سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حملات شبابية لا تتبع أحزاباً أو حركات سياسية هدفها الحشد للتصويت وحماية اللجان أثناء الاستفتاء من طرق الأبواب إلى «حقى وحقك» وصولاً للدستور «برايل».. الشباب يؤيدون الدستور
يجلس على مكتبه كل صباح يستعد ليوم جديد، يعد نموذجاً حياً للإرادة الصادقة التى تجسد حب الحياة ببلائها، وتحدى النفس حين تخور قواها، فهو يهوى القراءة والكتابة رغم كونه كفيفاً، وحلمه أن يجعل كل المكفوفين لهم دور بارز فى المجتمع، فقرر أن يطبع الدستور الجديد بطريقة «برايل» فى كتاب ملموس، ووزعه مجاناً على أعضاء وفاقدى البصر فى جمعية «مزايا» للمكفوفين وذوى الاحتياجات الخاصة. محمد الزيات، رئيس مجلس إدارة الجمعية، وأحد المكفوفين الذين أسهموا فى توصيل الدستور الجديد إلى بيت كل كفيف فى الجمعية «هدفى أن يصل الدستور لكل الناس، لذلك طبعت الدستور بطريقة برايل للمكفوفين ووزعته مجاناً، لتعريف المكفوفين بمواد الدستور وأهمية الاستفتاء عليه، لتكوين الرأى وليس لتوجيه الرأى». حرص الزيات على أن يقرأ كتاب الدستور الجديد لمواكبة الأحداث المحيطة به «عشان لما حد ييجى يسألنى أكون مُلمّاً بالجزئيات وأطرح الرؤية، وكمان بتناقش معاهم فى كل المواد، كنت فى البداية حريص إنى أطبع بطريقة برايل مواد المعاقين فقط، لكن قلت لازم أطبع الكتاب كله عشان يكون عندهم وعى فى كل مواده»، مؤكداً أن الكتاب الملموس لم يتوقف عند أعضاء الجمعية فقط بل تم إرساله أيضاً إلى المركز القومى للمعاق فى سوهاج. لم يكن «الزيات» وحده فى مبادرته لنشر الدستور والتوعية به، شاركه شباب غير منتمٍ لتيارات سياسية بعينها، قرروا إقامة حملة تحت شعار «حقى وحقك» لتكوين فريق مراقبة استفتاء الدستور 2014 بمنطقة حدائق القبة «إحنا غير تابعين لأى جهة أو حزب ولا تيار، لكننا نريد فقط توعية الناس، وتعريفهم بالدستور، والمراقبة عليه، وهو ما يشغل بال وتفكير جميع الأعضاء حالياً» بحسب «أحمس محجوب» أحد مؤسسى الحملة. الدور الذى تقوم به الحملة، يعتمد على الجهود الذاتية، يقومون حالياً بدراسة المسودة النهائية للدستور، لتوعية الناس بإيجابياتها وسلبياتها، دون التأثير على وجهة نظرهم. «بنصرف على الحملة من فلوسنا الشخصية، هنؤجر سماعات ومسرح، لتوعية الناس، هنسهر يوم الاستفتاء على الدستور لمراقبة عملية الفرز والتصويت». عادتهم اليومية لا تقطعها أحداث أو انفجارات، لا شىء يوقفهم عن النزول إلى شوارع المنصورة يومياً لتوعية الشباب وفئات المجتمع، هدفهم ضمان حقوق المواطن المصرى التى كونوا من أجلها فريق «اضمن حقك»، ليطرقوا أبواب البيوت والمحلات للحث على تعريف المواطن ببنود الدستور الجديد وأهمية التصويت ب«نعم». «اضمن حقك، وشارك فى صنع مستقبلك لتنعم بحياتك»، هكذا رد الفريق على أسئلة أهالى المنصورة حول هويتهم، حيث قرروا أن يواجهوا إرهاب الجماعة بطريقة مختلفة، «إحنا فكرنا نعمل حاجة جديدة عشان نقدر نوصل للناس بسرعة، فقررنا ننزل الشارع كل يوم ونعدى على البيوت ونتكلم معاهم على أهمية تصويتهم فى الدستور، وكمان بندخل لأصحاب المحلات والأكشاك»، قالها محمد عادل، مؤسس الفريق. موضحاً أن الفكرة جاءت عندما وجد شباباً يصدقون جماعة الإخوان، «لقينا ناس فى المنصورة بيحرضوا الشباب والناس على مقاطعة الدستور، وإنهم ينزلوا يعملوا أى شغب عشان يفسدوا علينا الفرحة زى كل مرة، ففكرنا إننا ننزل بنفسنا للناس ونوعّيهم للخير بدل ما الإخوان بيوصّلوا ليهم الشر بس». الفريق المكون من مجموعة الشباب والفتيات بمختلف الأعمار، قرروا حماية الاستفتاء بتأمين اللجان الانتخابية والحشد للتصويت والمشاركة.