بينما تعيش مصر أجواء شتوية صعبة، تحولت شوارع العاصمة والمحافظات إلى برك لمياه الأمطار، مما أدى إلى صعوبة سير السيارات، وقال مهندسو طرق وكبارى إن كون مصر ليست بلدا شتويا جعل المسئولين بها على مر السنين لا يكترثون بعمل شبكة تجميع لمياه الأمطار، وفى حالات أخرى عدم الاهتمام بصيانة الطرق التى حالفها الحظ فى البداية بتنفيذ تلك الشبكة ثم ما لبث أن ساء حظها بسبب غياب الصيانة الدورية. يقول المهندس عادل الكاشف رئيس الجمعية المصرية لسلامة الطرق «عند إنشاء أى طرق أو كبارى فى مصر نعانى من عدم وجود خطط مستقبلية أو إشراف فنى جيد على عملية التنفيذ، مما أدى بالطرق والكبارى فى مصر إلى هذه الحال المتدهورة، أما فيما يخص فصل الشتاء فنحن فى مصر لم نعتد على مثل هذه الأجواء الشتوية القاسية، لذا لم يضع المسئولون فى حسبانهم أثناء تنفيذ الطرق والكبارى عمل أى شبكات أو بالوعات لصرف مياه الأمطار، فهم يقولون إن الشتاء فى مصر لا يتعدى بكل الأحوال من 10 إلى 15 يوما، وهذا مقارنة بالتكلفة التى سيتكبدونها لتنفيذ مشروع شبكات مياه الأمطار وبالتالى سيكون غير مجدٍ. يتابع «الكاشف»: «أنصح المواطنين فى هذه الأيام الصعبة أن يتأكدوا قبل ركوب سياراتهم من صلاحية المسّاحات وأضواء الشبورة، وإذا لاحظ أحدهم وجود عطل ما فيهما فيجب عليه ترك سياراته منعا لوقوع أى حوادث، كما يجب عليهم أثناء هطول الأمطار ألا يزيدوا من سرعة سياراتهم على 40كم فى الساعة، وذلك لحماية أنفسهم ولحماية الآخرين». ويضيف الكاشف «يجب على المسئولين أن يبدأوا التفكير فى الأجواء الجديدة التى تعيشها البلاد وموجات الطقس السيئ التى أصبحنا نفاجأ بها مؤخرا، لذا يجب عليهم أن يفكروا فى عمل بالوعات لتجميع مياه الأمطار حتى لا تتكرر مشاهد غرق الشوارع والكبارى». وينهى حديثه قائلا «أقول للمسئولين حرام عليكم اشتغلوا صح بقى». أما الدكتور مجدى صلاح الدين أستاذ الطرق والمرور جامعة القاهرة، فيرى أن المشكلة لها شقان أحدهما فنى والآخر مالى، موضحاً «من الناحية المادية عمل شبكة أمطار هو مشروع مكلف للغاية قد تصل تكلفته لمليارات الجنيهات لذا فإن الدولة لا تستطيع تحمل هذه التكلفة فى الوقت الحالى، أما من الناحية الفنية فكان من الممكن أن نعالج هذه المشكلة إذا كان قد تم تنفيذ الطرق فى البداية بدرجة ميل معينة بحيث يتم تجميع المياه فى أماكن معينة يتم شفطها بعد ذلك، ولكن بما أن هذا الأمر لم يحدث فى الماضى، فكان يجب أن يتم توفير سيارات شفط فور هطول الأمطار بهذه الكميات حتى لا تتعطل حركة المرور أو يتعرض سائقو السيارات لحوادث مرورية بسبب تراكم المياه وتحول الطرق إلى بحيرات صغيرة. وأضاف «صلاح الدين» المشكلة الكبيرة أن هناك بعض الطرق كان قد تنفيذ شبكات لصرف مياه الأمطار بها، ولكن بسبب عدم وجود صيانة دورية لها، توقف عملها تماما وأصبحت بلا جدوى، وعلينا فى الفترة القادمة أن نتوقع تعرض مصر لمثل هذه الأجواء الصعبة وأن نحاول حل الأزمة بأقل التكاليف الممكنة، حتى وإن كان عن طريق استخدام «مزراب» فى الكبارى لتصريف المياه المتجمعة.