توقعات عديدة طرحها عدد من المسئولين والسياسيين حول النتيجة المتوقعة للاستفتاء القادم على الدستور «المعدل». التصويت بنعم أمر محسوم، لكن الخلاف على نسبته، البعض يقول إن نسبة الموافقة سوف تزيد على 70%، وآخرون يقولون إنها ستزيد على 75%، وفريق ثالث يذهب إلى أن النسبة قد تصل إلى 80% أو تزيد. كلام طيب!، لكن السؤال الأهم المطروح على هامش هذا الاستفتاء لا يتعلق بنسبة الموافقة، بل بنسبة المشاركة. الأرقام تقول إن نسبة من شاركوا -ممن لهم حق التصويت- فى الاستفتاء على دستور 2012 بلغت 33.4%. والمطلوب أن يشارك فى الاستفتاء على تعديلات هذا الدستور يومى 14 و15 يناير نسبة تقترب من هذه النسبة فى أقل تقدير. وحبذا لو زادت. ولعلك لاحظت ذلك السعى الدؤوب من جانب السلطة المؤقتة لحث المصريين على المشاركة فى الاستفتاء، وقد بدأ هذا السعى قبل أن يخرج الدستور إلى النور، لكنها -بين قوسين- دعوة لم تبرأ من ذات الصدأ العقلى الذى ميّز دعوة الإخوان من قبل إلى المشاركة فى استفتاء 2012، حين ربطت إقرار الدستور بالبقرة المقدسة التى يتاجر بها الجميع: «بقرة الاستقرار»!. الخطير فى الاستفتاء القادم أنه ليس استفتاء على التعديلات التى أجريت على مواد الدستور أو على خارطة الطريق، كما يذهب البعض، الخطير أنه استفتاء على الفريق «السيسى». فمهما حاول البعض تعويم نسب خارطة الطريق إلى شخص أو جهة بعينها، إلا أن الناس جميعها تعلم أنها خارطة وضعت بمعرفة الفريق «السيسى» عقب الموجة الثالثة للثورة فى 30 يونيو، وأن الفريق هو الرجل الأقوى فى مصر منذ اللحظة التى أعلن فيها هذه الخارطة. وبالتالى فالاستفتاء على الخطوة الأولى من خطواتها (التعديلات الدستورية) هو ببساطة استفتاء على صاحبها. لقد شارك فى الاستفتاء على دستور 2012 أكثر من 17 مليون مواطن، فى حين شارك فى الموجة الثالثة من الثورة (30 يونيو) 30 مليونا، حسب تقديرات البعض، ونزل ما يقرب من هذا العدد لتفويض «السيسى» يوم 26/7. منطق هذه الأرقام يفرض أن يشارك فى استفتاء (يناير 2014) ملايين أكثر من تلك التى شاركت فى استفتاء 2012، أو أن يتعادل العدد المشارك فى المرتين، وذلك أضعف الإيمان بالنسبة للسلطة الحالية. فى هذا الإطار يمكن أن تفهم لماذا يضع أنصار «الفريق» أيديهم على قلوبهم تحسباً لنسبة المشاركة المتوقعة، لأن انخفاض هذه النسبة يعنى ببساطة وضع السلطة المؤقتة فى مأزق حقيقى داخلياً وعربياً ودولياً، لذلك يحق لنا أن نصدق تلك المعلومات التى تقول إن الفريق «السيسى» سوف يحدد موقفه من الترشح لانتخابات الرئاسة بشكل نهائى بعد الاستفتاء.. فيوم الاستفتاء يتحقق أو يخيب الرجاء!.