"ما هو ده التجديد، طب أنا راضي ضميرك، عمرك سمعت أي حد جاب سيرة القفا في أيتها غنوة؟"، قالها الريس ستاموني للمزاجانجي في فيلم الكيف (1985)، تحولت الكلمات إلى أغنية في نهاية الفيلم، ضحكنا على المشهد ورددنا كلمات الأغنية طويلا، لكننا أبدا لم نفطن لفلسفة الريس ستاموني، فلسفة التجديد، أن يكون التغيير أسلوب حياة، حتى على مستوى الأمثال الشعبية، ينتصر دائما "امشى سنة ولا تخطي قنا" على "اللي تخاف منه ميجيش أحسن منه"، بالتالي أصبح التجديد بدعة أيا كان شكله وتوقيته ونتائجه، ولولا أزمة المرور ما حاول سائقو السيارات في مصر البحث عن طرق بديلة، مع أن التعرف على طرق بديلة مهم سواء كان الطريق الأساسي مزدحما أم لا، الطرق البديلة ضرورة، في الشارع وفي كل مناحي الحياة، وإذا كان التجديد بالنسبة للريس ستاموني هو استعمال مفردة "قفا" لأول وآخر مرة في الغناء العربي، فإن التجديد في حياتك لا يمكن حصره في شقة جديدة، أو سيارة موديل أفضل، أو فرصة عمل مختلفة، فلو انتظرت هذه الأشياء فربما لن تتجدد حياتك إلا كل عقد من الزمن، لكن التجديد اليومي والمستمر لا يحتاج منك مبالغ ضخمة أو قرارات صعبة، وكون أن معظم من حولك لا يجددون إلا موبايلاتهم، فلا يعني أن تكون نغمة الموبايل المختلفة هي أقصى طموحاتك، على سبيل المثال، متى كانت أخر مرة جربت فيها أن تغير المسجد الذي تصلي فيه الجمعة، أن تدخل السينما بالنهار لا بعد الغروب إذا كنت تدخلها أصلا، أن تقرر الاستماع لمحطة راديو مختلفة كل يوم في سيارتك عبر موجات "fm" إذا كان لديك سيارة طبعا، أن تطلع على جريدة غير التي اعتدت شراءها كل يوم، أن تذهب ولو بمفردك لحديقة الحيوانات أو برج القاهرة بدل من أن تقول بحسرة "ياااااه أنا مش فاكر إمتى آخر مرة رحت الجنينة"، القائمة تطول وستتجدد إذا بدأت، ابدأ بمفردك واكتب لأصدقائك على "فيسبوك" و"تويتر" أنك قمت اليوم بشيء مختلف، صدقني ستنشر بينهم فلسفة الريس ستاموني حتى لو كانوا يرفضون الغناء للقفا، سيجددون هم أيضا ويفتحون أمامك مجالات أخرى للتجديد، وعندما تشعر بأن حياتك أصبح لها شبابيك مختلفة أعلنها بأعلى صوت "بحبك يا ستاموني مهما الناس لاموني" ثم اقرأ الفاتحة لفؤاد خليل.