يتحدث بلسان المحرومين، مستخدما الجدران والحوائط لنشر صرخات وآلام الفقراء بمختلف أنواعهم، بالإضافة للجانب السياسى، عن طريق مجموعة من «الجرافيتى»، قضايا المجتمع كانت «مغناطيس» بالنسبة للطالب العشرينى، يجذبه للخروج من عبء الدراسة إلى نزهة، تستغرق ساعات فى شوارع المنصورة، بصحبة «فرشاة وألوان»، ناسجا بخطوطه العريضة والملونة أهدافا مات من أجلها شهداء الثورة، ومن جانب آخر تكون آلة تنبيه فى آذان الحكومة التى أغفلت حقوق الفقراء بشعار «أنا بموت من الجوع والبرد». «الحيطة بتتكلم ثورة» ملخص الرسالة التى يوجهها «نيمو» من خلال رسوماته فى كافة شوارع المنصورة الرئيسية، التى تطالب بالقضاء على الفقر، وحماية أطفال الشوارع من الاستغلال، سواء الجنسى أو المادى «صحابنا اللى استشهدوا فى ثورة يناير ماتوا عشان حق الفقير، باعتباره العنصر الأساسى اللى محتاج العدالة الاجتماعية»، عرض المشاكل ومصارحة المارة بالوجه القبيح للواقع الاجتماعى هو الهدف الذى يسعى من أجله «نيمو»: «بعمل حملات فيها القيم الغائبة دى». 70 جرافيتى فى خمس سنوات.. المحصلة النهائية للأعمال التى تحدث من خلالها «نيمو» عن المهمشين دون انحياز لأى طرف سياسى: «بدأت مع ألتراس واتعلمت الجرافيتى وبدأت أرسم جداريات واستنسل من غير ما أعارض الثوريين ولا حتى الإخوان، أنا بعمل اللى بحسه وشايفه صح»، أبرز القضايا التى طرحها الشاب العشرينى، بالإضافة إلى النوع الاجتماعى، هى قضية التحرش وحقوق المرأة بوجه عام: «رسمت عناصر بارزة من البنات اللى كان ليها دور فعال، سواء فى مقاومة التحرش أو فى الثورة، ده غير الرسومات المحفزة للفتيات لمناهضة الظاهرة». ورغم معالجته للقضايا الاجتماعية البعيدة عن الجانب السياسى فإن «نيمو» لم يسلم من الملاحقات الأمنية، بالإضافة إلى محاولات «طمس الجرافيتى» ذلك الأمر الذى زاده إصرارا على ممارسة هوايته: «مش فاهم يعنى إيه غرامة أو قضية مع إنى بعمل صورة حلوة بألوان مبهجة كل ما فى الأمر إنها زى المرآة بتعكس الحقيقة اللى إحنا مش عاوزين نشوفها، مش ده أحسن ما أمسك إسبراى وأشتم على الحيطة»، ويضيف: «الفن رسالة وهدف.. مكملين».