فتحت السلطات الروسية، تحقيقًا في "عمل إرهابي" بعد أن نفّذ شاب في السابعة عشرة، تفجيرًا انتحاريًا، الأربعاء، في فرع الاستخبارات الروسية في مدينة أرخانغيلسك في شمال البلاد، ما أسفر عن مقتله وإصابة ثلاثة موظفين بجروح. وقبل دقائق من التفجير حذّرت رسالة على منتدى فوضوي من تفجير وشيك، وقال المحققون إنهم يدقّقون في ما إذا كان المنفّذ عضواً في منظّمة محظورة. وفجّر الانتحاري عبوّته الناسفة عند الساعة 08:52 (05:52 توقيت جرينتش)، في مدخل مبنى فرع الاستخبارات الروسية، في أرخانغيلسك التي تبعد نحو ألف كيلومتر شمال موسكو وتقع على البحر الأبيض. وقال مسؤول طلب عدم ذكر اسمه ل"فرانس برس" إنّ الانتحاري الذي قتل جرّاء التفجير، هو طالب في معهد في المدينة ويدعى ميخائيل زلوبيتسكي، وقام المحقّقون بتفتيش مسكنه، واستجواب أقاربه وأصدقائه. وقالت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، إنّ "المعلومات الأوليّة تفيد أنّ الشخص الذي دخل إلى المبنى أخرج من حقيبة (ظهر)، شيئًا لم يحدّد انفجر بين يديه، ما سبّب له جروحا قاتلة". وتابعت أن "ثلاثة موظفين في الاستخبارات جرحوا وإصاباتهم متفاوتة الخطورة"، ونقلوا إلى المستشفى، وقالت متحدثة باسم الاستخبارات، إن أحدهم احتاج لعملية جراحية. وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للكرملين، والتي تكلّف القضايا الكبرى أنّها فتحت تحقيقاً في "عمل إرهابي" وكذلك في "حيازة ذخائر بطريقة غير قانونية". - "تعزيز الأمن" - ونشرت اللجنة على حسابها على "تويتر" صورة أُخذت من تسجيل فيديو لكاميرات مراقبة، يظهر فيها شاب شعره قصير ويرتدي معطفًا أسودًا في بهو مدخل مبنى، ويضع يده في حقيبة ظهر يحملها. والهجمات على الشرطة وأجهزة الأمن نادرة في روسيا باستثناء شمال القوقاز، المنطقة التي يشكّل المسلمون غالبية سكّانها وتواجه السلطات فيها تمرّدًا إسلاميًا. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ بهذا الهجوم، لكنه تجنّب الحديث عن الدافع وراءه. وقبل سبع دقائق من التفجير نشر منتدى فوضوي على خدمة "تلغرام" للتراسل المشفّر رسالة تحذر من استهداف مبنى الاستخبارات "بهجوم إرهابي". وقال ناشر التحذير مستخدماً اسم "فاليريان بانوف" إنّه سيعلن مسؤوليته عنه. وأضاف إنّ "الأسباب واضحة بالنسبة لكم. قرّرت أن أفعل هذا لأنّ الاستخبارات جُنّت. إنّها تختلق حالات وتعذّب الناس. الأرجح أن أُقتل في التفجير". وأضاف "أتمنّى لكم مستقبلاً باهراً من الفوضى الشيوعية". وسبق أن شنّ فوضويّون هجمات على السلطات الروسية تضمّنت إضرام النار في سيارات للشرطة وإلقاء زجاجات حارقة على مقارّ حزب روسيا الموحّدة الحاكم. وأكّد إيغور أورلوف حاكم المنطقة الذي تفقّد مكان التفجير أنّ "الوضع خطير جدا"، مشيراً إلى أنّ السلطات تعمل لتحديد نوع المتفجرات التي استُخدمت. وأضاف "نتّخذ إجراءات لتعزيز أمن المدنيين والمباني العامّة في منطقة أرخانغيلسك".