يا وطني... ها هي ذكرى شهداء مذبحة القديسين بعد ثلاثة سنواتٍ دون عقابٍ أو حُكمٍ على الجاني أو الجناة لمجرد أن المجني عليهم غيرُ مسلمين!! فرغم أن المجني عليهم كانوا مواطنين مصريين أمناء مسالمين غير مسلحين... فقد قُتِلوا مَرَّتين!! راحُوا، كما راحَ شهداءٌ أقباط عديدون مثلهم، ضحايا تعصبٍ مقيتٍ أسودِ كريهِ. قُتِلوا ليس فقط باعتداء الجاني أو الجناة، بل بتغاضي وتراخي بل وتواطؤ الحكومة والقضاء في تناولهم لتلك الحوادث بما لا يردع ظالماً عن ظلم الغير، ولا مجرماً عن قتل الأبرياء!! الغريب أنه بينما يُعَزِّي الأقباط أنفسهم عن أحزانهم ومآسيهم فيعتبروا أبناءَهم القتلى وكنائسَهم المحترقة بأيدي الأرهابيين الإسلاميين قربانَ تضحية من أجل مصر، يبدوا أن الإرهابيين والحكومة والقضاء المسلمين يعتبرون أن قتلَ الأقباطِ وحرقَ كنائسِهم قربانٌ بَشريّ في سبيل الله والدين ووسيلة لدخولهم الجنة!! هي ذكرى دموية مروِّعة تصرخ في أذهاننا مثل أخواتها السابقات واللاحقات، معلنة للعالم أن مصر - حكومة وشريعة وقضاء - لا تعرف العدل مهما تشدقت به!! فيا وطني... ونحن على أعتاب عامٍ جديدٍ مستبشرين به خيراً وسلاماً، ومتطلعين فيه إلى طاقمٍ جديدٍ من دستورٍ ورئيسٍ وحكومةٍ، أما آن الأوان كي نمارس العدل الحق بين البشر.. فنعرف الله ونشعر بوجوده فينا؟؟؟ في قلوبنا وفي أعمالنا؟؟ لأن العدلَ إسمٌ من أسماء الله، وسِمَةٌ من سِماتِه، بل العدلُ هو الله ذاته.!! أما عن الشهم، بطل مذبحة القديسين فها هي تحيتي له: *** عفارم عليك يا بَطَل برافو عليك يا شَهْم كان نفسي أحييك بإسمَك لكن... ما لكشي إسْم *** قتلت طفل برئ *** وسَرَقت الحياة مِنّه وقتلت كهل عجوز *** بلا احترام سِنّه وقتلت أب وأمْ يتِّمْت أطفالهمْ دا غير شباب وصبايا.. قتلتهمْ وقتلت آمالهمْ وقتلت كاهن بيرشد ويعلّم الأخلاق قتلتهم في ساعة ما بيعبدوا الخَلاق لا كان في إيدهم سلاح *** ولا بيهتفوا بالحَرْبْ كانت قلوبهم شموع *** نورها رجاء للرَّبْ بيرتلوا للسلام *** ويبشروا بالحُبْ *** كانوا بيسجدوا لله *** "الواحد" الرحمان قضِيت عليهم في لحظة *** يا كاره الإنسان العار عليك يا نَدل *** العار عليك يا جبان مش عايز أقول إنسان *** ولا عايز أقول حيوان مش عايز أقولها عشان إهانة للحيوان *** عفارم عليك يا شَهْم *** يللي... ما لكشي إسْم ما لكشي إسم عشان في الأصل انت جبان ضحكوا عليك تجار السموم والدَّم ضحكوا عليك سماسرة خلطوا الديانة بسم وَعَدُوك حتروح السما تبقى بطَل وشهيد وحيبقى يومك هناك يوم احتفال أو عيد يستقبلوك (الحور) ومعاهم (الغلمان) في (حَضرة الرحمان)!!! وصَدَّقتهم يا حمار يا لعبة السمسار، يا إصبع الأشرار يا أرخص بضاعة... لأسوأ التجار عايشين في قصر العاج مالكش قيمة في عُرفُهم يا حمار *** بتنافس الشيطان.. وتدَّعي الإيمان عندي سؤال، قولّي.. لو رُحت للرحمان تقف أمامه إزاي ودم الأبرياء في إيديك والله بعدله وجلاله إزاي حيرضى عليك قتلت من غير سبب خَلْقُه وصُنْع يديه ضحكوا عليك السماسرة وجاي تضحك عليه وتقول بتؤمن بيه!؟ُ *** ضحكوا عليك السماسرة مشَوّهُوا الأديان استعملوك يا جبان خَدَّروك بكلام *** دفعوك على الإجرام والدافِع مع المدفوع *** عارهم على الإسلام *** أما انت ياخيبان مُت.. لا انت شهيد *** ولا احتفال ولا عيد حيستقبلك جبار *** يشويك بنار وحديد مبروك عليك ياجبان ***** مهندس عزمي إبراهيم