أبطال عرض أزياء «قادرون باختلاف» يروون ل«الوطن» كواليس 30 يوماً من القلق إلى النجاح

خلف كواليس خشبة مسرح عرض أزياء «قادرون باختلاف»، وفى حضور رئيس الجمهورية، ارتفعت ضحكات بريئة للأطفال والشباب المشاركين فى العرض قبل انطلاقه بعد رؤية أنفسهم فى المرآة بالفساتين والبدل وكأنهم فى عُرس خاص بهم، وآخرون غلبت فرحتهم الدموع ووقفوا يراقبون عقارب الساعة فى انتظار مرور الدقائق لانطلاق العرض، وهم يحلمون باللحظة التى يشاهدهم فيها الجميع بعد خضوعهم لتدريبات مكثفة على مدار أكثر من شهر داخل مركز الإعداد بالجزيرة، على يد المدربة كريمة بدير، وبمساعدة صفاء مصطفى، والدة السباحة البارالمبية لبنى مصطفى، المشاركة فى العرض.
ساعتان يومياً هى مدة التدريب التى قضاها أبطال عرض الأزياء الذى شاهده الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال حفل «قادرون باختلاف» على مدار شهر كامل، وتم تكثيف التدريب فى الأيام السابقة للعرض، وكلما كان الموعد يقترب ازداد حماس وقلق الأطفال، لرغبتهم فى خروج العرض بالشكل اللائق أمام الرئيس.
«بهيج»: تصميمات الفساتين من اختيار البنات.. و«علا»: التدريب استمر 3 شهور
«طريقة المشى وتقديم التحية للجمهور وتوقيت الخروج على المسرح وأسلوب العودة بعد انتهاء العرض، هى التدريبات التى تلقاها أصحاب القدرات الخاصة المشاركون فى عرض الأزياء، كنا بنعودهم وقت التدريب على التعامل بشكل طبيعى، مفيش فرق بين عرض الأزياء الخاص بيهم والعرض اللى بيقدمه أشخاص عادية»، هكذا تحدثت صفاء مصطفى، مساعدة مدربة العرض، ل«الوطن».
وقالت إن الأطفال أظهروا حماساً شديداً وسرعة استيعاب كبيرة فى التدريبات، وكانوا قبل العرض فى حالة شديدة من القلق والخوف، وبعد العرض دخلوا خلف ستارة المسرح يرقصون ويغنون فرحاً بثناء الرئيس والجمهور على مجهودهم، مشيرة إلى أنها مرت بمواقف عديدة جمعتها مع الأطفال المشاركين فى العرض، كان أكثرها تأثيراً فيها بكاء الطفل غفران المشارك فى العرض قبل خروجهم على خشبة المسرح لخوفه من الفشل وعدم إعجاب الرئيس بهم، وأضافت: «بعد ما لبسوا الفساتين والبدل وقف غفران يعيط وقال لى يارب ننجح».
وأكد بهيج حسين، مصمم ملابس أبطال عرض الأزياء وفساتين الفنانات اللاتى شاركن فى العرض، أن هدفه كان إسعاد البنات والأولاد وتصميم الملابس وفقاً لأمنياتهم، مضيفاً أن اختيار أشكال فساتين البنات المشاركات فى العرض تم بناء على طلب ورغبة كل واحدة منهن، وتابع: «كل خامات الفساتين تم اختيارها بناء على طلبات البنات، فيه بنات اختارت فستان واسع، وبنات اختارت بديل طويل، وفيه بنات قالت نفسى فى فستان شبه فساتين سعاد حسنى».
وأضاف أن تصميم وتنفيذ فساتين عرض الأزياء استغرق شهراً كاملاً بين اختيار الشكل والخامات والتنفيذ، إلى جانب تصميم فساتين الفنانات المشاركات فى العرض، وفستان هنا شيحة استغرق تصميمه أسبوعين تقريباً.
«السمة الأساسية فى هذه الاحتفالية كانت الحب»، هكذا علقت علا عبيد، مدير مركز الحفنى للفنون لذوى القدرات الخاصة، ومنظمة الكورال خلال الاحتفالية، مضيفة أن الجميع عمل بحب، وهى كلفت بتنظيم الكورال مع أوركسترا الشباب والرياضة، فى أوبريت «الجيل الصاعد» و«فيها حاجة حلوة» و«عرض الكريسماس» وفى تدريبات اللوحة الغنائية التى قدمتها الفنانة دنيا سمير غانم.
«علا» التى ظلت تدرب المشاركين من ذوى القدرات الخاصة نحو 3 أشهر، على الكورال، قالت: «فى البداية كانت التدريبات 3 أيام فى الأسبوع فى المركز المدنى التعليمى من خلال التعاون بين مركز الحفنى والاتحاد الرياضى المصرى لذوى الاحتياجات الخاصة، لتدريب الأولاد على الاستعراض والعزف، وفى الفترة الأخيرة كانت التدريبات طوال الأسبوع وكانت التدريبات تستمر أحياناً حتى منتصف الليل، وفى آخر 3 أيام كانت البروفات النهائية على مسرح المنار، مؤكدة أن الفن يقوى شخصياتهم ويعطيهم ثقة وثباتاً، ورغم الضغوظ وقت التدريبات والتحضيرات فإنهم أثبتوا صمودهم ومثابرتهم.
وكشفت سلمى علاء، بطلة العالم، لاعبة منتخب مصر للكاراتيه، الفائزة ببطولة العالم فى إسبانيا لذوى الإعاقة الحركية والذهنية والبصرية، والحاصلة على بطولة العالم مرتين، كواليس الحديث الذى دار بينها وبين الرئيس السيسى، حينما صعد إليها على المسرح ليصافحها قائلاً: «أنا طلعت لك أهوه يا سلمى»، وأضافت أنها سعيدة بلقاء الرئيس السيسى وحديثها معه، ووعدته بأن تستمر بطلة قائلة: «أنا هبقى بطلة على طول.. وأنا بطلة مصر».
وقالت الفنانة رجاء الجداوى إنها لم تتردد فى قبول عرض المهندسة أمل مبدى، رئيس الاتحاد الرياضى المصرى للإعاقات الذهنية، للمشاركة فى احتفالية «قادرون باختلاف»، مضيفةً أنها حضرت البروفات لمدة يومين، معربة عن سعادتها بالمشاركة فى احتفالية اليوم العالمى لذوى الإعاقة.