوه وحيدًا، وبالفعل وجد العشرات من الضباط والجنود في انتظاره، ليؤكدوا له تضامنهم معه حتي يحصل علي حقه كاملًا.
في هذا اليوم راحت العديد من وسائل الإعلام المختلفة والفضائيات تروي تفاصيل ما حدث، عمّ الاستياء الشارع المصري، ظن البعض أن الرئيس حتمًا سوف يتصل بضابط الشرطة، إلا أنهم فوجئوا بالرئيس في اليوم التالي الجمعة 1 مارس 2013 يصطحب معه نجله عبد الله في أداء صلاة الجمعة، وأصدر تعليماته لمسئولي الإعلام بإظهار نجله إلي جواره في وسائل الإعلام، وكأنه بذلك يتحدي الجميع، وينصر نجله علي حساب ضابط شرطة تلقي الإهانة منه دون ذنب أو جريرة.
لقد أعاد هذا المشهد إلي الأذهان الحادث الذي وقع في شهر سبتمبر 2011 فقد حدثت في هذا الوقت واقعة أخري جرت أحداثها في ميدان سفنكس بمدينة الزقازيق، حيث كان نجلا محمد مرسي أحمد وعمر يستقلان السيارة رقم '873.س.ط.ص'، وحدثت مشادة بين نجلي مرسي والعسكري سيد السباعي الذي كان يتولي قيادة 'ونش المرور' وإلي جواره النقيب محمد عبد الله فؤاد.
وفوجئ الضابط بأحمد نجل مرسي يسب الجندي سيد السباعي ويقول 'امشي عدل ياحمار'، فنزل الضابط من الونش وقام بتوجيه العتاب إليهما علي استخدامهما هذه الألفاظ ضد العسكري.
ساعتها قال نجل مرسي للضابط 'وانت ايه اللي دخّلك، انت موش عارف احنا ولاد مين'؟!
كان محمد مرسي في هذا الوقت رئيسًا لحزب الحرية والعدالة، ولم يكن قد وصل بعدُ إلي منصب رئيس الجمهورية.
وأمام الإهانات التي وجهها نجلا مرسي للضابط والعسكري نشبت مشادة قام نجلا مرسي علي أثرها بالاعتداء علي الضابط، إلا أن الأهالي تدخلوا وحاولوا الاعتداء علي نجلي مرسي لولا تدخل الضابط الذي أنقذهما من بين أيدي المواطنين، ثم تحرر محضر الشرطة رقم 9899 جنح قسم أول الزقازيق وتم حبسهما بقرار من النيابة علي ذمة القضية.
في هذا الوقت أدلي محمد مرسي بتصريحات صحفية قال فيها 'إن الحادث هو حادث مروري عارض ولا يتعلق بأبنائه، وعندما قيل له: ولكن نجليك سبا الضابط والجندي، قال مرسي: 'ليس من طبعنا ولا أخلاقنا أن نقول هذا ولا نستخدم هذه الطريقة التي كنا نستنكرها علي أي أحد يستخدمها، ومازلنا نستنكرها، وليس من طباعنا التكبر أو التعالي، وأن الحادث ليس له قيمة ولا يزيد علي كونه مخالفة مرورية'.
والغريب في الأمر أن د.فريد إسماعيل رئيس حزب الحرية والعدالة بالشرقية راح يروي رواية مغايرة في هذا الوقت عندما قال: 'اعترض أحد ضباط المرور بالشرقية ويدعي محمد عبد الله فؤاد، سيارة الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة مساء الجمعة أمام ديوان عام محافظة الشرقية والتي كان يستقلها نجلاه أحمد وعمر ووالدتهما، وكان د.محمد مرسي غير موجود بالسيارة'.
وتابع القول: 'حدثت بعض المناقشات والتلاسنات الحادة تطورت إلي أن قام الضابط بسب وقذف نجلي الدكتور مرسي وسب آبائهم، هذا إلي جانب سب الدين مرات عديدة، مما أدي إلي حدوث تصعيد حاد في النقاش بين الطرفين، قام علي أثره الضابط بالاعتداء علي نجلي الدكتور مرسي'.
أما أحمد نجل مرسي، فهو يروي الرواية بشكل مختلف، ومناقض لكافة أقوال شهود العيان، ولمضمون التحقيقات التي تم إجراؤها فيقول في موقعه علي 'الفيس بوك': لم يسألنا أحد عن حقيقة ما حدث، بل استمرت الميديا في أسلوبها القذر في تصفية الحسابات السياسية عن طريق الكذب والافتراء، والعجيب في هذا الخبر اعتماد الميديا علي أقوال زبانية الداخلية لا لشيء إلا لمجرد التجريح وتصفية الحسابات، وإن ما حدث هو كالآتي:
'كنت في السيارة أنا وشقيقي وشقيقتي ووالدتي، كنت أقود السيارة عائدًا علي الكورنيش بالزقازيق، اعترض طريقي ضابط المرور وسائقه في ونش خاص بالمرور من طريق جانبي بصورة مفاجئة، عاتبت السائق علي قطع الطريق بصورة غير قاسية، وخصوصًا أنه سائق بالمرور'.
وقال أحمد نجل مرسي: أفراد المرور لم يوافقوا علي عتابي لهم، فاعترض السائق سيارتي، وقام بالتخبيط عليها، وأجبرني علي الوقوف قبل كوبري المحافظة، فامتثلت له أيضًا، وفوجئت به بدلاً من أن يسألني عن الرخص وأوراق السيارة، قام بسبي بأبشع الألفاظ البذيئة والخاصة بشرف والدتي وهي معي في السيارة.
طلبت منه ألا يتلفظ بمثل هذا، خصوصًا أن والدتي معي وأن البلد أصبح بها قانون وتغير الوضع بعد الثورة فما كان منه إلا أن قال لي: 'بلد قانون ايه يا روح أمك، قانون الطوارئ راجع تاني ياولاد.. '.
ويكمل أحمد نجل محمد مرسي كلامه علي موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك' بالقول: 'عندما انفعل أخي الصغير، وسأله بكل أدب أن لا يقوم بسبنا بمثل هذه الطريقة أمام والدتنا من باب الشهامة وحسن الأدب، فما كان منه إلا أن اعتدي بالضرب علي عمر وأحدث به إصابات بالوجه والرأس.
ويكمل ويقول: 'وهنا طلبت من الضابط أن نذهب إلي إدارة المرور لإثبات الواقعة، وأنني لن أمرر ما حدث في الشارع، فقامت قوة من المرور بنقلنا من إدارة المرور إلي قسم أول الزقازيق، وهنا بدأت المهازل تتوالي، فتم إيداعي وأخي في الحجز وعُمل لنا محضر تعدي علي الضابط وعدم موافقة ضباط القسم علي عمل محضر باسمنا نشتكي فيه الضابط، بل ورفض تقديم المعونة الطبية لأخي المصاب بقطع في فروة رأسه وإجباري وأخي علي التوقيع علي المحضر بدون أن نقرأه ولا نقرأ ما هو مكتوب باسمنا في التحقيقات.
ثم راحل أحمد محمد مرسي يتجني بالقول: قامت مجموعة من الضباط الملكيين بتهديدنا وقالوا 'انتم يا بتوع الحرية والعدالة هنقتلكم، هانأدبكم، هانخلص عليكم قبل الانتخابات'.
ويقول: 'عند حضور والدي إلي قسم أول الزقازيق زارنا وقال لأخي بالحرف الواحد أمام جميع ضباط القسم 'إن كان لكم حق ستسامحوا فيه، وإن كان للضابط سيأخذه بالقانون، لأنه لا أحد فوق القانون'.
وقال: 'في الصباح الباكر تم عرضنا علي النيابة وبعد التحقيقات بدأت الحقائق تظهر، وهي تضارب شهادة الشهود المفبركة وعدم تطابق أقوال السائق وضابطه، وهنا طلب محامي الضابط الصلح لضعف موقف الضابط القانوني، وخصوصًا بعد أن تقدمت والدتي ببلاغ لرئيس النيابة تتهم فيه قسم الزقازيق برفض عمل محضر لها تتهم فيه الضابط بالتعدي عليها بالسب والقذف في الشارع، وعندها طلب ضباط المديرية وكلهم من قيادات المديرية التصالح وأن يحل الموضوع وديًا.
في البداية رفضت وأصريت علي أن يتم تحويل الموضوع للقضاء، ولكني فوجئت بوالدي يحدثنا علي تليفون أحد المحامين ويأمرني بالصلح لأنه ظهر للجميع أننا أصحاب الحق وأصحاب المظلمة'.
كان ذلك كلامًا غريبًا ومجافيًا للحقيقة التي تضمنها محضر الواقعة وأقوال الشهود، ذلك أن مرسي هو الذي طلب الصلح ومارس ضغوطه بكل ما يملك علي الضابط ليقبل بهذا الصلح.
هكذا تُقلب الحقائق ويتحول الضحية إلي جانٍ، لكن الحقيقة التي كان يعرفها الجميع في هذا الوقت هي أن نجلي محمد مرسي وجّها للضابط والجندي إهانات بالغة واعتديا عليهما والدليل هو كان أبناء مرسي لديهم غرور شديد، يتعمدون إهانة كل من يعترض طريقهم، أو يطالبهم بالالتزام بالقانون، وكان عداؤهم لرجال الشرطة غريبًا.
وأثناء إحدي المظاهرات التي كانت تزحف إلي منزل محمد مرسي في الشرقية معترضة علي سياساته خرج عمر إلي بلكونة منزل الأسرة وأشار للمتظاهرين بإصبعه بطريقة أثارت المتظاهرين، ثم راح بعدها يمسك بميكرُفون ويطلب من الضباط والجنود تأديب المتظاهرين واستخدام الأسلحة الثقيلة في مواجهتهم.
وعندما أثيرت قضية حصول نجلي محمد مرسي أحمد وشيماء علي الجنسية الأمريكية، وتساءل الكثيرون: كيف يقبل رئيس الجمهورية أن يحتفظ نجلاه بالجنسية الأمريكية لم يعر أحدًا اهتمامًا، ولم يستجب للمطالب المتعددة التي طالبته بالتدخل لإقناع نجليه بالتخلي عن الجنسية الأمريكية خاصة بعد أن أصبح رئيسًا للجمهورية، مما اضطر العديد من المحامين إلي رفع قضية ضد نجلي مرسي.
وأما عن تجاوزات أبناء مرسي في القصور الرئاسية فحدث ولا حرج، لقد قسّموها فيما بينهم، بل إنه وفي شهر أغسطس من عام 2012 قام أحد أبناء مرسي مصطحبًا معه ثمانية من أصدقائه المقربين بالإقامة في القصور الرئاسية في الإسكندرية 'المنتزه' وغيرها، حيث قضوا هناك خمسة أيام، جاءوا بسيارات الرئاسة ومعهم العديد من الحرس.
ووفقًا لما نشرته العديد من الصحف في هذا الوقت فقد كلفوا الدولة قيمة وجبات وولائم الإفطار والسحور وغيرها ما قيمته نحو 157 ألف جنيه دُفعت من أموال الدولة.
لقد تعامل الأبناء مع المصريين وكأنهم خدم في عزبتهم، كانوا يتطاولون علي كل من يعارضهم ويسبون الإعلاميين المختلفين مع النظام بطريقة لا تحمل أي قدر من الأدب والاحترام، وكانوا يعتبرون أنفسهم مخلدين في القصر الرئاسي.
وعندما سقط نظام الحكم، لم يصدقوا، وراحوا يوجهون سبابهم إلي الجيش وإلي الفريق السيسي وإلي عموم المصريين.
ولذلك وضعهم المصريون في موضع المقارنة مع أبناء القادة والرؤساء السابقين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.