تبتسم فى وجه الواقفين فى طابور مدرسة العمدة بالهرم، وهى تغادره بعد التصويت فى الاستفتاء، غيابها داخل اللجنة كان مبرراً، بعدما دخلت فى نقاش مع المشرفين على التصويت بسبب إصرارها على غمس أصابعها العشرة فى الحبر الفسفورى. ترفض الموظفة قائلة: «كفاية صباع واحد يا حاجة، سيبلنا شوية»، لكن الناخبة أصرت على أن تنفذ مرادها، وهى تضحك: «إنتى فاكرانى جاية أصوت بنعم وخلاص، لأ ده أنا هابصم بالعشرة كمان». خرجت «صبرية عبدالعاطى» من اللجنة تغمرها السعادة، فقد حققت ما أرادت، ورفعت كفيها فى وجه الواقفين فى الطابور، وهى تشير لهم بعلامات «خمسة وخميسة»، وتعلن أمامهم: «قولوا نعم للدستور، اللى مش هيقول نعم هحط صوابعى فى عينه». عبرت «صبرية» عن فرحتها بمشاركتها السياسية، التى حرصت عليها لأول مرة فى حياتها. لم يبق للسيدة البسيطة من مظاهر الفرحة سوى الرقص، ما استقبله المواطنون فى الطابور بضحك هستيرى، وتفاعل مع السيدة البسيطة التى أخذت تحكى دون طلب من أحد عن سبب مشاركتها، قائلة: «جيت عشان أشارك وأقول نعم للدستور، من فرحتى عايزة الشعب كله يشارك، عشان نفرح كلنا بعد النتيجة»، قالتها المرأة الثلاثينية بفخر، بعد مجيئها من «الطالبية» إلى شارع المستشفى بالهرم حيث لجنتها الانتخابية. «أنا طبعاً صوّت مرة واحدة بس، لكن حطيت إيدى كلها جوه الحبر، عشان كنت فرحانة، ما عرفش أنا عملت كده إزاى»، قالتها مازحة وهى تضحك بعفوية، وترفع يدها فى وجه الجميع، قائلة لهم: «قولوا نعم للدستور».