رصدت «بوابة الشروق» أجواء اليوم الثاني للاستفتاء في أحياء إمبابة.. تحركت الكاميرا بين رجال بسطاء، وسيدات اتّشحن بالعباءات السوداء وأغطية الرأس الملونة، والابتسامات تملأ وجوههن، يمشون بسعادة في شوارع منطقة إمبابة بالقرب من مراكز الاقتراع، يبحثون عن أماكن لجانهم للتصويت على الدستور الجديد. «إمبابة مابتقولش لأ» يقولها بحماس الحاج «محمد سمير»، وهو يجلس مع صديقين له بالقرب من إحدى لجان الاقتراع في إمبابة، ثم يضيف: «إحنا مش بنقول نعم على الدستور، إحنا بنقول نعم عشان المدلول اللي بتحمله نعم، فنعم تعني نعم للسيسي الذي حمل البلد وحماها»، يتناول طرف الحديث «صديق» الذي كان يعمل في مطابع دار المعارف قائلاً: «لما بابا أو ماما بينادوا لازم نقول نعم، نعم تعني الاحترام». على ناصية مدرسة النهضة الابتدائية، التي شهدت إقبالًا محدودًا من الناخبين كحال باقي مراكز الاقتراع في منطقة إمبابة، في اليوم الثاني للاستفتاء على الدستور، وقف بملامحه السمراء حاملًا ما بقي معه من صور الفريق عبد الفتاح السيسي، مناديًا عليها «السيسي بجنيه.. البس صورة السيسي بجنيه». «بكار» الصبي الصغير الذي تشتري له والدته صور «السيسي» ليبيعها أمام لجان الاقتراع، يلعب بالصور بحماس قائلاً: «النهارده كان معايا 50 صورة بعتهم كلهم، مش فاضل غير 3 صور، كل الناس هنا بتحب السيسي». «إحنا عايزين حال بلدنا يتصلح عشان كده قلنا نعم» تقولها «أم رزق» وهي تشير بإصبعها الذي عليه آثار الحبر الفسفوري، مضيفة «أنا ماقريتش الدستور بس سمعت مواد منه في التلفزيون واقتنعت بيه وعجبني، وبعدين إحنا عايزين نخلص من الإرهاب، عمرنا ما كنا عايشين في إرهاب زي دلوقتي»، على حد قولها. وبصوت عالِ بعد أن أدلت بصوتها المؤيد للدستور راحت تجول أمام مدرسة نجيب محفوظ الابتدائية: «اللي مش هيقول نعم هياخد على قفاه، لازم نقول نعم عشان البلد وعشان مانخافش تاني»، لترفع بعدها صورة السيسي التي اشترتها للتو، وتضحك لها قائلة: «دول الناس اللي حموا البلد وخافوا عليها»، لتنطلق بعدها زغرودة من إحدى لجان الاقتراع داخل المدرسة. وبجانب المدرسة ذاتها التي تقع في منطقة المنيرة التي اشتهرت في السابق بسيطرة التيار الإسلامي عليها، جلس المهندس عادل حسن، بجوار سماعات يذيع عبرها أغنية تسلم الأيادي فقط، بعد أن زين ناصية الشارع بالبالونات وأعلام مصر، ويقول «حسن» لبوابة الشروق: «أنا بذيع الأغنية دي عشان الناس تفرح وتهيص وهي داخلة تنتخب، الناس تعبت من الجماعة دي، وحست إنهم أخدوا زيادة عن اللزوم»، على حد قوله.