أكد اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، رفض مصر إقامة معسكرات للاجئين على أراضيها، كما أن القيادة السياسية حريصة على إدماج اللاجئين داخل المجتمع المصري والذين من بينهم عدد من الأفارقة، مشيراً إلى وجود حوالي 5 ملايين لاجئ في مصر. جاء ذلك خلال لقاء شعراوي ومعبد الوافي لفتيت وزير الداخلية المغربي، الذي تقع في اختصاصه التنمية المحلية المغربية، على هامش انعقاد القمة الثامنة للمدن والحكومات الأفريقية المنعقدة بمدينة مراكش بالمغرب، بحضور السفير أشرف إبراهيم سفير مصر في المغرب، والسفير الدكتور محمد حجازي، مستشار وزير التنمية المحلية للتعاون الدولي. عبر اللواء محمود شعراوي، خلال اللقاء، عن تقدير مصر لجهود المملكة المغربية وحرصها على تقديم جميع التسهيلات الممكنة للمنظمة، ما أسفر عن اتساع نشاطها وباتت أحد علامات العمل الأفريقي المشترك في المرحلة الحالية، التي تواجه فيها المدن الأفريقية تحديات عدة يمكن مواجهتها من خلال تبادل الخبرات والعمل الأفريقى المشترك. وأضاف شعراوي، أن مصر ستتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي عام 2019، وسيكون من بين ملفات التعاون التي ستهتم بها مجال التنمية المحلية واللامركزية وتنمية القدرات وتبادل الخبرات لمعالجة قضايا سكان المدن الأفريقية، مشيرا إلى أن قرار مصر باستضافة مقر للمنظمة عن إقليم شمال أفريقيا، وهو ما أعلان خلال فعاليات القمة الثامنة، دليل حرصها على التفاعل مع محيطها الأفريقي في جميع المجالات. وأشار وزير التنمية المحلية إلى ما بحث مع الأمين العام للمنظمة جان بيير مباسي، من إمكانية تطوير عملية تدريب كوادر المدن الأفريقية على جميع أنشطة ومجالات التنمية المحلية والتدريب واللامركزية وتخطيط المدن من خلال أكاديمية "سقارة" للتنمية المحلية التابعة للوزارة، معربا عن تطلعه لتبادل الزيارات والتجارب والأفكار على صعيد التنمية المحلية مع المسؤولين المغاربة، للتعرف على التجارب المشتركة وتعزيز أواصر العلاقات بين الجانبين خاصة في المجال الحكومي. ومن ناحيته، أعرب وزير الداخلية المغربي عن تقديره للمشاركة المصرية الفاعلة، التي ستزيد من قدرة إقليم شمال أفريقيا لتعزيز العلاقات وأطرها داخل أعمال المنظمة خلال المرحلة المقبلة، مؤكدا على أمله أن يتجاوز إقليم الشمال التحديات التي يواجهها حالياً، ما حال دون تبوءه بكل الخبرات والإمكانيات البشرية مكانته القوية على الصعيد الأفريقي. وأشار الوزير المغربي إلى أن عودة بلاده لعضوية الاتحاد الأفريقي وتبوء مصر مقعد رئاسته خلال عام 2019، سيسهمان في تعزيز قدرة إقليم الشمال على تحقيق المكاسب، لاسيما وأن السياسة الخارجية المصرية والمغربية تستهدف الصالح الأفريقي وتحقيق الرخاء والتقدم لدول القارة الأفريقية، ما يستدعي تنسيقاً مصرياً مغربياً على الساحة الأفريقية في جميع المجالات والمحافل الإقليمية المشتركة، وعلى الأخص في منظمة المدن والحكومات الأفريقية، والتي يمكن من خلالها تحقيق الجانبين أهدافاً عديدة ورعاية المنظمة وتوجيهها بما يخدم صالح البلدين ودول القارة بعد غياب طويل لدول الشمال الأفريقي عن أعمالها. وأكد لفتيت أيضا، على أن الاتجاه العام السائد على المحيط الأفريقي هو تعميق العلاقات بين المدن الأفريقية، والذى بات حقيقية وأصبحت اللامركزية هدفاً يتفق مع المواثيق الأفريقية، مشيراً إلي أهمية تطوير العلاقات بين المدن الأفريقية في شمال القارة ومحيطها. وأوضح وزير الداخلية المغربي أن القارة تواجه مشاكل وتحديات في عملية التنمية، ومن المهم أن تتعاون دول شمال أفريقيا وتتكامل فيما بينها لمواجهتها، مشيرا إلى أن المغرب يعاني من مسألة الهجرة وأنها مشكلة دولية، لكن بلاده تعاني منها أكثر من الدول الأخرى لأنها معبر بين دول الجنوب وأوروبا، مستطردا أنها أزمة متشعبة ويمكن مواجهتها عن طريق التعاون وتبادل الأفكار بين دول القارة ودول الشمال الأفريقي، لافتا إلى أن هناك بعض العقبات والصعوبات التي تواجه مسألة التعاون والتفكير المشترك وأهمها الوضع في ليبيا وسوء العلاقات المغربية الجزائرية. كما تطرق اللقاء إلى مشكلة المهاجرين والهجرة غير الشرعية، وأشار اللواء محمود شعراوي إلى أن مصر قامت بجهود كبيرة لمواجهتها منذ عدة سنوات، ونجحت في وقفها من السواحل المصرية. وأكد شعراوي على ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي والدول الأوروبية مع دول القارة الأفريقية وتبني استراتيجية شاملة تسعى إلى علاج جذورها، عبر دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوب أفريقيا، مشيراً إلى أهمية التعاون والتنسيق المصري والمغربي فيما يخص تلك المشكلة، وحث الدول الاوروبية على تنمية دول القارة لوقف الهجرة خاصة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تواجه دولها خلال الفترة الحالية، والتي تدفع مواطنيها للهجرة إلى أوروبا.