كشفت مصادر أمنية وقضائية، ل "الوطن"، تفاصيل الأحداث الدامية التي شهدتها جامعة القاهرة بالأمس، بعد أن نظم طلاب من جماعة الإخوان مسيرات داخل الجامعة وأطلقوا الخرطوش والشماريخ والألعاب النارية داخل الجامعة، والتي أسفرت عن مقتل طالب في الفرقة الثانية بكلية التجارة، وإصابة 26 آخرين منهم 4 في حالة خطيرة، بينهم نجل الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، واستمرت الإشتباكات قرابة 6 ساعات متواصلة حتى تمكن الأمن من السيطرة على الأوضاع داخل الجامعة وفي منطقة بين السرايات. وقالت المصادر أن الأحداث بدأت في تمام الساعة الواحدة ظهر أمس باقتحام عدد من الطلاب المنتمين إلى جماعة الإخوان الإرهابية لمكتب الدكتور محمود كبيش، عميد كلية الحقوق، وأشعلوا فيه النيران وحطموا محتوياته بالكامل وكتبوا على جدران المكتب عبارات مناهضة للجيش والشرطة ولكبيش أيضا، وفجروا قنبلة يدوية الصنع بجوار "قبة الجامعة". أضافت المصادر أنه عقب ذلك سادت حالة من الكر والفر داخل الحرم الجامعي وأجرى اللواء كمال الدالي، مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، إتصالا هتافيا بالدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة، لكي يسمح له بدخول قوات الشرطة الحرم الجامعي، إلا أن نصار رفض دخول الشرطة، فأمر اللواء كمال الدالي، بالدفع بعدد من تشكيلات الأمن المركزي وقوات العمليات الخاصة بقيادة اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة للمباحث، وتم نشر قوات الأمن خارج الجامعة وبمحيط ميدان النهضة ومنطقة بين السرايات. واستمرت الإشتباكات داخل الحرم الجامعي قرابة ساعتين ونصف ولم تتدخل الشرطة ولم تتمكن من الدخول إلى الحرم الجامعي بعد رفض نصار ذلك. وشرحت المصادر أن طلاب جماعة الإخوان، إستمروا في إطلاق الخرطوش والشماريخ والألعاب النارية داخل الحرم الجامعي وسادت حالة من الرعب والفزع على وجه الطلاب وتوقف الطلاب عن الدخول إلى اللجان واستكمال الإمتحانات حتى أصيب الطالب عمر أسامة، طالب بالفرقة الثانية بكلية التجارية، بطلقة في الجبهة من الجانب الأيمن أحدثت فتحتي دخول وخروج، وتوفي قبل وصوله المستشفي . كما أصيب 4 آخرون بينهم مندوب مبيعات، كان متواجدا داخل الجامعة وأيضا طالبين آخرين ونجل رئيس الجامعة جابر نصار. وأضافت المصادر عقب مقتل الطالب عمر أسامة، سمح رئيس الجامعة لقوات الأمن بالدخول إلى الحرم الجامعي للسيطرة علي الأوضاع، وانطلقت قوات الشرطة، بقيادة اللواء جرير مصطفى، مدير المباحث الجنائية، والعميدين طارق المرجاوي، رئيس مباحث القطاع، ووجدي عبد النعيم، مفتش المباحث، والمقدم أحمد الدسوقي، رئيس المباحث، وقامت بمطارتهم داخل الحرم الجامعي لمدة ساعتين متواصلتين. وتابعت المصادر "أنه أثناء قيام قوات الشرطة بمطاردة طلاب الإخوان للسيطرة على الأوضاع أطلقوا طلاب الإخوان على الشرطة الخرطوش وألقوا عليهم زجاجات المولوتوف وأيضا الشماريخ والألعاب النارية، مما أسفر عن إصابة أمين شرطة، وتحطيم كشك مرور ودراجة نارية أمام الجامعة، وتمكنت القوات من إلقاء القبض على 42 متهما وعثر بحوزتهم على جراكن بنزين وزجاجات مولوتوف وأسلحة وذخيرة وكمية من الشماريخ والألعاب النارية. وأضافت المصادر أن قوات الشرطة تمكنت من السيطرة على الأوضاع داخل الحرم الجامعي، وسط حالة من الفرحة العارمة بين الطلاب والأساتذة، ثم قامت القوات بمطاردة طلاب الإخوان خارج أسوار الجامعة، وفي منطقة بين السرايات وأمام مديرية أمن الجيزة، حتى تمكنت من السيطرة علي الأوضاع بشكل كامل . تحرر محضر بالواقعة وأخطر اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة للمباحث، المستشار ياسر التلاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، والذي أمر بتشكيل فريق من نيابة الأحداث الطارئة لإجراء معاينة تصويرية لمكان الاشتباكات وأيضا مناظرة جثة القتيل والإستعلام عن حالة المصابين والتحقيق مع المتهمين. وشرحت المصادر أن فريقا من النيابة ترأسه المستشار مدحت مكي رئيس نيابة الأحداث الطارئة، والمستشار حاتم فاضل، رئيس نيابة قسم الجيزة، وضم كلا من محمد الطماوي، مدير النيابة، ومحمد مسعود وعلام أسامة، مديرا النيابة، بدأ التحقيق في الواقعة. وكشفت المناظرة التي أجراها محمد الطماوي، مدير النيابة، أن المجني عليه مصاب بطلق ناري بالجبهة، وخرج من الخلف محدثا فتحتي دخول وخروج، كما تبين من مناظرة الجثة أن الرصاصة أصابت رأس المجني عليه من الجانب الأيمن، وأنها طلق ناري حي، وليس خرطوش، فأمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة؛ لبيان سبب الوفاة، وصرحت بدفنها عقب الإنتهاء من التشريح . وأضافت المصادر أن المعاينة التصويرية لموقع الاشتباكات أسفرت عن قيام طلاب الإخوان بتحطيم مكتب الدكتور محمود كبيش عميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة بالكامل حيث تبين تهشم كافة محتوياته وتبين تعرض المكتب الخشبي الخاص بالعميد لقيام الطلبة بتحطيمه فضلا عن وجود جهاز كمبيوتر مهشم وتليفزيون وتهشيم وبعثرة مكتبة تحتوي علي كمية من الكتب والتي تم تمزيقها أيضا، واستكملت النيابة المعاينة في مدرجات كلية الحقوق التي تعرضت لإعتداء من قبل الطلبة أثناء امتحان آخرين، وتبين كسر وتحطيم بعض "الديسكات" وكتابة عبارات مسيئة للجيش والشرطة علاوة على عبارات مسيئة إلى عميد كلية الحقوق . وتوجه علام أسامة، مدير النيابة، إلى قبة الجامعة بعدما أخبره الأمن الإداري بانفجار قنبلة بدائية صوتية "مونة" وتبين أنها تحتوي على مسامير بجوار القبة وتبين من المعاينة وجود آثار مسامير فتم تحريزها والتحفظ عليها لفحصها. وأوضحت المصادر أن النيابة سوف تستدعي الدكتور كبيش لسماع أقواله حول الواقعة وأيضا قيادات الداخلية لكشف ملابسات الواقعة والإتصالات التي درات بين الدكتور نصار واللواء كمال الدالي.