سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» تكشف: مخطط الإخوان للسيطرة على «الثقافة» انتهى بوصف سيد قطب ب«المناضل» ضد السلطة «الملحدة» «عبدالله»: فى عهد الجماعة صار طريق الإرهاب والتقتيل فى عرف «مثقفى الارتزاق» طريقاً للنضال
كشفت «الوطن» عن محاولات الإخوان للسيطرة على وزارة الثقافة فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، عبر عدّة خطوات تصدّى لها المسئولون والعاملون فى الوزارة بكل حزم، وهو ما انتهى باعتصام المثقفين بعد أن فاض بهم الكيل ضد الممارسات الإخوانية للعبث بالثقافة المصرية. ولأول مرة فى تاريخ وزارة الثقافة، صدرت عن الهيئة العامة للكتاب أيام «مرسى» رواية تصف مقدمتها سيد قطب ب«المناضل» الذى صار «رمزاً وعلامة للاستشهاد والنضال ضد السلطات الكافرة الملحدة»، وهى رواية «أشواك» التى كتبها «قطب» قبل تحوله للفكر الإخوانى. وأثار طبع رواية «أشواك» حالة من السخط والجدل فى أوساط المثقفين الذين اعتبروا كتابة مقدمة كهذه، خاصة أن كاتبها الناقد شعبان يوسف بعيد كل البعد عن التيار الإخوانى والإسلامى برمّته، بمثابة تحول كبير فى الثقافة والفكر المصرى، يجعل من «قطب» بطلاً ظلمه التاريخ. وقال الناقد يسرى عبدالله، عضو تيار الثقافة الوطنية: «إن هناك صنفاً من المثقفين يعبر باختصار عن نموذج المثقف التلفيقى الانتهازى، المتلون كالحرباء، والذى كان على أهبة الاستعداد لإطلاق لحيته إبان حكم الإخوان الفاشيين، وهؤلاء تفضحهم تقلباتهم، ومواقفهم، بل وصمتهم أحياناً، ومنهم من كان يستقبل وزير الثقافة الإخوانى السابق فى مكتبه بإحدى مجلات هيئة الكتاب الفصلية التى يرأس تحريرها، متفانياً فى خدمة مخططه الرجعى». وأضاف «عبدالله» ل«الوطن»: «ووصل النفاق الممجوج ببعض (المتثاقفين) إلى حد أن وصفوا مُنظّر الإرهاب والرجعية فى العالم (قطب) بأنه ناقد وروائى طليعى، وصنعوا تقديماً لعمل تافه له يسمى (أشواك) أثناء صعود الإخوان لصدارة المشهد السياسى فى مصر، وصفوا فيه قطب بأنه (الشهيد المغتال)، وأشاروا فى كلامهم إلى أن مشايعيه حسب زعمهم البائس أخذوا من فكره نبراساً لطريقهم النضالى فى الحياة، فصار طريق الإرهاب والتقتيل والعنف والتطرف فى عرف مثقفى الارتزاق طريقاً للنضال». واعتبر «عبدالله» أن «نشر المؤسسة الثقافية الرسمية ممثلة فى (هيئة الكتاب) هذه الترهات والاحتفاء بها بمثابة إهانة للقيم الوطنية العامة، ولكل قيم الحداثة والاستنارة والإبداع»، منتقداً سياسة وزارة الثقافة التى وصفها ب«الثابتة رغم المتغيرات السياسية بعد ثورة يناير و30 يونيو». ومن جانبه، قال الدكتور أحمد مجاهد، رئيس «هيئة الكتاب»: «إن نشر رواية (أشواك) كان بمثابة الطعنة التى تلقتها جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية بما فيها عائلة قطب من وزارة الثقافة، وذلك لأن الرواية تتحدث عن سيد قطب الأديب والروائى قبل أن ينخرط فى الجماعات الإسلامية والإرهابية، وهو ما رفضته هذه الجماعات بشكل صارم واعتبرته إهانة لها وللكاتب، فأقامت دعوى قضائية ضدى ظلت تُتداول أمام المحاكم حتى تمكنت من الحصول على تأييد قضائى فى الأيام الأخيرة». ورفض «مجاهد» ما سماه «محاولات النيل منه ومن سمعته» أو وصفه بأنه كان «حليفاً للإخوان» ذات يوم، مشيراً إلى أنه كان أول مسئول فى وزارة الثقافة تتم إقالته والإطاحة به بعد إسناد المنصب للوزير الإخوانى علاء عبدالعزيز ب48 ساعة فقط، وكان من أوائل الداعمين لاعتصام المثقفين للمطالبة بإقالة الوزير الإخوانى حفاظاً على الهوية المصرية، فلقد «وقفت أمام محاولات الجماعة لأخونة (مكتبة الأسرة)، فكان ردهم إصدار قرار بإقالتى بعد 48 ساعة من تولى عبدالعزيز منصب الوزير». وأوضح «مجاهد» أن «الوزير الإخوانى رفض طباعة الكتب التى اختارتها (مكتبة الأسرة) بدعوى أنها كتب يسارية، وأعاد مبالغ طباعتها ثانية إلى وزارة المالية، ولكن بمجرد أن رحل بعد ثورة 30 يونيو وعدت ثانية إلى منصبى طبعت هذه الكتب من ميزانية العام الجديد». وحول مقدمة رواية «أشواك» قال «مجاهد»: «يسأل عنها كاتبها شعبان يوسف، ولكن من يتحدث عن (أشواك) فلا يتحدث عنها بجهل لأنها رواية كتبها قطب فى المراحل الأدبية له قبل أن ينخرط داخل التيارات الإسلامية، كما أننى أرفض من يزايد علينا لأن الهيئة لم تتوقف عند أشواك فقط بل إنها اتخذت العديد من المواقف المناهضة للإخوان فى عز قوتهم فأصدرت كتاب (حكايتى مع الإخوان) لصفاء عبدالمنعم، ومنحت جائزة أحسن كتاب لثروت الخرباوى». ومن جهته، قال محمد أبوالمجد، وكيل الوزارة للشئون الثقافية، إن الهيئة العامة لقصور الثقافة رفضت أى محاولات لنشر الفكر الإخوانى لديها وتصدت بكل حزم لذلك، حتى إنها رفضت الترويج لدستور 2012 «الدستور الإخوانى»، مشيراً إلى أن «الهيئة العامة لقصور الثقافة فى النهاية هيئة مستقلة تخضع لوزارة الثقافة ولكن الوزير الإخوانى لم يكن يملك فرض أى إملاءات عليها». أما الدكتورة سهير المصادفة، مدير عام مركز تنمية الكتاب، فقالت إن الإخوان لهم واقعة شهيرة معها خلال ملتقى الشباب الذى نظمته الهيئة العامة للكتاب، حيث حضروا إلى الملتقى دون دعوة وأرادوا أن يتحدثوا عن تمكين الجماعة، فرفضت ذلك وردت عليه قائلة: «هذا ملتقى لتمكين الشباب وليس لتمكين الجماعة»، موضحة أنهم هددوها بتقديم شكوى إلى وزيرهم الإخوانى وإقالتها من منصبها فوراً.