اشترط زعيم متمردي جنوب السودان رياك مشار، الذي تمكن فريق وساطة "الإيجاد" برئاسة الجنرال الكيني، لازراس سيمبوبيو، من عقد اجتماع مطول معه في منطقة نائية على الحدود الإثيوبية أمس، أن يكون توقيعه على خطة وقف إطلاق النار المقترحة من قبل الوسطاء متزامنا مع إفراج جوبا عن مسانديه المعتقلين، في وقت فقدت قواته السيطرة على مدينة "بانتيو" عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفظ. وطبقا لمعلومات صحيفة "سودان تربيون" الصادرة اليوم بالخرطوم، فإن الاجتماع بين مشار، الذي يعد الأول من نوعه منذ اندلاع حرب الجنوب منتصف سبتمبر الماضي، استغرق زهاء الثلاث ساعات بحث فيها الوفد مخاوف زعيم المتمردين بشأن نوايا الطرف الآخر. وأعاب مشار على المجتمع الدولي عدم تعاطيه مع الحرب في جنوب السودان بالموضوعية اللازمة، محذرا في ذات الوقت من ما سماه بالتدخل السافر لأوغندا في الصراع وقصفها لمواقع قواته في عدد من المناطق بالطيران. وسلم مشار الوفد قائمة بأسماء المناطق والتي تتعدي الست مناطق قام الطيران الأوغندي بقصفها. وحث وفد الوساطة الذي ضم بجانب سيمبوبيو الفريق محمد أحمد الدابي ممثل السودان في الوساطة، بجانب دبلوماسيين غربيين وأثيوبيين، "مشار" إلى القبول بوقف إطلاق النار، والسعي لمحاصرة الأزمة قبل انزلاقها إلى صراع "أثني". وأبلغ الوفد مشار قلق المجتمع الدولي ومجلس الأمن من انزلاق جنوب السودان إلى صراع يصعب السيطرة عليه. وأكدت "سودان تربيون" أن الاجتماع كان جيدا وأحرز تقدما طبقا للمشاركين فيه. ولم يكشف أعضاء وفد مشار في محادثات أديس أبابا عن مكان النائب السابق للرئيس، غير أن مصادر في المحادثات تقول إنه في بلدة بولاية جونجلي بالقرب من الحدود مع إثيوبيا. وتتضمن نسخة من مسودة اتفاق وقف إطلاق النار صاغها الوسطاء آليات المراقبة لضمان التنفيذ الكامل للاتفاق، وجرى تأجيل وقف إطلاق النار بسبب مطالب المتمردين بإطلاق سراح 11 سياسيا متحالفين مع مشار ومحتجزين منذ ديسمبر الماضي. يشار إلى أنه قد قتل ما يزيد على ألف شخص في قتال استمر ثلاثة أسابيع بين قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان والمتمردين الموالين لمشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان سلفاكير، كما أسفر القتال أيضا عن نزوح 230 ألف شخص من منازلهم وتراجع إنتاج النفط.