قال الدكتور مجدى صلاح نورالدين، أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة القاهرة، إن «مشكلة تجمع مياه الأمطار فى الطرق تحتاج إلى ثلاثة حلول؛ أولها: إنشاء شبكة لصرف مياه الأمطار، تحتاج لميزانيات ضخمة لأنها تقوم على إنشاء بالوعات فى الشوارع ومواسير لنقل المياه إلى خزانات التفتيش ثم إعادة استخدامها والاستفادة منها فى الزراعة بعد تنقيتها، ونحن فى مصر لا نحتاج كثيراً لمثل هذه الشبكة نظراً لقلة الأمطار، وهى موجودة بكثافة فى دول أوروبا». الحل الآخر كما قال الدكتور «نورالدين»: «يقوم على إنشاء قنوات مفتوحة على جانبى الطريق مع عمل نقاط تجميع للمياه فى غرف تفتيش لتجميعها، على أن يتم تنفيذ ذلك أثناء رصف الطرق. أما الحل الثالث فهو تنفيذ الطريق بنسبة ميل فى أحد الجانبين لتجميع المياه فى نقطة معينة، ومن ثم يتم سحبها بسيارت الشفط، لكن يجب أن يكون هناك أسطول من هذه السيارات لمواجهة تلك الأزمة». وأشار «نورالدين» إلى أن الحلين الثانى والثالث هما الأكثر ملاءمة للشوارع فى مصر نظراً لقلة الأمطار والتكلفة المناسبة. جدير بالذكر أن شوارع مصر قد شهدت مؤخراً العديد من الاختناقات المرورية على مدار الأيام القليلة الماضية، بسبب برك المياه التى ملأت الشوارع بالتزامن مع هطول الأمطار الغزيرة، ما أغرق شوارع العاصمة على وجه الخصوص فى «شبر مية»، دون أى استعدادات من جانب الجهات المسئولة للتغلب على تلك الأزمة المتكررة. ومن اللافت أيضاً أن تخلو شوارع محافظة سياحية مثل الجيزة من بلاعات شفط مياه الأمطار، وإن وجدت فهى لا تعمل بسبب غياب الصيانة الدورية من قبل المسئولين، ما دفع الكثيرين للقطع بأن موجة الأمطار الأخيرة أظهرت حالة القصور التى تعانى منها شوارع غالبية المحافظات نتيجة عدم وجود بالوعات أمطار أو عدم توافر سيارات شفط كافية، وإن كان رجال المرور يرون أن سيارات الشفط تتسبب فى زيادة الارتباك المرورى الذى عانى منه الجميع خلال الأيام الماضية. يذكر أن أحد المسئولين عن المرور قال فى مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التليفزيونية إن «محافظة الجيزة لا توجد بها بالوعات مطر باستثناء واحدة عند نفق الجيزة وهى لا تكفى فى ظل كثافة هطول الأمطار، كما أن برك المياه زادت من الاختناقات المروية على المحاور الرئيسية ومعظم شوارع الجيزة». وأشار المسئول، خلال مداخلته الهاتفية، إلى أن المحافظة ليس لديها سيارات شفط كافية للتغلب على هذا الأزمة، وأن مسئولى المحافظة استعانوا ببعض سيارات هيئة الصرف ولم تكفِ هى الأخرى. مطالباً بمراعاة إنشاء بالوعات المطر على الطرق الرئيسية للتغلب على مياه الأمطار، خصوصاً عند إعادة رصف الطرق. ويرى العديد من خبراء النقل والمرور أن مشكلة الأمطار المتكررة كل عام لا يحسن المسئولون التعامل معها بالطرق الصحيحة لتجنب مخاطرها وآثارها السلبية، ولا بد من وضع حلول جذرية لتلك المشكلة من خلال إنشاء شبكات صرف مياه الأمطار وصيانتها باستمرار لتكون جاهزة لاستيعاب مياه الأمطار، فضلاً عن ضرورة توفير سيارات شفط المياه بعدد كافٍ، لأن مياه الأمطار تؤثر على كفاءة الطريق وطبقة الرصف وتتسبب فى وقوع كثير من الحوادث على الطرق السريعة. كما يرى الخبراء أن مجارى الأمطار تعرضت للإهمال على مدار السنوات الماضية، خصوصاً حين أعادت الأجهزة المعنية بصيانة الطرق رصفها من جديد ومن ثم إغلاق الصرف القديم، فضلاً عن أن المناطق الجديدة ليس فيها صرف أمطار من الأساس، ما يتسبب فى غرقها فى «شبر ميه».
