16 ديسمبر 2011.. المكان: أمام مجلس الوزراء.. الزمان: الفجر.. الحدث: أجواء مشحونة بين الثوار المعتصمين من جانب وقوات الأمن من جانب آخر.. ينتهى المشهد بوقوع اشتباكات عنيفة بين الطرفين استُخدمت فيها قنابل الغاز والخرطوش والرصاص الحى، تكتمل مأساوية المشهد عندما يتساقط شهداء ومصابون على مدار عدة أيام والحصيلة من 16 وحتى 23 ديسمبر حوالى 17 قتيلا و1917 مصابا. اليوم تحل الذكرى الثانية لأحداث مجلس الوزراء.. البعض قرر عدم النزول وتجنب الاحتفال حتى لا يستغل الإخوان الحدث ويرتكبوا أعمال عنف باسم الثوار، والبعض الآخر قرر مواصلة المسيرة والنزول للمطالبة بحق 17 شهيدا سقطوا خلال الأحداث، وهذا ما حدث مع أحداث محمد محمود فى ذكراها الثانية، حيث قرر البعض النزول فيما عزف البعض الآخر عن المشاركة، وكانت النتيجة وفاة اثنين وإصابة حوالى 40. «تكتل القوى الثورية» كان من القوى الثورية التى أعلنت رفضها القاطع للمشاركة فى ذكرى أحداث مجلس الوزراء، بحسب هيثم الشواف، أحد منسقى التكتل؛ فهو يرى أن الدولة تمر بظرف استثنائى؛ حيث تسعى جماعة الإخوان وغيرها من العناصر الخارجية لتحويل الحدث إلى وسيلة لبث الفوضى، خصوصا أن الثورة بدأت تحقق أول أهدافها من خلال الدستور الجديد؛ لذا فإحياء تلك الفعاليات سيقتصر على زيارة أهالى الشهداء: «مش من مصلحة الثورة النزول للميادين فى التوقيت ده؛ لأن حدوث أى أعمال عنف سيشوه اسم الثورة عند المواطن العادى ويرتبط لديه بجماعة الإخوان». على الجانب الآخر، قرر محمد يوسف، أحد منسقى «ألتراس ثورجى»، النزول إلى الشوارع لإحياء الذكرى: «هننزل مهما حدث»، متهماً عدداً من القوى الثورية التى رفضت المشاركة بأنها تبحث عن مصلحة شخصية ومناصب، وحسب «يوسف»: «التخوف من استغلال أنصار جماعة الإخوان المسلمين لذكرى الأحداث والاندساس وسط الثوار لبث الفوضى مجرد حجة؛ فالقوى الثورية يجب أن تكون قادرة على التعامل معهم وطردهم إذا حدث هذا». وأضاف: «يعنى ما جبناش حق الشهدا كمان نمنع الناس من تذكرهم والترحم عليهم والدعاء لهم؟!». الانقسام بين مختلف القوى الثورية حول إحياء الفعاليات السياسية المؤثرة فى الثورة -مثل أحداث «الوزراء»- له أسبابه، بحسب دكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أولها: الخوف من الاتهام بأنهم «طابور خامس»، بالإضافة إلى السخط الموجود لدى المواطن بأن الثورة لم تحقق أهدافها وأن أى فعاليات جديدة لن تكون لها فائدة، كما أن تلك القوى بعد مرور 3 سنوات على ثورة 25 يناير لم تستطع أن يكون لها كيان راسخ باستثناء «حركة 6 أبريل»، معلقاً: «معظمهم يقتصر نشاطه على الإنترنت وعدد أقصى حركة فيهم لا يتجاوز المئات».