من القليلين الذين تحمل كروتهم الشخصية صورهم، يطل من الكارت الخاص به وهو يرتدى الجلابية، يسبق اسمه لقب «الحاج»، لكن المعلومات التى يذكرها عن وظيفته غريبة بعض الشىء «الحاج إمام سالم إمام يعالج الشلل النصفى»، مضيفا عبارة «يعالج شلل الذراع والرجل، أو الذراع والرجل واللسان وشلل الوجه والغضروف وعرق النسا والصداع والآلام الروماتيزمية»، أما عن مواعيد «الحج» لاستقبال مرضاه فهى فقط من السبت إلى الخميس، ولا يسبق أى من تعريفاته كلمة «طبيب» أو «إخصائى»، فقط يكتفى إمام لمعالجة المرضى بلقب «الحج». إمام سالم أكد فى اتصال هاتفى أن عمله الأساسى هو معالجة المرضى باستخدام «الفصد والحجامة» وهما سنة عن النبى (عليه الصلاة والسلام)، قبل أن يرد على سائله يستفسر مثل الأطباء عن بعض المعلومات: «متى حدث الشلل وكيف حدث ولماذا؟ ما الأدوية التى يسير عليها المريض؟ جربتوا تعملوا له علاج طبيعى؟ المريض بيتحكم فى البول؟ مناطق الشلل طرية أم متيبسة؟ الأفضل أن أرى المريض على الطبيعة حتى أعرف حالته تحديدا». ويُعرف إمام سالم عمله «بعالج بالفصد والحجامة، وهما سنة عن النبى عليه الصلاة والسلام»، وينفى أن يكون حاصل على أى شهادة طبية تتيح له معالجة المرضى: «أنا واخد المهنة دى وراثة من عيلتى، بس الدكاترة كويسين برضه وعلماء». يسأله أحد المرضى عن المصاريف اللازمة للكشف والعلاج، فيرد: «سيبك من الفلوس، أنا ممكن أساعد المريض وأديكو أنا فلوس وانتو ماشيين، المهم تطلع حالته من اختصاصى وأقدر أعالجها». إمام مقره فى حلوان، وتحديدا فى القبابات بالصف، وينصح كل مريض أن يستمر فى تناول العلاج الموصوف له من الأطباء حتى يأتى له ويرى إن كان سيستطيع معالجته أم لا: «لو مكان الشلل طرى هقدر أعالجه، ولو متيبس مش هيتعالج حتى لو سافر بره». دكتور هشام الحمامى، عضو اتحاد الأطباء العرب أكد ل«الوطن» أنه لا يوجد ما يسمى ب«الطب النبوى»، لكن يوجد طب إنسانى: «الرسول أتى به الوحى فقط لكن طريقة الطعام والشراب والعلاج تأتى طبقا للعصر والزمن الذى يعيش فيه كل إنسان، وما يفعله هذا الشخص هو من موروثات التخلف ولا يوجد لها أى سند علمى لذلك يجب معاقبته». وأكد د.محمد هانى، وكيل طب القصر العينى، أن ما يفعله إمام سالم «مهزلة» ويمكن أن يؤدى إلى مضاعفات خطيرة بسبب عدم دراسته لمهنة الطب: «ممكن يحصل شلل تام للمريض وممكن يموت من العلاج الخاطئ».