حالة من الإحباط العام أكيد منتشرة عندك وعندي وعند ناس كتيرة, زي بالظبط إحساسك كأنك فشلت فشل ذريع في إمتحانات الثانوية العامة, بعد المذاكرة وأكل الكتب أكل وسهر الليالي وفناجين القهوة اللي كنت بتضربها كل يوم عشان تعرف تركز وفجأه تلاقي نفسك في معهد خدمة إجتماعية . تيجي نبتدي الحكاية من أولها ؟ طيب, قولنا نقوم بالثورة وقومنا بيها والحمد لله وأكيد حسيت ساعتها إنه ياما هنا ياما هناك وإنك واد مافيش منك " ويسقط يسقط حسني مبارك " وأسقطت النظام بالكامل, وهيييييييه , ووالله وعملوها الرجالة ", لحد هنا حلو أوي, جينا بعدها قولنا لازم نبقي إيجابيين وكفاية بقي سلبية ونحاول نطبق الديموقراطية اللي نادينا بيها في ثورتنا ونزلنا كلنا في إستفتاءات الدستور, وطبعا كنت رايح وواثق جدا إن كل الناس هاتصوت ب " لا " زي ما كل صحابك علي الفيس بوك كاتبين وبقالهم أيام وشهور واجعين دماغنا بإننا لازم كلنا نصوت ب لا , وفجأه تصحي علي قلم إن " نعم " هي اللي فازت وبإكتساح , تقول لنفسك وماله مافيش مشكله إحنا لازم نكون ديموقراطيين ونقبل الرأي والرأي الاخر . ترجع تاني تلاقيهم بيقولوا فيه إنتخابات مجلس شعب تقول الحمد لله إحنا ماشيين علي مبادئ الثورة والديموقراطية وهنختار بنفسنا نوابنا, وتنزل تقف في طابور طويل عريض من صباحية ربنا وتاخدلك ضربة شمس محترمة وإنت ولا همك وبتقول لنفسك " الحمد لله إن ربنا خلاني أعيش لحد ما شوفت نفسي واقف في طابور تاني غير طابور العيش ", تلاقي نفسك صحيت علي صدمة تانية إن الإخوان هما اللي فازوا وبإكتساح وبلا منافس, ترجع وتقول وماله يا واد ماتجربهم وتشوف مش يمكن يطلعوا حلوين ومقطقطين ويقدروا يعملولنا حاجة, يقوم يجيلك صدمة عصبية ونفسية لما تلاقيهم بيتناقشوا في مضاجعة الموتي, وختان الإناث, تقوم واخد نفس عميق وقبل ماتعيط تقوم قايل لنفسك هوووب عشان الدمعة ماتفطش من عينيك. ترجع وتقول لنفسك في الآخر مش مهم إن شاء الله إنتخابات الرئاسة هي الأمل الأخير, وتقعد تقرا عن كل مرشح وتشوف عمل إيه في حياته وتسمعله المناظرات والمقابلات اللي في التليفزيون واللي ماكنش ليها أي تلاتين لازمة وتضطر إنك تختار واحد منهم، وده لأنك مقتنع إنه أحسن الوحشين, وتقعد شهور علي الفيس بوك تحارب مش تتناقش في الكومنتات, وتشتم في ده وتأيد في ده. المهم جاءت اللحظة الحاسمة, نازل بقي تنتخب رئيس مصر ولأول مرة في حياتك بتحس بفرحة حقيقية من جواك , وتاني تنزل في طابور طويل في عز الشمس وتقف وإنت كلك ثقة وثبات إن كل اللي واقفين يا هايرشحوا أبو الفتوح يا صباحي, وتسأل ده يقولك أبو الفتوح طبعا وتسأل التاني يقولك صباحي يا عم واحد مننا, تفرح أوي ده غير الفيس بوك اللي كان 3/4 اللي عليه تقريبا بيقول نفس الكلام, تفرح أكتر لما تلاقي التنظيم في دخول اللجان وتأمين الجيش والشرطة للناخبين, والمعاملة الطيبة لكبار السن وتحس إنه فيه أمل بجد , تخش لجنتك وأول ماتمسك الورقة تحس بحالة من التوهان والفرحة في نفس الوقت وتقول لنفسك " معقولة أنا اهنتخب رئيسي " وتفضل ساعة مبحلق فيها رغم إن انت عارف انت رايح تنتخب مين, المهم تلاقي نفسك فوقت من حالة التوهان وعلمت علي المرشح بتاعك, وتحط صباعك في الحبر الفسفوري " عشان الفيس بوك طبعا ". وتروح وانت متفائل بإن كل حاجة تمام, وتقعد علي الفيس بوك تلاقي بوستات كتيرة وغريبة تقولك " أنا إنتخبت شفيق, وشفيق رئيس مصر ", تقعد تضحك عليهم وتقول ربنا يهديهم, ويبتدي فرز الأصوات وإنت لحد هنا كله تمام, فجأة تلاقي نفسك بتقول إيييه ميييين ؟ مرسي كااااااام ؟ شفيق كاااااااااااااام ؟ أومال فين أبو الفتوح وصباحي ؟؟ وعلامات إستفهام كتيرة ظهرت قدامك, تفتح النت عشان تتابع الأخبار, شوية وتفتح التليفزيون عشان تشوف آخرتها إيه مع كلمة " نتائج الفرز الأولية " اللي كانت معقدانا كلنا. وهووووووب إذ فجأةً " مرسي يتصدر وبعده شفيق ", وإنت كل ده عمال تستقبل في الصدمات ولا الحضري لما كان بيستقبل ضربات الجزاء في الأهلي, وتدخل علي الفيس بوك تلاقيه كله "شفيييييييق الله أكبر، إن شاء الله شفيق رئيس مصر القادم ", تسأل نفسك بإستغراب " الناس دي طلعت إمتي ومنين وإزاي ؟؟ " . ويناتبك شعور فظيع إنك اتزنقت في خانة اليك يا حلو, هاتنتخب الفلول ولا الإخوان ؟, وترجع تاني لأول الحكاية وتحس إن كل اللي حصل ده كأنه ما كان, وتتمني إن مقولة عمرو مصطفي " كل ده كان فوتوشوب " تتحقق. Comment *