عم مجاهد، ها أنا أراسلك مرة أخرى فى الأسبوع ذاته، آسف لإزعاجك لكن المستجدات أسخن كثيرا من أن تُرسل لك باردة الأسبوع المقبل. لن أسألك عن حالك.. لأنه حتما سيكون أفضل من حالي وحال المصريين وحال بلادنا عامة.. بلادنا التى ارتوت وفاضت بدماء أولادها، لكن السؤال الذى يدور ببالى، ألم يكتب لنا أن نفرح أبدا يا عم مجاهد؟ متعجب من سؤالى ونظرتى الحزينة للأمور؟ لديك حق فأنت ليس موجودا فى مصر. لن أصف لك القاهرة كعادتى فى كل رسالة، فالحُزن سائد والهم غالب والأسى لم يترك شيئا جميلا ليُوصف. أما عن المستجدات، تفجيرات، وقتلى (نحتسبهم عند خالقهم شهداء) وجرحى وإرهاب وتصريحات وتهديدات وتنديدات وتوعدات ومسؤولون فقط عن إحراق دم الشعب، كل هذا أنت تعلمه جيدا. أما الذى لا تعرفه .. إننا تعبنا يا عم مجاهد .. والله العظيم تعبنا، لا فرحة ولا أمن ولا أمل لشاب ولا راحة لكهل ولا أمن لعجوز، الحُزن سائد كما قلت سابقا، والخوف دق القلوب فهرب النوم من العيون. هذا الشعب يا عم مجاهد لا يحتاج "لمن يحنو عليه"، ولا "لرئيس هو وعشيريته"، اسأل المواطن في الشارع سيقول لك "أحتاج لقمة العيش واطمن على ولادى ومسؤول يحس بينا يا باشا .. حسوا بينا". أخيرا .. رحم الله كل من سالت دماؤه على تلك الأرض التى فاض بها من كل من تعلو قدمه عليها .. أما أنت يا عم مجاهد فسوف أقص عليك قصة قصيرة تصف الموقف ببساطة: (يحكى أن شابا كان متجها إلى امتحانه فوجد والدته منتظرة، وتقول له إنها ستذهب معه من الآن فصاعدا فى كل مكان، فضحك الشاب وقال لأمه ساخرا: ليه يا ماما هو أنا بيبى؟ .. فتأملت الأم وجهه قليلا ولمعت عيناها بدموع ترفض النزول لتكسر كبريائها وتكشف خوفها وقالت: علشان لو متنا نموت سوى يا ابنى، ثم بكت). اتعلم كيف ينام المسؤولون ؟ أنا لا أعلم يا عم مجاهد. سلامى و تحياتى