يؤمن فريق «أنا الحكاية» من بعد الثورة أن قلم كتابة التاريخ لم يعد حكرا على المؤرخين الذين يكتبون التاريخ وأعينهم على الحكام والسلاطين، الذين يصنعون القرارات من أعلى، وأن بإمكانهم كمواطنين عاديين أن يكتبوا تاريخهم بأنفسهم ما داموا شهوداً على ما يجرى الآن متخذين من شهاداتهم وأفكارهم ورؤاهم قصصا وحكايات يكتبونها للمستقبل باعتبارهم جزءا من التاريخ. «صناعة التاريخ وكتابته ما بقتش فى إيد الحكام، ولا عادت حكر على حد، أدينا شايفنهم متبهدلين إزاى، وجزء من جهود الناس والشعب أصبح أنهم يسجلون التاريخ من وجهة نظرهم، بقى فيه حكى ومسرح وفيس بوك وطول عمر الأدب معارض بطبيعته للسلطة، «أنا الحكاية» ناس بتكتب حكاياتها ووجهة نظرها، بيقدموا التاريخ بتاعهم مش بتاع السلطة» هكذا تحدثت الروائية سحر الموجى عن فرقة «أنا الحكاية»، وعرضها المرتقب. «نحن كاتبات وكتاب من أجيال مختلفة نشتبك ونستمتع باللعب مع نصوص عظيمة وكتاب كبار، هادفين طوال الوقت إلى إنتاج كتابة تتقاطع فيها الأزمنة والأفكار، نكتب وكلنا أمل أن تحفز هذه الحكايات القارئ ومشاهد عروض الحكى أن يعيد التفكير فى أفكاره ومواقفه الثابتة»، هكذا يقدم فريق «أنا الحكاية» نفسه للجمهور، هو الفريق الذى بدأ مع أربع كاتبات عملن فى مشروع «قالت الراوية» التابع لمؤسسة «المرأة والذاكرة» منذ عام 1998، لكن العام 2009 شهد استقلال بعض عضوات المجموعة اللائى قررن العمل فى «أنا الحكاية»، ليشكلن نواة المجموعة الجديدة التى تألفت من عشرين كاتبة من أعمار ومجالات معرفية مختلفة، يجمعهن العمل النسوى، لكن لم يلبثن أن انضم لهن بعض الكتاب الرجال المؤمنين بالعمل النسوى أيضا، وهم يستعدون الآن إلى عرض بعنوان: «حكايات الثورة ببساطة كده»، يشارك فيه حكاءات وحكاءون، من بينهم الكاتب خالد الخميسى والكاتب مكاوى سعيد. «أنا الحكاية ما ينفعش تكون من غير مجموعة الكتاب الرجال، المشاركين الذكور فى الحكى كانوا إضافة كبيرة لنا، بما أننا بندرس أدب وبنمارسه، فطول عمرنا مؤمنين إن المسألة النسوية لا تخص النساء بس، ولنا فى قاسم أمين عبرة، لكن العقل الجمعى اللى شايف إن النسوية قضية نسائية بحتة، ما هو إلا نتيجة لتشويه المصطلحات فى الفترة الأخيرة، طول عمر النسوية مبنية على أكتاف الرجالة والستات، نقدر نطلع من شغل كتير من الكتاب الكبار وجهات نظر نسوية جدا، مشروعنا بيكبر، والكتاب الرجال أضافوا ليه قصص وحكايات من وجهة النظر النسوية، زى قصة بعنوان «الرائد تامر»، رغم إن مافيهاش ولا ست فى أحداثها، لكنها بتتكلم عن مفاهيم الرجولة الزائفة، مش مهم تكون ست عشان تكتب عن مشاكل الستات، أحيانا بيكون الوجود بين الذكور مصدر مهم للنقد البناء» تتحدث الدكتور سحر الموجى عن النسوية وأنا الحكاية. وتضيف: الثورة فى جزء منها حكايات، ورغم أننا كلنا شايفين إنها متعثرة على المستوى السياسى لكن على المستوى الاجتماعى بتتحقق الأهداف، والدليل إننا كمصريين اتغيرنا ودى فكرة العرض الجاى، إحنا قد إيه اتغيرنا بغض النظر عن النتائج السياسية للثورة، وده معيار حقيقى لنجاح الثورة، عندنا خطط لعروض تانية ملهاش علاقة بالثورة زى إننا فى ديسمبر الجاى عندنا عرض عن ثلاثية نجيب محفوظ مستلهم من وجهة نظر نسوية.