عم مجاهد.. كيف حالك يا صديقي ؟؟ أتمنى من الله كعادتي في كل رسالة أن يديم عليك صحتك وأن ألتقي بك وبإجابات تساؤلاتي يومًا ما. أنا والقاهرة لم نتغير كثيرًا عن حالنا.. تتزين بإعلانات نعم للدستور وأنا أعترض.. مواطنيها لم يتذوقوا الفرحة من فترة ليست بالقليل ولا أنا أيضًا.. ولكن ما يجمعنا هو الأمل الكامن الدفين بداخلنا واليقين بأنه القادم أجمل و"ليلى" الجميلة التي تزين القلوب فرحة وأمل.. أمل بأن الرحيم لن يُديم علينا سوء الأحوال أرسل إليك اليوم ليس لأشكو لك عما يدور في المحروسة ولكن لأنه خطر ببالي سؤال يتصف بالوجودية ولا أجد إجابة مقنعة له.. وهو "هل الإنسان بأصله وطبعه يهوى الشر؟" عندما تنظر إلى السؤال تجاوب مندفعًا بتلقائية "أكيد لأ" ولكن تمهل قليلاً وفكر ستحتار. إذا كان في بدء الخليقة عندما وهب القدير الحياة لجنس البشر ووهبهم الأرض ليعمروها ويعبدوه.. كان بني البشر عددهم لم يتجاوز أصابع كف اليد وقتل الأخ أخيه !! ثم فسد الناس في الأرض حتى أتى الله بالطوفان عندما وصل فساد الناس أقصى مداه.. وعلى مر التاريخ يا صديقي.. أسهل ما في يد الإنسان الدم.. فكم من حروب راح ضحاياها الملايين وتشرد مئات الملايين بسبب أهواء أو أغراض مريضة من حُكام ساديين ؟! كم من أم بكت وطفل يتيم وزوجة ترمّلت؟؟.. انظر يا صديقي إلى التاريخ وستجد أن أرض هذا الكوكب مروية بالدماء وليس الماء. أسهل شيء للإنسان هو الدم.. ارجع بالتاريخ إلى سنة 1925 نشبت حرب بين بلغاريا واليونان بسبب أن "كلب" جندي يوناني خطى الحدود فجرى وراءه صاحبه فقتله حرس الحدود البلغاري وقُتل نقيب آخر. فنشبت حرب بين البلدين سُميت بحرب الكلب الضال وراح ضحيتها الكثير من الأبرياء.. ألم أقل لك إن أسهل ما لدى الإنسان هو القتل؟! خلاف سياسي.. قتل.. خلاف فكري، ديني، عِرقي.. حتى الهزار لا يخلو أحيانًا من الدم. أخيرًا السؤال.. كُل هذا التاريخ الملوث بالدماء والله منذ فجر التاريخ يحرم القتل ووضعه كُجرم جزاءه شديد العقاب.. والقانون أيضًا يجرّمه وعقوبته الموت.. تخيّل يا صديقي فرضًا بأن القتل ليس محرمًا أو مجرمًا. أكان جنس البشر فَنى في قرونه الأولى ؟! بالتأكيد نعم. رحمنا الرحمن جميعًا وعفا عني! سلامي وتحياتي.