الشكوى من زيادة الإنفاق اليومية لا تفارق أحدا، وهى لسان حال المواطنين، باختلاف فئاتهم وأولوياتهم اليومية، ميزانية الأكل والشرب ومصاريف مدارس الأولاد أكثر الالتزامات إزعاجا للأسرة وتأثيرا على المصروف الشهرى، مع ثبات الدخل الشهرى وتصاعد الأسعار. ومع هذا رصد الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تراجعا فى معدلات إنفاق الأسر المصرية على الطعام والشراب من 44?1% من إجمالى الإنفاق إلى 35?4% خلال العام الماضى، بانخفاض 9?3%. وذكر أن معدل إنفاق الأسرة على بنود أخرى مثل المسكن ومستلزماته والخدمات والرعاية الصحية والانتقالات والاتصالات، زاد؛ حيث تحرك الإنفاق على المسكن ومستلزماته من 17?3% إلى 19?4%، والإنفاق على الخدمات والرعاية الصحية 6?5% إلى 9?6%. جابر أحمد محمود، موظف ويعول ثلاثة أولاد، يقول: «المصاريف لا تقل أبدا على أى بند له علاقة بتفاصيل الحياة اليومية»، وبالنسبة له تعتبر المصاريف الدراسية أكثر البنود استنزافا لميزانية أسرته، والحد الأدنى الذى يصرفه «جابر» على الأكل والشرب فقط 1000 جنيه شهريا، بخلاف الإنفاقات الأخرى الثابتة مثل إيجار السكن وفاتورة الكهرباء وغيرهما. ويؤكد إمام عبدالمنعم، سائق ولديه خمسة أبناء، أن كل احتياجات اليوم زادت وأكثرها الخضار. ويرى أن الزيادة فى المصاريف تجاوزت 50%، فمثلا كيلو الفاصوليا وصل ثمنه إلى 12 جنيها بعدما كان ب3 جنيهات، ويقول: «المشكلة أن الحكومة عارفة هذا الكلام وتطلع تقول الإنفاق قل، ولا تحاول الحل». وتنفق أم محمد 30 - 40 جنيها مع استطلاع «الجهاز»، قائلة: «نتيجة الإحصاء صح لأننا أساسا مش لاقيين ناكل». الهروب إلى الخارج كان حلا منطقيا يراه السيد أمين، سائق ميكروباص من مدينة شربين؛ لأن دخله 1000 جنيه، ولم يعد كافيا لمصاريف أسرته، ويقول: «قررت الهجرة هربا من بيانات الحكومة التى ما زالت تؤكد أننا عايشين فى رخاء واحنا أساسا مش عايشين».